صفحة الكاتب : موقع العتبة الحسينية المطهرة

استقبال شهر محرم الحرام عند أهل البيت الأطهار
موقع العتبة الحسينية المطهرة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مع اقتراب حلول شهر الأحزان، شهر محرم الحرام، وما فيه من إحياء ذكرى واقعة الطف الأليمة، يستعد المؤمنون لاستذكار الفاجعة العظيمة، ولهم في أهل البيت عليهم السلام القدوة المثلى، حيث اعتاد الأئمة الأطهار على استقبال الشهر بالحزن واللوعة.

إن مصيبة الحسين (عليه السلام) وأبنائه الكرام قد بلغت عنان السماء وبكت لها السموات والارض بالدماء وناحت لها الوحوش والحيتان في لجج الماء وأقامت الملائكة فوق سبع الطباق مأتما ونصبت من اجلها مياه البحار والانهار وسكنت بسببها حركات الفلك الدوار، كيف لا وقد أصبح لحم رسول الله أشلاء على التراب وأعضاؤه مفصلة بسيوف اهل البغي فلا قرت العيون بعد ذلك المصاب ولا التذت النفوس بلذيذ الطعام والشراب واعلم ان الشهر شهر حزن اهل البيت وشيعتهم .

أهل البيت وشهر المحرم
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) قال : كان الكاظم (عليه السلام) اذا دخل شهر المحرم لم يرى ضاحكا وكانت كآبته تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة ايام فاذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) .

وروي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه اذا هل هلال عاشور اشتد حزنه وعظم بكاؤه على مصاب جده الحسين (عليه السلام) والناس يأتون اليه من كل جانب ومكان يعزونه بالحسين ويبكون وينوحون على مصاب الحسين فإذا فرغوا من البكاء يقول لهم : ايها الناس اعلموا ان الحسين حي عند ربه يرزق من حيث يشاء وهو (عليه السلام) دائما ينظر الى مكان مصرعه ومن حل فيه من الشهداء وينظر الى زواره والباكين عليه والمقيمين العزاء عليه وهو اعرف بهم وبأسمائهم واسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنازلهم في الجنة وانه ليرى من يبكي عليه فيستغفر له ويسأل جده واباه وامه واخاه ان يستغفروا للباكين عليه والمقيمين عزاه ويقول لو يعلم زائري والباكي علي لانقلب الى اهله مسرورا وما يقوم من مجلسه الا وما عليه ذنب وصار كيوم ولدته امه.

وعنه (عليه السلام) قال : لما قتل الحسين (عليه السلام) بكت عليه السموات السبع ومن فيهن من الجن والانس والوحوش والدواب والاشجار والاطيار ومن في الجنة والنار وما لا يرى كل ذلك يبكون على الحسين ويحزنون لاجله الا ثلاث طوائف من الناس فأنها لم تبكي عليه ابدا فقيل فمن هذه الثلاثة التي لم تبك على الحسين (عليه السلام) فقال هم : اهل دمشق واهل البصرة وبنو امية .

فما عذر من هلّ عليه شهر عاشور وتغافل عن هذه المصيبة التي ابكت كل عين ؟؟

هلال المحرم
وعن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : اذا هلّ هلال المحرم نشرت الملائكة قميص الحسين (عليه السلام) وهو مخضب بالدماء فنراه نحن ومن احبنا نراه بالبصيرة لا بالبصر أي يعيش في مشاعرنا فتحزن لذلك نفوسنا وعندما يأتي هذا الشهر تأتي معه هذه الذكريات الاليمة تأتي معه صور من واقعة الطف وتعود الى الذهن صور مما جرى في واقعة الطف فيكثر الحزن والالم اذا هل على اهل البيت هذا الشهر يعقدوا له المأتم فلقد كان الامام الصادق (عليه السلام) يجتمع مع شيعته وخاصته ويعقد المأتم ويستدعي بعض الشعراء ويكلفهم ان ينظموا في واقعة الطف القصائد الحزينة ويجلس نساؤه من وراء الستر ويروي المؤرخين لما دخل دعبل الخزاعي على الامام الرضا (عليه السلام) وأنشأ قصيدته بينما هو ينشد الشعر على الحسين (عليه السلام) واذا بجارية من وراء الستر وقد خرجت فاندهش الجالسين لانهم لم يعتادوا ذلك من جواري الامام ان يخرجوا امام الناس خرجت تحمل على يديها شيء ودنت من الامام واذا بها تحمل رضيعا على يديها ووضعته بين يدي الامام لما نظر اليه الامام علا نحيبه لانها ارادت ان تصور له صورة ومشهد من صور الطف وتقرب الى ذهنه شيء مما وقع في كربلاء وهو ذبح الاطفال هذا الطفل اهاج وجد الامام فانتحب انتحابا عاليا وجرت دموعه على خديه وتذكر كلما جرى في هذا الشهر من المصائب .

لقد كان هذا الشهر اذا هل هلاله على بني هاشم من بعد واقعة الطف تتحول بيوتهم الى حزن ولوعة . وقيل بالاخص اذا مر هذا الشهر على الوديعة زينب (عليه السلام) فهي التي شاهدت ما جرى فيه من المصائب والمحن اذا مر عليها هذا الشهر تجول بديار بني هاشم من دار الى دار.

البكاء على الحسين
وروي عن الريان ابن شبيب: قال دخلت على الامام الرضا (عليه السلام) في اول يوم من المحرم فقال لي يابن شبيب أصائم انت ؟ فقلت ان هذا اليوم هو الذي دعا زكريا ربه فقال ربي هب من لدنك درية طيبة انك سميع الدعاء فاستجاب الله تعالى وامر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحي ، يا بن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي كان اهل الجاهلية يحرمون فيه القتال لحرمته فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نسائه وانتهبوا رحله فلا غفر الله لهم ذلك ، يا بن شبيب ان كنت باكيا لشيئ فابكِ الحسين ابن علي ابن ابي طالب (عليه السلام) فأنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من اهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض شبيه ولقد بكت السماء والارض لقتله ولقد نزل الى الارض من الملائكة اربعة آلاف لنصرته فلم يؤذن لهم فهم عند قبره شعث غبر الى ان يقوم القائم (عليه السلام) فيكونون من انصاره وشعارهم يالثارات الحسين ..

يا بن شبيب لقد حدثني ابي عن جده (عليه السلام) انه قال : لما قتل جدي الحسين (عليه السلام) امطرت السماء دما وترابا احمر ، يا بن شبيب ان سرك ان تلقى الله ولا ذنب عليك فزر الحسين ، يا بن شبيب ان سرك ان تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي (صلى الله عليه وآله) فالعن قاتله (عليه السلام) يا بن شبيب ان سرك ان تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو ان رجلا احب حجرا لحشره الله معه يوم القيامة.

فيجب علينا يا شيعة ان نواسي اهل البيت (عليه السلام) في هذا المصاب الذي اهتز العرش لأجله ونذكر ما جرى عليه ونذكر عطشه وعطش اطفاله وعطش ذلك الطفل الرضيع الذي أبو أن يسقوه الماء وقد كاد قلبه ان ينفطر من الظمأ .

المصدر: موقع العتبة الحسينية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


موقع العتبة الحسينية المطهرة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/05


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • ممثل المرجعية الدينية العليا يبحث مع ممثلي منظمة صحية تنظيم الخدمات الطبية خلال الزيارات المليونية  (أخبار وتقارير)

    • كربلاء في الشعر العربي : محمد حسنين السابقي  (ثقافات)

    • كربلاء في الشعر العربي : زهير علوش (ولد 1357 هـ / 1938 م)  (ثقافات)

    • تعرف عليها بالتفاصيل.. مشتركات تحرص المرجعية العليا الحديث بها عند استقبالها الزعامات الدينية ورؤساء الدول والبرلمانات في العالم  (أخبار وتقارير)

    • في زقاق النجف.. مرجعية امة وليست مرجعية طائفة وكلماتها وأدت (التطبيع)  (أخبار وتقارير)



كتابة تعليق لموضوع : استقبال شهر محرم الحرام عند أهل البيت الأطهار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net