إذا كثرت القيود عز الوجود 
الشيخ احمد صالح ال حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تجد الكثير يجادل مع كل موسم حول الشعائر الحسينية وأن هناك ماهو أهم منها  وعلينا أن نجعل بدلا عنها الأعمال الإنسانية فالفقراء ورعايتهم  أهم من هذه الشعائر ؟!

الجواب: في مقام الرد على هذا الكلام هناك قاعدة مهمة حُررت في المباحث العلمية ، الناطق بهذا الكلام يريد أن يمضي بها ولكن بصورة أخرى وهي (إذا كثرت القيود عز الوجود) فإذا أكثرنا من القيود حول هذه الشعائر وجعلنا هناك ماهو أهم منها فهي إشارة واضحة للقضاء عليها فهذه القيود التي بعضها غير موضوعي ومزيف وليس له غاية إلا أن ينال من تجماعات شيعة أهل البيت (عليهم السلام) التي حافظت على كيانهم منذ زمن بعيد ، وهنا لنا وقفة مع التباكي على الفقراء والمساكين الذي هو تباكي كاذب وغير واقعي وتم تغرير الكثيرين به ، فإن المؤسسات الكبرى التي ترعى الأيتام والمساكين في هذا البلد وغيره هم خدمة الحسين (عليه السلام) حيث ربتهم هذه الشعائر المقدسة على السخاء والبذل في سبيل الله ونصرة الحق ، ولكن تكلم عن أهل البراندات والموديلات الباهضة الثمن والتي يجري تغييرها  في كل عام ناهيك عن إقامة الحفلات الصاخبة التي يصل مبلغ الدخول إليها فقط  مئات الدولارات اين الفقراء في ضمير هؤلاء أين مؤسساتهم أين عملهم في الواقع الخارجي ، لو لم يأت خدام الحسين ( عليه السلام) فقط بمؤسسة العين المباركة وانجازاتها لغلبوا انسانيتكم الزائفة ودموع التماسيح ولكن إنعدام البصيرة والرؤية الصادقة لدى المغرر بهم يجعلهم عرضة لمثل هذه الجهالات والتزييف ، شعائرنا نحييها وواجبنا الإنساني أيضا له حضور في طيلة أيام السنة وماوفقنا له لولا أن ربتنا الشعائر على ذلك فالحسين (عليه السلام) ربان سفينتنا وإن شاء الله نحن الفائزون في الدنيا والآخرة ، فلم تمنعنا شعائرنا عن بناء بيوت الفقراء ومساعدة المحتاجين وعلاج المرضى وانشاء المستشفيات ولكن منعتكم برانداتكم وموديلاتكم عن ذلك { قُلۡ كُلࣱّ یَعۡمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِۦ فَرَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَنۡ هُوَ أَهۡدَىٰ سَبِیلࣰا }
[سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ٨٤]

حُرر في تاسوعاء الحزين ١٤٤٦هـ
 

الموضوع السابق الثورة الحسينية.. الانتماء والرسالة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat