صفحة الكاتب : احمد عبد الصاحب كريم

ثورة الحسين (ع) في كربلاء ابعادها الدينية والسياسية والانسانية و الاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
احمد عبد الصاحب كريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعتبر ثورة الامام الحسين (ع) هي اكثر ثورة او نهضة كتب عنها على مدار قرون من قبل الكتاب المسلمين والمستشرقين وذلك لخلودها على امد الدهر كونها ثورة صادقة بجميع تفاصيلها ، ويجب علينا متابعة ابعادها من جميع الجوانب ، وجميعنا نعرف ان الجانب الديني هو الصراع بين خط اعلاء كلمة لا اله إلا الله والذي يمثله الامام الحسين (ع) ، وخط (اعلوا هبل ، نحن بنات طارق ، تلاقفوها يا بني أمية تلاقف الكرة بيد الصبيان فو الذي يحلف به أبو سفيان فلا جنة ولا نار) والذي يمثله يزيد بن معاوية ، حيث ان الواجب والتكليف الشرعي هو ان يتصدى الامام الحسين (ع) لهذا الواقع من اجل حفظ قيم وسمات الدين الاسلامي ، اما الجانب السياسي منذ استشهاد الامام علي بن ابي طالب (ع) اصبح الحكم لدى المسلمين وراثي ولا يمت بأي صلة لتعاليم الاسلام وهذه الفكرة تم تطبيقها من قبل حكام بني امية و الشعوب استسلمت لها خاضعة وثورة الامام الحسين (ع) شجعت الثوار والاحرار على مقاومة الظالمين لغاية يومنا هذا ، اما الجانب الانساني منذ اول ايام رحلة الامام الحسين (ع) من المدينة الى كربلاء هي كلها انسانية لم يقبل مسلم بن عقيل ان يقتل ابن مرجانة غدرا لانه يمثل شيم واخلاق النبوة والرسالة ولم يريد ان تبدأ ثورة الحسين (ع) بالغدر والامام الحسين بالرغم من قيام الحر الرياحي بالقيام بحصار الحسين واصحابه الا انه سقاهم الماء وكانو عطاشا وخاطبهم يوم المعركة بلسان النصح والموعظة والانسانية ، اما الجانب الاعلامي فكان بطلاه السيدة زينب (ع) والامام السجاد (ع) الذين قاما بتقديم القرابين الى الله عز وجل و مواجهة الظالمين عبيد الله بن زياد و الطاغية يزيد و عرض اسباب المهمة الحسينية والاستشهاد وايصال صوت الحق وفضح كذب بني امية ويزيد ، اما جانب التضحية والفداء لم نشهد او نسمع او نقرأ ان هناك اصحاب وابناء واخوة وابناء عمومة واقارب يتسابقون للتضحية بأنفسهم من اجل سيدهم وقائدهم حيث في معركة احد انهزم الكثير من الصحابة بعد سماعهم بمقتل الرسول محمد (ص) ونزلت، ايات قرآنية عديدة بذلك و مخالفة الكثير من الصحابة تعاليم الرسول بعد ان طمعوا بالغنائم وتركوا اماكنهم و كثير من الصحابة اصابهم الخوف والرعب في معركة الخندق و حنين بل بعض الصحابة بدئوا بشتم بعضهم البعض في غزوة خيبر والبعض تركوا الاسلام بعد وفاة الرسول الاعظم محمد (ص) ، ولكن في كربلاء يتسابق الاصحاب بالخروج للشهادة اولا و يتسابق الابناء للاستشهاد دون الحسين و الاخوة وابناء العمومة بذلوا مهجهم لكي لا يتأثر الحسين كونهم مؤمنين بالقضية وايمان هم راسخ بأمام زمانهم كونه يمثل خط الاسلام المحمدي ، اما القيادة فالحسين (ع) ادار المعركة من جميع جوانبها بحنكة وتدبر و اختار المواقع لصد الهجمات وتوجيه القادة نحو المعركة ، ولكل ثورة هناك قائد عمليات وقائد للجيوش وفي معركة الطف كان هناك قائد الجيش هو العباس (ع) الذي لازم الحسين كظله و كان هو محور شن الهجمات على جيوش بني امية وكان بعد سقوط الشهداء وذهاب الامام الحسين (ع) للشهداء لكي يبشرهم بالجنة و ابراء الذمة كان العباس يمشط ارض المعركة لكي يحافظ على اخيه الحسين و بقى على هذا الحال حتى بقى هو والحسين (ع) بمفردهما وشن حملته الاخيرة والتي دمر الجيش الموضوع على المشرعة والمقدر ب (٤٠٠٠) مقاتل وشق صفوفهم و نزل الى ماء الفرات واستشعر برودة الماء و لكنه لم يشرب قبل ان يشرب الحسين والاطفال و لم يستطيع احد على مواجهته الا ان سهام الغدر حالت بينه وبين ايصال الماء الى المخيم وخر صريعا و شهيدا وهنا قال الامام الحسين (ع) قوله الخالد الان انكسر ظهري وقلت حياتي وشمت بي عدوي اي كان العباس يمثل ثقل المعركة و مركز القوة والتماسك والفداء ، هذه بعض الاسباب التي ادت الى خلود ثورة الحسين الى الابد كون اهدافها خالصة الى الله عز وجل فقط .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد عبد الصاحب كريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/22


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • الحملة الوطنية لتعديل المادة (٥٧) تنظم مسيرة جماهيرية حاشدة من اجل تعديل المادة (٥٧) سيئة الصيت وشمول المتضررين بالمدونة الشرعية وفقاً للمادة (٤١) من الدستور  (نشاطات )

    • صحة الكرخ / تنظيم احتفالية بمناسبة اليوم الوطني للصحة المدرسية وافتتاح اول وحدة صحة مدرسية على مستوى العراق في مدرسة الفضائل الابتدائية المختلطة   (نشاطات )

    • البكاء على اللبن المسكوب لا ينفع ..  (المقالات)

    • مدير عام صحة بغداد الكرخ يجري زيارة الى مستشفى الفلوجة التعليمي لتفعيل برنامج التوأمة مراكز القلب التخصصية واجراء اول عملية قلب مفتوح في المؤسسات الصحية في دائرة صحة الانبار  (نشاطات )

    • قانون الاحوال الشخصية ... بين ثقافة الحوار واسلوب الطرح الراقي للمؤيدين ... و جعجعة وصراخ وكذب واتهام من المعارضين   (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : ثورة الحسين (ع) في كربلاء ابعادها الدينية والسياسية والانسانية و الاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net