صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

حكايات من جهاد المعارضة
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 عندما يصطدم المجاهد بتراجع قائده فانه يشعر كان مخدوعا بل يتغير تغيرا تاما ويبدا بكراهية المثل والمبادئ.
اتذكر كنت اقرا كتاب للسيد صلاح شبر عبارة عن مجموعة مقالات له ذكر قصة عراقي وزوجته الحامل جاءوا الى كندا طلبا للجوء الانساني وكان المواطن العراقي معه ورقة كتب عليها قيمة عدد من البنادق كلاشنكوف ولمن تعود فاتهمته السلطات الكندية بالارهاب وقررت اعادته الى العراق وفي حال الاعادة يعني الاعدام على يد الطاغية ، سعى له السيد صلاح شبر واوكل له محامي يهودي حاذق تمكن هذا المحامي من تبرئة المواطن العراقي واصبح حديث الاعلام الكندي .
غايتي من القصة ان الورقة التي كانت مع المواطن العراقي كتب عليها بنادق اخوته المجاهدين بعد خذلان ابطال الانتفاضة في العراق التي تركوها عنده وقام ببيعها ليعرف حصة كل شخص كم وجمع ماله وقال للجهاد باي باي بعد ان تركوه وحيدا في الجبهة ضد البعثيين .
على غرار هذه القصة المؤلمة هنالك قصة مؤلمة وقاسية اكثر يرويها مختار الاسدي في كتابه الصندوق الاسود عن المعارضة في ايران قبل السقوط يقول :
ذات يوم وفي خضم مشروع مخطط لتنفيذ عملية استشهادية داخل العراق على غرار تلك العمليات الجبارة الخالدة التي نفذها المجاهدون الاستشهاديون الخالدون الابرار مثلا ابو بلال ـ تفجير وزارة التخطيط التي افشلت مؤتمر عدم الانحياز ـ ، ابو مريم ـ تفجير السفارة العراقية في بيروت ـ ، ابو اباء ـ بطل القوة الجوية والاذاعة والتلفزيون ابان الحرب العراقية الايرانية ـ، ابراهيم سليمان ـ بطل مديرية الامن العامة في قلب بغداد ـ، وغيرهم .
كان الجماعة ( اي جماعة هذا الرجل الذي يحكي الحكاية ) بحاجة الى تاير للسيارة المزمع تنفيذ العملية داخل العراق ولم يكن هذا التاير موجودا حينها الا عند صاحب السماحة او السعادة ومحفوظ كـ (تاير) خاص اي احتياط في سيارته الفاخرة .
وبعد ان بذلت جهودا مضنية للحصول على تاير من السوق السوداء تعذر الحصول عليه ، فجاءت الكارثة ان يُلتمس من صاحب السماحة باعارة التاير لتنفيذ العملية.... المفاجاة الكبرى والرزية العظمى ان صاحب السماحة رفض اعارة تاير سيارته الاحتياط الخامس وهو يمتلك عدة سيارات لتمشية اموره ، ولم يتورع في تسجيل ملاحظة استفهامية كبرى لبشر يقدمون ارواحهم رخيصة لدينهم وقضية شعبهم .فيما يرفض المحروس بكل صلف التضحية بالتاير الخامس في اقدس واشرف عملية استشهادية 
عقب الراوي غاضبا ان سماحة السيد يضحي بخمسة اشخاص للشهادة ولا يضحي بتاير سيارته الخامس فقرر من تلك اللحظة ترك العمل الجهادي والعمل كاسب في بازار طهران 
يقول مختار الاسدي بعد ان صعقت بهذه الحكاية التمسني الا اذكر اسمه الا بعد موته ، ودعاءه سبحانه بعدم تمكين هؤلاء من الانتصار وتذوق طعم الظفر في عراق المساكين والمستضعفين والمتاجرة بارواحهم ودمائهم وكرامتهم ، اي حتى لو بقي طاغية العراق عقدا اخر من السنين يعبث بارض علي والحسين فسادا وكان تبريره لهذا المجرم الطاغية بانه سيجني ببقائه على المسلمين فقط ولا يتحمل الاسلام وزر جناياته ، فيما سيتحمل الاسلام والمسلمون وزر جنايات هؤلاء اذا تمكنوا من عراق المقدسات وتحكموا او حكموا باسم الاسلام ( 1/ 139 ـ 141) 
ما صعقني وهزني من الاعماق هو ما قاله هذا المجاهد ان الطاغية يجني على المسلمين اما هؤلاء الذين هم الحكام الان يجنون على المسلمين والاسلام لا اعلم هل هو واقعنا اليوم ؟ الجواب للقارئ الكريم


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/29



كتابة تعليق لموضوع : حكايات من جهاد المعارضة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net