المرشدة المهدوية وإمكانية ترسيخ الأثر
شيماء جواد عطية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شيماء جواد عطية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تميزت قارئة القرآن في المحفل النبوي الشريف بتمكنها صوتا واداء، وهي تقرأ لنا قول الله تعالى ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾. يبدو أن هناك تعالقات سؤال بقت في ذهن امرأة كبيرة السن وقورة الهندام، لم تحتمل الصمت فقاطعت المرشدة المهدوية التي ارتقت المنصة لقراءة بحث من البحوث المهدوية:
ـ هل ما حققه النبي صلى الله عليه لم يحقق التكامل الإيماني ولا كامل الهداية، إذا كان ما نعيشه اليوم هو تكامل رسالي
التفسير صعب للغاية في رأسي، هناك إجابة واضحة عندي، وليس من حقي أن أجيب أنا مجرد امرأة مدعوة مع هذه الناس، انتظرت جواب المرشدة
قالت المرشدة أن هناك تفسير واضح وجواب مفهوم بأن الرسالة المحمدية لم تنته لنحكم عليها حكما قاطعا، رسالة النبي صلى الله عليه وآله مستمرة حتى بعد رحيله المبارك.
قلت مع نفسي على المرشدة أن تتعمق في المعنى ولا تترك الفكرة عائمة.
قالت المرشدة المهدوية:
ـ إن النبي صلى الله عليه آله هو بنفسه بشَّر الأمة بظهور المهدي عجل الله فرجه الشريف بشر بيوم خروج المهدي المنتظرة، وأضاف لنا بركة انتظاره (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج)
واضافت أن الكثير من مصادر الشيعة ومن مصادر الجمهور قد ذكرت الحديث مثل كتاب ينابيع المودة للقندوزي
ويبقى السؤال اليقظ هو كيف يكون الانتظار النفسي أفضل من الصلاة والصوم، كيف يتصور العقل أن مجرد الأمل أفضل من سائر العبادات، سؤال مهم، صرت أتوقع من المرشدة الإجابة الذكية، قالت:
ـ إن المقصود بانتظار الفرج، الاعتقاد بأن الله وعد المؤمنين بالنصر، الإيمان بأن الله سبحانه تعالى يحقق وعده هو انتظار الفرج، الإيمان بأن الله لا يخلف وعده هذا الإيمان هو انتظار الفرج، وأضافت الإيمان بتحقيق الحضارة الإسلامية الكاملة هو انتظار الفرج، والانتظار هو العبادة في زمن غيبة الدولة الإسلامية، والاستعمار يعمل لإحاطة المسلم بالخوف والقلق، كانت مشَّاية الأربعين تتحدى السلطات الحاكمة
تمنع الشعائر الحسينية وتمنع المشاية في زيارة الأربعين ورغم كل التهديدات والمخاطر كانت لذة التحدي تجعل المشي أفضل، العبادة في زمن زرع الشبهات وتشتيت المدارك والتحزبات التي تنهش وحدة الدين، فرحت كثيرا لإمكانية هذه المرشدة، كلما أفكر في أمر أجدها سبقتني إليه
الانتظار يعني الإعداد كما يعد الأنسان نفسه لأمر محتمل الوقوع، عند قدوم ضيف كيف يكون الإعداد لاستقباله هل انتظار قدومه هو الانتظار.. أم الإعداد للاستقبال وإعداد الوليمة؟
قول النبي صلى الله عليه وآله أفضل الصلوات، أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج يعني إعداد الأمة لأن تكون قادرة على نصرة المهدي عجل الله فرجه الشريف، الإعداد بتقويم سلوك الأمة، والإعداد روحيا، إعداد الأمة لأن تكون أرضية صالحة لاستيعاب دولة المهدي، بناء القاعدة الجماهرية لكي لا يخذل، دار في راسي موضوع مهم هو معنى الانتظار هناك الكثير من الناس يفهمون الانتظار ترك العمل ترك جهاد النفس ترك قضايا تحصين الأمة على عاتق المهدي المنتظر عليه السلام، هذا مفهوم الانتظار عند البعض، ترك المفاسد الاخلاقية والأمراض التربوية، حتى أن البعض صار يرى أن زيادة الفساد تقرب موعد الظهور، ومثل هذا الانتظار هو أبشع أنواع الانتظار ولا يسمى انتظارا
في أحدى محاضرات السيد منير الخباز أن النبي صلى الله عليه وآله قال:
ـ كيف بكم إذا فسق شبابكم وفسدت نساؤكم وتركتم الأمر بالمعروف، قالوا:
ـ أ يحصل ذلك يا رسول الله؟
قال بلى وترون المنكر معروفا والمعروف منكرا
وهذه الأمور هي التي تعرقل خروج المهدي المنتظر عج
سألوا الإمام الصادق عليه السلام، عن معنى المرابطة في قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
قال عليه السلام، المحافظة على الكيان الإسلامي من الاندثار ومن التزلزل في عصر غيبة الإمام عج)
يقول أمير المؤمنين عليه السلام، ليس يتم اليتيم المنقطع عن أبيه وأمه بأشد من يتم يتيم فقد إمامه، شاطرة هذه المرشدة قرأت كل ما يدور في راسي، أي بمعنى أنها ضبطت الأساليب التوصيلية التواصلية لخلق مناطق تأثيرية ترسخ المعلومة في راس المتلقي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat