المالكي.. خليفة قاسم في حب الفقراء
القاضي منير حداد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
القاضي منير حداد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يلوح الامل للعراقيين، ببطل قومي، ينتشلهم من ضيم القدر المحدق بهم، وامضا، ثم يمحي.. تحاصره المكائد والمؤامرات من الداخل والخارج، فتحبط حماسته لتحقيق منجزات كبرى للعراقيين، ولا يقف التآمر عند حد الاحباط، انما يتمادى الى الانعطاف بالهمة عن جادة التطبيق، ومداهمة وجود هذا البطل القومي المتفاني في الاخلاص للعراقيين.
وكان الزعيم عبد الكريم قاسم.. مخطط ومنفذ وقائد ثورة 14 تموز 1958 انموذجا اول للبطل القومي الذي حمل هموم الفقراء، وصية حول نطاقه، يليه في تراتب الاحداث على صفحة الزمان، ويساويه في الاخلاص الوطني المتفاني دولة رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي رهن وجوده بتدعيم رفاه الفقراء، ولو كره المتبطرون فسادا، يشفعونه بمداهمة وجود شخص المالكي، يتآمرون عليه للنيل من العراق.
قال الشاعر: "دارت على قلبي الرحى.. لكأن في صمت الرحى.. كان الطريق.. خصرا وزنارا يضيق.. حتى امحى". وهذا هو قدر العراقيين الابدي، منذ سالف العصور الى ما لانهاية، كلما وضع آمال النجاة بشخص، احبط المنتفعون هذا الامل، وتلك هي قرينة التشابه بين عبد الكريم قاسم ونوري المالكي.. كلاهما موضع أمل العراقيين، بحياة كريمة تتناسب مع ثرواتهم التي انعم بها الله على بلاد الرافدين، وكلاهما مكتف بالمتآمرين من الداخل والخارج:
"القاني في اليم مكتوفا وحذرني:
اياك اياك ان تبتل بالماء"
عرفت قاسم عن طريق قريبي العقيد وصفي طاهر.. مرافق وآمر حماية الزعيم، وتعرفت الى المالكي عند بوابة مجلس الحكم، عن طريق زميلي القاضي سالم الجلبي.. كلاهما محاصر بالمندسين داخل العملية السياسية، تنفيذا لاجندات خارجية، وكلاهما وطني متفان بوطنيته، لا يريد جزاءً ولا شكورا.
قبلني يومها المالكي مغادرا، وشيعه الجلبي بالهمس لي: "هذا الرجل خوش آدمي" همسة اقترنت عندي بما قاله طاهر عن قاسم، يوم سأله كولبنكيان عن الهدية التي يشاء ان يقدمها له، فقال الزعيم: "ابنِ ملعبا لشباب العراق" فكان ملعب الشعب، ولم يطلب لنفسه شيئاً، وهذا ما الحظه ولحظه العراقيون عن المالكي.. انهما متشابهان.
تشرفت بتوطد علاقتي مع المالكي، عندما صار عضو جمعية وطنية، ورئيس وزراء من ثم.. سعى اليه المنصب ولم يسعَ هو اليه، لكنه حمل المسؤولية باخلاص ولن يتخلَ عن ثقة العراقيين به، متمسكا بوطنيته من خلال المنصب، وليس تمسكا بالمنصب لذاته، كما هي الحال بالنسبة لآخرين.
تشرفت بالانتهال من فيض رجاحة وعيه المرن، في ادارة الدولة.. اسمعه ويسمعني، في ما يشبه التشاور او المداولة او الاستئناس بالرأي، اردد خلالها: "انت تشبه عبد الكريم قاسم" فيقول يتواضع مرهف: "اين انا منه".
برغم ضنك الظروف والفساد والملابسات والخيانات المتلاحقة.. من بين يديه ومن خلفه ومن حيث لا يحتسب، استطاع دولة رئيس الوزراء نوري المالكي ان يحقق الكثير من المنجزات، للعراقيين، بالوان طيفهم كافة، واهمها انني تشرفت في ان اكون بمعيته، في اعدام الطاغية صدام حسين، كمنجز قطع آمال البعثية والقاعدة في العودة الى حكم العراق.. لا سمح الله.
يؤمن المالكي بمستقبل وطيد يحقق خلاله للعراقيين ما يفعّل ثرواتهم في تدعيم اركان الرفاه، الذي يجعل العراقي سيدا في وطنه وسيدا حيثما يحل ويرتحل.
لكن ثمة من يحاولون اعاقة همم ونوايا المالكي، مستخسرين السعادة بالعراقيين، ولكي لا تسجل هذه المنجزات تاريخيا باسمه، ترجيحا لذواتهم على المواطنين.
لكنهم زائلون اذ يقول.. جل القائل.. في محكم كتابه: "اما الزبد فيذهب جفاءً واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض" وما مؤامرة سحب الثقة عن حكومة المالكي الا انموذج مفضوح للتآمر على العراق وشعبه، خلال حقبة يمر فيها بمفترق طرق.. خيركم من سكت، كما يقول الرسول محمد (ص).
ان سحب الثقة ارتدادة ضد العراق مثلما كانت ثورة 8 شباط 1963 خراب عاثه الحرس القومي، بقيادة عبد السلام عارف على العراقيين، وكان البكر وصدام حسين حينها طرفين خفيين في الخراب الذي اسفر عن نفسه يوم 17 تموز 1968 في ما بعد.
لنا في تشابه رئيسي الوزراء.. قاسم والمالكي.. قرينة وطنية، تحثنا على مؤازرة المالكي كي لا يعثر المؤمنون بذات الحجر مرتين، ولا يعود الحرس القومي يستحيون نساءنا ويقتلون ابناءنا ويقطعون حرثنا، لأن دعاة سحب الثقة امتداد لبعثية 63و 1968.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat