من وحي البعثة النبوية المباركة
محمد الرصافي المقداد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد الرصافي المقداد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هل يمكن أن يغفل عامة المسلمين عن ذكرى هامة وعزيزة مثل يوم المبعث النبوي؟
وكيف أمكن لمن تجاهله وعمل على تغييبه من مناسباتنا برسمه على اساس انه تاريخ الاسراء والمعراج؟
مع انهم لو سألوا أهل البيت وأهل البيت أدرى بمناسبات أبيهم وجدهم لوجدوا اجوبة تقشع عن عقولهم سحب الشك والريب، وأهل البيت عليهم السلام أخبرونا متواترا وهم أصدق القائلين بأن السابع والعشرين من شهر رجب هو يوم البعثة المحمدية عندما كان سيدهم الاكبر صلى الله عليه واله في تأملاته بغار حراء - وهذا المكان متوارث ابا عن جد بين زعماء بني هاشم كان آخرهم عبد المطلب ثم أبو طالب عليهما السلام – بينما كان أفضل الخلق مستغرقا في ملكوت ربه، نزل عليه الروح القدس ليعلمه بدأ بعثته للناس قاطبة، كان في منتهى الانس بحبيبه ولم يرهب ولا تملكه الخوف، كما صور الظالمون حالته، وكيف يرهب حبيب من حبيبه وهو يتقلب في نعمه التي أنعم بها عليه وأولها السكينة؟
كانت أولى راهاصلت الوحي أن (إقرأ باسم ربك الذي خلق... إقرأ باسم ربك ابذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم) فاتحا ذلك أبواب العلوم والمعارف، والانسان اذا ما عرف فهم وعمل بما علم، وهذا أول النداء الالهي للأخذ بناصية العلوم الالهية، فليس أزكى من أخذها من المولى ووحيه وطريقها يأتي من نبيه صلى الله عليه واله ثم من وصيه عليه السلام، الذي كان يردد (سلوني قبل أن تفقدوني فأنا بطرق السماء أعلم بكم من طرق الأرض). قال تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) هذا الولي الذي نص عليه الوحي في إشارات واضحات متعددة وقام بنصبه يوم غدير خم أداروا ظهورهم عنه واتبعوا أهواءهم وضغائنهم.
ولأن اسلام اهل البيت قام على ما دعا إليه الله ورسوله صلى الله عليه واله على العلم والمعرفة، رمزيته القلم والكتابة، قاموا بمنع تدوين الأحاديث التي سمعوها من النبي صلى الله عليه واله، وأحرقوا ما تمكنوا من أخذه خدعة من الصحابة فقاموا باحراقها تنصلا مما فيها من الزامات وبيانات، لعل أهمها وهي مقصدهم نصوص ولاية الامر من بعد مرحلة النبوة، جرائم غض الطرف عنها كأنها من المباحات التي أجازها الدين، مع انها السبب المباشر في اختلاط احاديث النبي الصحيحة بالمكذوبة، ولو دونت في ذلك الزمن لكفتتا مؤونة البحث والتدقيق ورد الاحاديث حتى الصحيحة منها.
ازاء كل هذه الاعتداءات السافرة والجرائم المدبرة ضد النبي صلى الله عليه واله يجب على العلماء والباحثين بيان أوجه الخلل فيما نقل الينا فيما يخص فترة النبوة، من روايات ادلى فيها المنافق بدلوه وبث فيها اليهودي اسرائيلياته، بحيث أصبح بينهما الحليم حيرانا، خصوصا أولئك الذين تنكبوا عن الصراط المستقيم، وباعدت مسافات الضلالة بينهم وبين هداة هذه الامة أهل بيت النبي صلى الله عليه واله، ثقل القران وترجمانه، وعدل أحكامه وادابه، فيما لم يقصر النبي صلى الله عليه واله من التعريف بهم يكفي هنا قوله: ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي) فيا عجبا كيف يترك المسلمون هداة الأمة ليتبعوا غيرهم مع معرفتهم بأصالة معادنهم ورفعة آدابهم وعلو شانهم علما وعملا، هؤلاء الذين نزل فيهم قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) مصدرهم علم جدهم ووحيه ووصاياه بشانهم فكيف يترك المسلمون هؤلاء الصفوة ليميلوا إلى غيرهم؟
بذلك التنكب والانحراف اضاعت الاجيال الاولى من المسلمين حقيقة النبي وصفاء وحيه، ثم لم يقف الامر عند ذلك الحد ليصل الى تحريف متعلقاته من أحكام وأحداث وتواريخ تعمدوا في حجبها واخفائها خدمة لمنهج تحريفي أقامه تحالف أصر على استبعاد خيار الاصطفاء الإلهي ليحل محله الاختيار البشري مع تضمنه كتاب الله من ذمه وانكاره.
نحن اليوم أمام اشكالات روائية لا يمكن ان نمر عليها مرور الكرام وعلى العلماء الصادقين أن يبادروا الى تحييدها عن حاضرة وعي جميع المسلمين فيضعوها موضع التكذيب لما احتوته من بهنتان مبين صوروا لنا في النبي الخاتم في ابشع صور التسقيط من قيمته.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat