صفحة الكاتب : خيري القروي

لما قتلوا الحسين عليه السلام نزع الله ملكهم
خيري القروي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يقول احد المؤرخين ما رأيت واقعة كواقعة الطف عض فيها المنتصر انامله  ندما،
لو اردنا ان نتأمل في هذه الجملة هل ندمهم يعد فضيلة انسانية ترفع عنهم الحساب او تخفف عنه العتاب؟ ام ان القضية تأخذ محورا اخر هوان مقام اهل البيت عليهم السلام وفداحة مصيبتهم واثارها السلبية على اعدائهم قد فرض نفسه على ارض الواقع حتى اضطر للاعتراض به اعدائهم، واربك حساباتهم وضيع عنهم أفق الانتصار المزعوم حتى وصل الامر بان مروان ابن الحكم قد اظهر الشماتة بقتل الحسين عليه السلام، لنقرأ التاريخ كتب ابنه عبد الملك بن مروان ابن الحكم الى الحجاج عامله على الحجاز جنبني دماء ال بني ابي طالب فاني رأيت بني حرب لما قتلوا الحسين نزع الله ملكهم ،وهناك موقف اخر لرجل سياسة هو الوليد بن عتبة بن ابي سفيان قد ادرك سوء الفعل السياسي والانسان الحر ضد الحسين والسعي لقتله فانه لم يستجب ليزيد حينما اراه امره بقتل الامام الحسين عليه السلام، ان لم يبايع وعاتب عليه مروان بن الحكم في ذلك فلن يعتبه بل اصر على موقفه وقد بادر يزيد فعزله عن ولاية المدينة ولما عرف هذا الرجل بمسير الحسين عليه السلام ،كتب الى ابن زياد اما بعد فان الحسين بن علي قد توجه الى العراق وهو ابن فاطمة وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله ، فاحذر يا ابن زياد ان تأتي اليه بسوء فتهيج على نفسك وقومك في هذه الدنيا ما لا يسده شيء ولا تنساه الخاصة والعامة ابدا ما دامت الدنيا قائمة وهذا يعني بالنسبة لمن يريد ان يتأمل في ثنايا الحدث، سيدرك  ان خطر جريمة  قتل الحسين سلام الله عليه كانت واضحة لديهم هناك من كان يدرك شدة بشاعة الجريمة واثرها  السلبي على السلطة الغاشمة وعلى بني امية عامة كثير من امور الواقعة جهزوها بشكل اعلامي يعطي ملامح الحكمة لمعاوية
وهذا هو الاعلام الاموي من خلال العديد من الايحاءات المعدة اعلاميا ففي رواية الطبري ان معاوية قد نبه يزيد على عدم قتل الحسين لنتأمل في الجملة قال ليزيد واما الحسين بن علي فان اهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوا فان خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه فان له رحمة ماسة وحقا عظيما،
حين اقرا هذه الفبركة الاعلامية برؤى متأملة سنجد هناك اتهام خطير في المقطع يشير الى ان حركة الحسين عليه السلام وثورته العظيمة هي اساسها اهل العراق ودعوته الى الخروج حتى يخرجوه بمعنى ان النهضة الحسينية حركة سياسية انفعالية ، لا اكثر وفي حقيقة الامر ان نهضة الحسين غير متأثرة بدعوة ما، لو لم تدعوه الكوفة هل كان يستجيب لحكم يزيد  ويبايع( ومثلي لا يبايع مثله) قالها قبل دعوته اهل العراق ،والمرتكز الثاني الذي يسعى اليه من وضع هذه الفبركة بين معاوية كان حريص على رابطة الدم مع اهل البيت عليهم السلام، وكانه ليس هو الذي قتل الحسن عليه السلام اظهروا معاوية وكانه الحكيم الذي يراعي حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي قاتل علي بن ابي طالب سلام الله عليه وقاتل الامام الحسن وامر بلعن امير المؤمنين على منابر المسلمين وما يؤلمني حقا ان يأتي من علماء الامة من ينشر هذه الفبركة على انها جزء من التاريخ ومثل هذا الموضوع يقودنا الى مسالتين مهمتين في فكر سماحة السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره في كتابه فاجعة الطف المسالة الاولى فيما جناه الدين من ثمرات فاجعة الطف مثل هذا السؤال تم تفعيله سياسيا من قبل المؤسسات السلطوية لتكون النهضة وكأنها طعن في ظهر الاسلام، وانما اقرا مثل هذا السؤال ما الذي حصل عليه ان الدين من نهضة الحسين عليه السلام الاختلاف في الرأي هو اختلاف في المعتقد كيف ينظرون الى الحسين عليه السلام ؟،كيف ننظر نحن اليه ،هل كان الحسين عليه السلام لا يعرف يزيد وقسوة جوره وما يمكن ان يقابل به من جيوش ،علينا ان نقرا الموقف الحسيني الصلب بعناية ، أي ان ننظر الى تضحيات الامام الحسين سلام الله عليه صبر 20 عاما على مضض ولم يحرك ساكنا مع معاوية مع انه نقض العهد وتجاوز الحدود وانتهك حرمة الاسلام وحرمة الحسين واهل بيته وحرمة الدين لان مصلحة الدين الاسلامي فرغت عليه في كل ظرف الموقف المناسب له مهما كلفه من متاعب ومصائب ومآسي وفجائع نحن شيعة اهل البيت عليه السلام نقدس الامام الحسين ونشيد بمواقفه في حفظ الدين قبله ان نشيد بابائه العظيم وشجاعته وصبره وصلابة موقفه وتضحياته نؤمن تماما بان موقعه او موقفه او موقف اي امام معصوم هي مواقف ارادة وايمان ليست كيفية ولا مزاجية ولا انفعالية بل هي مواقف حكيمه بتسديد من الله عز وجل لخدمة القضية الكبرى وقياسا بمقتضى الامامة التي حملوها ، قد نعرف حكمة كل عمل معصوم وقد يخفي علينا في بعضها اننا نؤمن بان النهضة الحسينية نهضة الهية وهي بأمر الله سبحانه وتعالى لابد ان تكون في سبيل الدين ومصلحة الدين وهذا الامر يناسب حجم النهضة حجم التضحية ومن يريد ان يدرس النهضة الحسينية عليه ان يبحث في حيثياتها بدقة ، وأن لا يعتمد على النصوص الجاهزة وليشخص اولا الخطر الذي دفعه عن الدين بنهضته المباركة وتضحياته الجسيمة لنقرأ معنى ان تكون الخلافة على نظام ولاية العهد دون مراعاة اهلية الحاكم او صلاحه فكانت قسوة السلطة من اجل استمرار هذا النهج الذي بقى عامر الى عصور قريبة واذا كان كثير من المسلمين استنكروا على معاوية في وقته عن فتح هذا الباب فانهم قد سكتوا عمن بعده وتعاملوا مع النظام الوراثي كانه هو الصحيح ، كشفت النهضة واقع الانظمة الحاكمة وسلطويتها وجراتها على القتل  واستمر هذا النهج الدموي عند جميع الحكومات وكشفت عن روح الفرقة التي زرعوها بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والظلم السلطوي والطغيان وانتها ك الحرمات العظام والتدهور اوضاع الامة وقد اعطى زهير بن القيم ملخص القضية  بجملة واحدة نحن وانتم اخوة وعلى دين واحد وملة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف فاذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا امة وكنتم امة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خيري القروي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/02/02



كتابة تعليق لموضوع : لما قتلوا الحسين عليه السلام نزع الله ملكهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net