اولمبياد لندن العراق كان حاضرا رغم غيابه
احمد طابور
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اختتم امس الاحد 12/08/2012 على ملعب ستراتفورد اللندني الحدث الاهم على الصعيد العالمي والمخلد لذاكرة الرياضيين اللذين بذلوا الجهد الكبير على حساب حياتهم ومتعهم من اجل ان يرتقوا المنصة الاولمبية والتي توجت بحفل الختام بأغنية من هنا تشرق الشمس فاتجهت الكامرات والانارة والقلوب نحو الشروق فانبزغت لنا شمسهم فتوالدوا نجما فنجما فرائينا اعلامهم وابتساماتهم وفرحهم البائن يتسربل من ارواحهم المنجزة والظافرة فهذا علم اميركا وهذا للصين وذاك لجاماكيا واخر لايران حتى افغانستان كانت هناك وعشرات الدول المبتهجة بانتصاراتها وانجازاتها وبين الاعلام كانت الاعلام العربية الخجولة الا انها رفرفت وتوعدت بانها ستشرق ولابد من شروقها.
فكانت الجزائر ببطلها توفيق المخلوفي الذي واصل حمل الراية العربية لاسلافه لمسابقة 1500 متر عدو والمغرب التي كان لها برونزية يتيمة لبطلها عبد العاطي ايغيدير في سباق 1500 متر والذي حاول باصرار البطل ان يحقق وساما اخرا لبلده ولامته العربية التي تنتظر الفرج الا انه حل سادسا في سباق 5000 متر وبسبب ذالك الاخفاق الاولمبي كونت لجان تحقيقية في المغرب من اعلى السلطات للمحاسبة ومعاقبة المقصرين , ومصر بفرعونها الشجاع كرم جابر الذي لو كان في بلد اخر لسجل اسمه كاسطورة في تاريخ المصارعة والذي اكتفى بفضية وزن 84 كغم مصارعة رومانية وهو صاحب الذهبية في اولمبياد اثينا والوسام الفضي الاخر لمصر للمبارز بسلاح الشيش علاءالدين ابو القاسم وقطر وراميها ناصر العطية ببرونزيته الغالية ومعتز برشم ببرونزية الوثب العالي والكويت ببرونزية الرماية التي حققها فهيد الديحاني والسعودية التي استطاعت ان ترجع للعرب جزء من تاريخه الذي اهداه للعالم بكرم اجباري الا وهو الفروسية حين حل الفريق السعودي ثالثا بقفز الحواجز والبحرين التي اهدتها مريم جمال الاثيوبية الاصل وساما برونزيا بمسافة 1500 متر جري واهمها تونس بحافر تاريخها القرطاجي المتواري بحلم هاني بعل البطل الرائع اسامة الملولي ببرونزية 1500 متر سباحة حرة و الاغلى ذهبية مارثون السباحة المفتوح لمسافة 10 كم رغم اصابته والذي كان خارج التوقعات , وبنت بلده التي اهدت لبلدها فضية سباق 3000 متر جري البطلة حبيبة الغريبي .
وكوني عراقي فتشت بلا جدوة وبهمة اليائس عن علم بلادي لارقص واياه بعرس العلم المنار بشروق الشمس لكن ما بال بلادي كل مرة تخذلني كعادتها مابال بلادي لا تحترف الا الحزن والدماء والقتل والسرقة وتلفظني وذكرياتي من فوق ناصية الزمن ,فاشرقت شمس البلدان من ضياء البهجة الا العراق فتشت عنه كثيرا لاشير لاطفالي نحوه لكن اصابعي تعبت ولم تجد غير الحرقة لتبث اهاتها وسؤال ابنتي الفضولية الملح بابا اين العراق من بين هؤلاء المحتفلين قلت لها بانكسار كبير العراق هناك تلتهمه الحيتان العراق, هناك تقطعه المحاصصة ,العراق هناك يقتله احبائه. ولم لم يك هنا عاودت سؤالي ببرائة صوتها فاستباحة الروح فاشرت باصبعي المنسدل وقلت لها بايماضات حزينة انهم الاشرار يا بنيتي لا يريدون لهذا العراق الكبير الان ان يكون صغيرا ليستفردوا به ,ليكبوه على وجهه وليحزوا بسكينهم الصدئة وببطء تلذذي مريض جسده المنهك, وليصحروا مدنيته كانفسهم, لكنهم لا يعرفون مع من يتصارعوا انه العراق الذي انبثق منذ الازل وسيبقى رغم تداعيات الزمن وكثرة الغارات التي تنتابه بأستمرار الحياة, وفي المحصلة ينتصر هو ويندحر الاخرون .
وهنا حين بزغ اسم العراقية الرائعة زها حديد اخبرت ابنتي مزهوا وكمن وصل الشاطيء بعد ان كان غرقه مؤكدا بان الكثير من هؤلاء اللذين انتصروا واللذين اخفقوا واللذين سبحوا سريعا او بطيئا اوقفزوا اورقصوا كانوا تحت سماء عراقية والاضواء التي بهرت العالم اجمع وتوسمت فيها الاوسمة الرياضية الاولمبية الملونة على صدور مستحقيها افرزت سؤالا كبيرا عن مبدع هذا الانجاز المعماري فكانت الاشارة ليد عراقية, فحضر العراق بقوة خلوده رغم غيابه وارتسمت الفرحة فوق نفسي المخذولة وتعالت جبهة ابنتي بفخر وعز المنتصر وهي ترقص فرحة بان العراق ايضا كان هناك .
احمد طابور
hachem85@hotmail.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
احمد طابور
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat