أنا قبطي أعيش في بلاد المهجر ولكن؟!
مدحت قلادة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ عشرين عامًا رحلت عن مصر، وأنا أحمل داخل قلبي مشاعر الحزن، كم كنت أتمنى العيش فيك يا وطني ولكنها الحاجة والهروب لحياة أفضل من نظام ديكتاتور أفسد كل جوانب الحياة في مصر .
قامت الثورة فرحت، هللت شاركت فيها من خلال فضح نظام "مبارك" داخل البرلمان الأوربي يوم 1 فبراير، لم أشارك لوحدي فقط بل شارك عدد كبير من أعضاء اتحاد المنظمات القبطية بأوربا تحدثنا عن أملنا في نهاية لحكم الديكتاتور ... بعدها رحل الديكتاتور فرحنا هللنا ذهبنا لمصر ربما لنشارك في رفعتها ونهضتها انطلاقا من إن حب مصر هو الحب الحقيقي الذي يحمله كل شخص منا داخل وجدانه.
ومنذ ذلك الوقت؛ ومصر تمر في مرحلة ولادة متعثرة الكل خائف من إعداد دستور رجعي يقودنا للخلف لا يلبى نداء الوطن، ووسط محاولة إخوانية لأخونة كل مناحي الدولة، ولكن كل منا إيمان أننا لا يجب أن نستسلم بل نشترك ونتحدث ونشتبك لأجل مصر .
ولقد صدمنا من قبل إعلام هدام غير وطني يسعى لهدم جدار الوطن الذي يحتضنا، إعلام يسعى للفرقة بيننا جميعا لا يكفيه ملايين الدولارات المغدقة على تيارات الإسلام السياسي فسعى للكسب الحرام وعلى حساب وحدة الوطن، ونشر خبر "أقباط المهجر ينتجون فيلماً مسيئاً ضد الإسلام وسيرة الرسول الكريم"، وضعنا جميعا في سلة واعتبرنا إننا جميعنا شاركنا في الفيلم !! متبعًا أسلوب غير أخلاقي وغير أمين يسعى للكسب الحرام على حساب الوطن، متخذًا عنوانًا يثير حرب أهلية راغبا فى تقسيم الوطن .
وها أنا الآن اتساءل؛ أين الضمير، أين الأمانة، أين المصداقية ..... وأصبح العديد من الإعلاميين أداة في يد العدو لتقسيم الوطن، ولو تأنوا لاكتشفوا أن "موريس صادق" لا يمثل إلا نفسه ... لو دققوا لاكتشفوا أن الفيلم إنتاج يهودي، كما دونت جريدة ولستريت جورنال " http://www.cairo-now.com/news-1-12105.html "
معتقدين إننا سنخاف أو سنرهب، فلا .. أنا قبطى أعيش في بلاد المهجر أحب مصر وأنتمى لهذا التراب، وعقيدتي المسيحية أوجبت علي محبة الأعداء فما بالك بشركاء الوطن!!
عقيدتى علمتني أن آخى المسلم القريب أفضل من اخى البعيد.. وأخيرًا علمتنى حياتى في الغربة وفي مصر أن جاري المصرى أيًا كانت عقيدته أفضل من أخي البعيد .
لذلك لن أرهب ولن أخاف، وأؤكد للجميع إنني قبطي مسيحي، وللجميع أعلن رفضى التهكم على العقائد وأعلن رفضى للغوغائية والبداوة .... وأعلن إيمانى بالله الواحد الأحد الذى سيعطي الجميع حسب أعماله .... تُرى هل يتقي الإعلام المصري الله في مصر ؟
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مدحت قلادة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat