اصحاب الدماء الزرقاء في محافظة ذي قار ممن يرون بنفسهم ما لا يرونه بغيرهم، وقد شكلت هذه المحافظة منذ امد ليس بالقريب حالة استطيع تشبيهها بمنتخب كرة القدم الفاشل، كثير الخسارة لاسباب معلومة لا يجهلها احد بعد ان شخصها المراقبون وهو الكادر التدريبي الذي يقود الفريق، منتخب الصحفيين الذي حكم عليه القدر ان يسيطر عليه بعض ممن يملكون حضوة وقبول في النقابة المركز العالم قياسا بالفترة الطويلة التي قضوها بامرتهم والطريقة التي مارسوها في تغييب الاصوات التي تستحق الترحيل كعضو مشارك ممن مضى عليه فترة خمس سنوات او المتمرن لغرض ان يحصروا الانتخاب بعدد محدد من الاصوات التي يضمنون ولاءها واصواتها الانتخابية وامتد ذلك التغييب حتى وصل الامر الى ان يفقد الصحفي جميع حقوقه في المحافظة وظلت محصورة بعشرين صحفي فقط من الاعضاء العاملين! نعم محافظة مثل ذي قار تعمل بداخلها اكثر من اذاعة ومحطة تلفزيونية ارضية وصحف ومجلات واعلام دوائر ومؤسسات لديها فقط 20 عضو عامل اذا لم نقل اقل من ذلك!!...والسبب في ذلك يعود كما اسلفنا لحصر الترشيح والانتخاب.
ابناء المدينة المغيبون، او بالاحرى من غيبوا انفسهم ليس على مستوى نقابة الصحفيين بل حتى على مستوى محافظة ومجلس محافظة وبقية الدوائر المحصورة بابناء الاقضية والنواحي الذين حملتهم المصلحة الى ترك ديارهم بحثا عن الرزق والعلم كذلك وهو وان كان امر مشروع الا انه بدا طاغيا على جميع المحافظة بمؤسساتها ودوائرها، يضاف الى هذا وذاك ان ابن القرية اشبه ما يكون بالمصري الذي جاء الى العراق في زمن محدد يريد ان يبني ويتقدم ويصنع علاقات ويفرض لنفسه مساحة ليعوض ما فاته وليكبر في نظر عشيرته وقريته التي ينتمي اليها، وهو امر مشروع كذلك، لكن غير المشروع ان يبقى هؤلاء متسيدون على منتخب الصحافة رغم الفشل وبرغم الفاقه والعوز وعدم تقديمهم اية خدمة لاعضاء فريقهم، واستغرب لمحافظتي التي ندعي انها بلد الفن والادب وبما تحمله من مؤسسات صحفية لا يوجد فيها غير اصحاب الدماء الزرقاء ممن سقوا زملاءهم الويل والثبور!.
في محافظة ذي قار التي شهدت احداث كثيرة لا مكان لتطور الصحفيين فيها رغم ما يمتلكون من جهابذة في مهنة الصحافة ممن يملكون طاقات فنية رائعة وكبيرة الا انها تذبح بسيف التسلط واللامبالاة، والدليل ان الصحفي يجد مساحة اكبر ومقبولية اوسع كلما اتجه صوب العاصمة والشواهد كثيرة ممن تسنموا مناصب اعلامية مهمة اغلبهم من هذه المحافظة، معنى ذلك انه يمتلك جميع الادوات اللازمة ولكنها لا يجد المساحة والارضية التي تصقل طاقته وقابليته، فضلا عن الياس والاحباط الذي سيطر عليهم حينما تصطدم طموحاتهم بجدار اللامجيب وتبدد طلباتهم ادراج الرياح، فالمتضرر لا يملك ثقافة كاملة في اخذ حقه لان المدرب صور لهم نقابة المركز على انها لا تفتح ابوابها لاي كان فقط للمدرب ومساعديه، فعلا ان الفريق غير منسجم وربما تشكل مثلبة، ولكن كيف ينسجم فريق مدربه وملاكه الفني لا يريد له ان ينسجم، او ان يبصر ميادين اوسع من حدود المحافظة.
لكل منا اسلوبه في الحياة وطريقته في التعامل مع الاشياء وربما الطريقة التي مارسها المقصودين(المتسيدين) هي الانجع والاطول عمرا، فصدام مارس التغييب الشامل على جميع مرافق الحياة ونجح، فلو اسدل لهؤلاء المغيبيين الستار ربما لم يبقى غير النافع، لكن طرق التزلف والتقرب والهدايا والوعود والعهود واهم من هذا وذاك ان تتحقق القاعدة التي توالي المشرف وتختاره في الانتخابات سواء كان على مستوى الفرع او المركز، وهو امر واقع فجميعنا ينتهج ذات النهج عندما لا يملك ما يقدم او يملك ولايريد ان يقدم لعلة ما وفي الوقت ذاته يريد ان يحافظ على مكانته فلا وجود لاداة غير المتبعة لضمان البقاء واستمراره.
اكثر ما تسمعه في هذه المحافظة وفيما يخص هذه المهنة والتي انا قريب منها امرين: الاول ان بامكان الطعن باي كان واعتباره غير صحفي خصوصا عندما يختلف مع العشرين المبشرين بالجنة، والثاني هو السؤال منذ متى وانت صحفي؟ متناسين ان الصحفي لا يقدر بعمره ولكن بما قدم، اغلب القدامى ملوثين ببراثم البعث وتلطخت اياديهم بدماء الابرياء ووقعوا بالدم للطاغية ولا ضمير لديهم ولا مبدأ الى درجة انهم منبوذون لا يستطيعون العيش الى بالمؤامرات والحيل لانها سلاحهم الوحيد، ام صحفي ما بعد 2003 فهو يحمل مبدأ وله موقف، فضلا عن ان هناك صحفيون امتازوا عن روادهم النمطيون الكلاسيكيون وبفترات زمنية بسيطة، الناس في هذه المحافظة البسيطة تريد العيش بسلام وامان وان تمارس عملها بحرية ولا يهمها كثير من يكون المسؤول قدم ام لم يقدم وهو خلل كبير وعلامة فارقة يجب مناقشتها والوقف عندها طويلا فكأنهم يظنون الى الان بان حكم صدام مستمر وبانه لازال يهب ويمنع بقدرته وجبروته وسطوته وعلى الرعية السمع والطاعة!...وللحديث بقية ان بقينا وبقيتم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat