يوم خصيب توج فيها الأمير مرتبة
فرقان الأنام وإن ظلموا فالحق فيهم يرجع
فيه نعمة التأويل للعالمين بان جلها
وفيه أكمل الدين عزاً ونوراً ألمع
وبرهان قد أرتضى بذاته لضيغم أفطح
هو الضحاك في الوغى والبكاء في الليل الأهجع
وفيه آيات ذكر تجسدت للبرايا
نور يستضاء به من ضلال وقلب يهمع
إمام تفاخرت به العرب والعجم
إيماناً وتصديقاً وموعظة وحلم وورع
هو الولي بذاته صفة أزهر الدين به
وهو الذي بين جنبيه للأيمان يتسع
أمام الأنس والجان فرض من الرحمن طاعته
نص من القرآن أنزله للناكثين نصل أردع
وحبه سبيل الأيمان كله والحق فيه يرتع
وميزان العارفين وإن تفرقوا فيه شيع
علي تزكى به الأعمال عند ذكره دون الأنام
هو البر الرضي الزكي الهادي المشفع
تسامى الفكر في أحدوثة لاوجود لها في الأزل
ونهجه من القرآن آخذه وعلم الذاكرين منه يرتع
وعلمه من الله خط بجيد المصطفى وطوقه
وإن كتب على الألواح بقطرات يم يتفرع
ودمعة سجية بذكره تعلو وتسقي المدمع
وفضله يطغي العاتر والعدى منه هلع
ولو أن الأنام عدّوا فضائله ماساووا خصاله
ولو مت على حبه متيم جثمانك بين الأنام يرصع
وأمامك ثناء ترتديه بحبك لشكره ونعيم فيه تهجع
في العرصات ذكر عليا يتجلى ويرفع
تأمن يوم حف بأهوال اللظى والأخطار تتبع
وحب علياً جنة من نار تتلقى وجوهاً وتلفع
وأوثق حبك له ونادي علياً والقلوب للرحمن تخشع
وحسبك راحل بقلب منيب بآهاته ينبع
وجارك خير البرية والروح بجنبه تطمئن وتقنع
ونادى الله نفساً أطاعته عبودية تتضرع
أدخل جنتي برفقتهم وكل شيء حلال لك لايمنع
ونادى الأملاك يوم تنعم الأنفس فيه وتقنع
قلوباً زال عنها الرين والحب فيها للنكد يهطع
ويطهر الروح من جثوم البلايا درن يقفع
وإن قصدت العراق أنوي وادي السلام
وأحبوعلى الأطراف زحفاً بلا وداع
وأغضض الطرف عن العالمين وسر
كأني بسعيي وحيداً بين المجمع
وأعفر جبيني بتربة أبنه زائراً بقربه بلاتوديع
ونشيجي نداءً له بين الشعراء لفظ مقفع
والثرى تشهد خطى محب سار عليها
بكل خطوة تسبيح وتمجيد لخالق سميع
يعلم إني حي بقربه أتلظى الفراق محتضر
علني لاأفارق ثغر فنائه وأدفن فيه وأسدع
وأكثر خطواتي عند السير لعلها تحسب
وأرفع الكفين ثناء ربي وداً لوليه وتضرع
فإنه الطهر الزكي والذهب المصفى
وكل الناس بدون حبه مترع الذل ومهرع
وألثم صرحه من بعيد أن يطيل الله في عمري
وأهنيء نفسي بالتقبيل والقلب يخفق بحبه ويسرع
وأحيا في عبرتي فخراً لواجدٍ بين الورى أسناه
آيات فيه نزلت يعطي الفقير خاتمه ويركع
وقف الواعظ بدار السلام هاتفاً بقول جزل
إن الولاية لاتصلح لغير المرتضى وآله المرتع
وإن الأسلام تنزيل المصطفى وتأويل الآل
وساروا على مضض بحياتهم والموت يقرع
فمنهم لاح ذكره في الأفق وللآخرين يلمع
والناس تذكرهم من بعيد والمحب اليهم يهرع
حيناً من العصر تعلوه نائحة يغمرها القدر
فأين المفر لملاقاته وللمتقين سد أفلع
والأسلام بات غريباً بين الورى والزمن ضاحك
تصفع ثغر النفاق بلا صهر ولاأنساب تنفع
والنار بيد المحبين توقد السراج بليل أظلم
وينسون الدنيا وشؤمها والبرد قرصه يلسع
وآثار الأئمة لاكما أعلن الطغاة عنهم
والأثر صحبة الأبرار يلفعهم بلا سئم ولاتقريع
وأضحى المؤمن مغترب في داره خائف يترقب
وباقي الناس سعرت قلوبهم بذل الطغاة مقلع
جحيم في الدنيا أذاقوه قبل الممات وأن عاشوا وطرا
خضعوا للولاة بظلمهم والصفح عنهم ثعبان أفقع
ومنهم آبق مفترى على ذوي الأرحام لعنة
والسجايا في ظلم الكدر عند الكبر تلفع
وفي الصغر تسعى خلف أحجوجة تترى
وباقي العمر فيك يسري عجز ومفزع
ولاتدري العمر ينسل خلف المآسي ويمضي
كرباب مضت فوق الجفون والقطر منها لاينزع
وإندثر إسمك في صباه بلا فائدة تذكر
وطواك الزمن في سماق مرقع
ولاتنسى سفراً أنت راكبه على عجل
وتلقي روحك في كمدٍ من ذا الذي يشفع
وناديت من بين الثرى صارخاَ مستغيثاً
فلاأنيس في لحدك ولاأحد لقولك يسمع
قد حوتك النكرات بأفعالها وماشجبت
أين المفر من فعل أرتميت فيه تصرع
حواك لظى القبر في ظلماته هواً
وغارت فيك الندامة ترسم الأحداث وتقلع
ونالت الدنيا ماكنت ناسي نائله
وضاق قبرك بمارحب بعد السرور تقرع
وشر كنت فاعله يإزك فيك أزّاً
وأنطوى فيك اليأس والحرمان يتبع
ولو ناديت من بين الثرى حياً
وأرتسمت القول في سعيك أن توزع
ويحل لك الدُنى أن تعمل صالحاً بعد الممات
وتقول ربي أرجعني أعمل صالحاً فيه مزمع
وأفني عمري في طلب المعروف مخلصاً
وأذكر يوماً ألقاك فيه وأنت مولى ومفزع
فيأتيك النداء من رب عظيم لامفر من ظلم البشر
أخسئوا فيها ولاتذر أيها الكنود الممتنع
وتلقى حسيس النيران يوم المسعر
فلامفرلك من عذاب خط بالقلم عليك يوقع
وأبكي بكاء الثكالى على فاقد ضحكة تذر
وتعقل بعد علم قد نشر وأنت مهمع
ألم تعلم عهداً وثقوه عليك وباركت فيه
بتنصيب أمير النحل فيكم مستودع
ولسانك نطق توحيداً وقلت بخ لك ياعلي
وباركت أمام الخلق ومولى الأنام الألمع
وشهد الحجيج بغدير خم أن الدين بعلي يأتمن
ومحمد نهج الولاية في التنزيل ولعلي الأنزع
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat