صفحة الكاتب : رياض هاني بهار

الامن الغذائي للعائلة العراقية وناقوس الخطر
رياض هاني بهار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

للأمن جوانب وصور متعددة منه الأمن الاجتماعي والأمن الصحي والأمن الجنائي والأمن المجتمعي والأمن الصناعي والأمن الفكري والأمن الغذائي، اما الأمن الغذائي فيعني قدرة دولة ما أو مجموعة من الدول على توفير السلع والمواد الغذائية كليا أو جزئيا بلدان على توفير احتياجات مجتمعهم من السلع الغذائية الأساسية كليا أو جزئيا وضمان الحد الأدنى من تلك الاحتياجات بانتظام. وبناء على هذا فإن مفهوم الأمن الغذائي النسبي لا يعني بالضرورة إنتاج كل الاحتياجات الغذائية الأساسية، بل يقصد به أساسا توفير المواد اللازمة لتوفير هذه الاحتياجات من خلال منتجات أخرى يتمتع فيها البلدالمعني أوالبلدان المعنية بميزة نسبية. وبالتالي فإن المفهوم النسبي للأمن الغذائي يعني تأمين الغذاء بالتعاون مع الآخرين. وتجدر الإشارة إلى أن مفهوم الأمن الغذائي ينبغي أن يؤسس على ثلاثة مرتكزات:
 1- وفرة السلع الغذائية.
 2- وجود السلع الغذائية في السوق بشكل دائم.
3- أن تكون أسعار السلع في متناول المواطنين.
اما مفهوم منظمة الصحة العالمية للأمان الغذائي يعني كل الظروف والمعايير الضرورية اللازمة -خلال عمليات إنتاج وتصنيع وتخزين وتوزيع وإعداد الغذاء- لضمان أن يكون الغذاء آمنا وموثوقا به وصحيا وملائما للاستهلاك الآدمي. فأمان الغذاء متعلق بكل المراحل من مرحلة الإنتاج الى مرحله التوزيع.
وقد مثلت البطاقة التموينية مرتكزالامن الغذائي للعائلة العراقية خلال الحصار الذي دام حتى عام 2003 ملاذا امنا لتامين جانب محدد من الامن  الغذائي لانها غطت الاحتياجات الضرورية للفرد العراقي خاصة المواد الاساسية من طحين وارز وسكر وزيت. ان الهدف المنشود من استمرار العمل بالبطاقة حسب ما هو واضح من سياسة الحكومات التي تلت سقوط النظام الهدف هو توفير المواد الغذائية الأساسية للكثير من فئات الشعب من الطبقة الوسطى او دونها خشية من ارتفاع مستوى الفقر. بل حسب ما هو مرصود لتموين مفردات البطاقة لكي تشمل كل فئات الشعب على أعلى تقدير بالنسبة لعدد السكان. وساعدت في رفع قسم ليس بقليل عن كاهل ثمانون بالمائة من العوائل العراقية لاعتمادهم على مفردات البطاقة التموينية برغم قصورها وقلتها وتقطعها، حتى اصبحت الحصة التموينية من شعارات الحملة الانتخابية في العراق كما تم أشاعته من كلام عن المالكي انه سيجعل البطاقة التموينية اربعون مادة غذائية حتى اصبح العراقيون
وللأسف فإن هشاشة أمننا الغذائي( بالرغم من توفر كافه المقومات الماديه والبشريه التي لم تستثمرها الحكومه لنجاح ستراتيجيه للامن الغذائي) إن الأزمات التي تقع في السلع الأساسية لها مخاطر مضاعفة، فزيادات أسعار الغذاء تعصف عادة بالفقراء وهي حال تكون مصدرا لاضطرابات وقلاقل يمكن أن يكون لها مضاعفات تتجاوز كثيرًا نطاقها مع العرض عدم امتلاك العراق لأي خزين استراتيجي من الحبوب. وكان البنك الدولي قد حذر خلال هذا العام من احتمال تعرض 33 دولة لاضطرابات سياسية وفوضى اجتماعية نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية التي جرت خلال هذا العام، وما شاهدناه من تدافع الناس على الرغيف في بعض الدول العربية قبل أشهر هو مصداق لهذه المخاوف والتنبؤات. لكن لحسن الحظ حدث تراجع ملموس في أسعار المواد الغذائية مع انفجار أزمة المال الدولية، ودخول الاقتصاد العالمي في دورة كساد. بيد أن ما حدث خلال العام الماضي يجب أن يدفعنا بصورة جادة لرسم استراتيجية أمن غذائي التي نفتقر اليها.
كشف خبير عراقي في الاقتصاد الزراعي عن «تراجع خطير في الأمن الغذائي الوطني، يهدد العراق حالياً»، في إشارة واضحة منه إلى ان «الأمن الغذائي، الذي مصدره الأساس الزراعة المحلية، هو الأساس للأمن السياسي». وأضاف مشدداً على ان "من يريد حل معضلات القطاع الزراعي عليه أن يعرف ويعترف بأنه يختلف عن غيره من قطاعات الاقتصاد الوطني، بصفته تركيبة اقتصادية واجتماعية وسياسية"، ولفت خبير زراعي اخر الى ان "التراجع في الأمن الغذائي في العراق وصل إلى نحو 30 في المئة، بعد أن كان الاكتفاء الذاتي فيه يزيد على 80 في المئة في منتصف الستينات من القرن الماضي».وان فئات الشعب العراقي الفقيرة التي قدرت اجهزة وزارة التخطيط  نسبتهم  ب(25 % ) تحت خط الفقر؟..، وهذه أرقام تستدعي وضع ستراتيجية وبالقدر الذي تبتعد فيه اي دولة عن ذلك تقترب من ارتهان قرارها واستلاب ارادتها وتعريض امنها الغذائي للخطر ، وهذا الامن الذي يشكل عمليا عصب كل اشكال الامن الوطني الاخرى.
ان التصريحات الحكومية غير المقنعه لرئيس مجلس الوزراء المتلفزة قبل يومين  بان حكومته ستراقب الاسواق ولن تسمح بالتلاعب في اسعار المواد الغذائية او زيادتها بما يضر بقوت المواطنين. واشار الى ان مبالغ البطاقة التعويضية ستوزع على المواطنين عن طريق الوكلاء والمصارف او مع المرتبات الشهرية للمستفيدين (ماهي الاليات ؟ ماهو الخزين الاستراتيجي ؟هل تجارنا بمستوى من المسوؤلية الاخلاقيه؟  من قدم المشورات الاقتصاديه ؟وماهي المراكز البحث؟ التي استند اليها ومجموعه كثيره من التساؤلات تثير الريبة والشك ؟ من هو الجهاز الرقابي؟ ؟؟
أن الفشل الحكومي بنظام البطاقة التموينية في الوقت الحاضر للأسباب أهمها:
1. غياب التخطيط في الوزارات المعنية كوزارتي التجارة والتخطيط.
2. الفساد الإداري والمالي في الوزارات وسوء الاداء الحكومي.
3. وجود مافيا التجـّار والنفعيين المستفيدين من حالة التدهور الاقتصادي التي يعيشها البلد. والتي تحارب وتمنع كل محاولة لتغيير الوضع القائم..
الآثار التي تترتب على غياب الامن الغذائي
       تتم هذه الآثار على الأغلب في المدى الزمني القصير, وتنعكس بصفة خاصة على القيمة الحقيقية لما ينفق من الدخل على المواد الغذائيه للعائلة, وعلى المستويات المعيشية للأفراد وطبيعة سلوكهم الاجتماعي (كالرشوة والسرقة وغيرها).  كما تتفاوت درجة تأثير الامن الغذائي على الأسر والأفراد تفاوتا واسعا, تزداد حدته كلما تزايدت الفجوات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين السكان, وبين العاملين في مختلف قطاعات الاقتصادالوطني. ان المناخ السياسي المضطرب والظروف المحيطة بالعراق لاتشجع على مثل هذه المغامرات واتخاذ قرارات حكوميه غير مدروسة من قبل المختصين من شانها تهدد الامن الغذائي للعائله العراقية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض هاني بهار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/11



كتابة تعليق لموضوع : الامن الغذائي للعائلة العراقية وناقوس الخطر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net