صفحة الكاتب : خميس البدر

توقفوا امامكم الحسين ..
خميس البدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لايمكن ان يمر شهر محرم الحرام الا وان تذكر كربلاء ولا تذكر كربلاء الا وتذكر عاشوراء وطبعا وبتلازم وتوأمة الا ويذكر الامام الحسين (عليه السلام )0

فتنصهر المفردات وتنتهي كل الاوصاف وتتسابق المعاني وتتوقف القيم وتنحني الاخلاق والتضحية والفداء والتفاني ونكران الذات والاصالة امام تلك الرموز الكربلائية لتتغنى الدنيا ويتكلم العالم بلغة واحدة وتختصر في حروف (ح س ي ن)0لااريد ان اتحدث عن البكائية التي تطغى على كل الانغام والسواد الذي يخيم السماء والدموع هي تتسابق مع العيون فتنهمر وتسيل بارادتها او رغما عنها والحزن المطبق والذي رافق الانسانية ولازمها منذ بداية الفاجعة وارتكاب الجريمة الى اليوم والى الابد والالم الذي يعتصر القلوب كلما ذكر رمز او مر خيال او لمح بتلميح او صرح باسم وعنوان يدل او يقترب من طف كربلاء ، فتتوقف كثيرا عندما تريد الحديث او تحديد اولويات او مقدمات لكتابة ،فمن اين تبدأ واين تنتهي ؟؟!! تحاول ان تلملم افكارك تبتعد عن الجانبيات والزوائد فلا تجد الا صلب موضوع وجوهره تترك مفصل لتتوسع فلا تجد نفسك الا تائها في حرف لا تستطيع الا ان تفرد لكل عنوان بحث ولكل همسة ونفس كل حركة ،فاي الاعلام تتجاهل؟ والحسين يقول لهم ويشهد بانه لايوجد اصحاب افضل من اصحابه واي المواقف تختصر؟ولازالت معاجز ابطال الطف ترتل وتحاكى كقمة لم يصل الى سفحها المتبارين واي مكان تعبر وتتجاوز ؟ وقد باتت خريطة المسير الى كربلاء ومن ثم وجهة السبايا الى الشام وبعدها العودة من الشام الى كربلاء ثم الرجوع للمدينة خطوط هداية وانوار لكل تائه مغيب ومحرك لكل قاعد وعاجز ومهتظم ومنابر للحق والعدالة المضيعة ونداء الثورة فكلها ابواب مفتحة الى الجنان 0
ربما لن نوفق في أي شيء او الوصول الى نتيجة في كل هذه الروابط والاحاديث غير اننا بمجرد البدء والاختيار والتواصل واسالة سواد على بياض وتحريك شفاه وتفكر وتقرب وتوسل فاننا نحس باننا موفقين وباننا نسير ونسلك طريق تحفه رعاية الله وفيه رضاه على الرغم من كثرة الشوك حواليه وتعدد الاخطار وكثرة المطبات المصطنعة فكم من خطوط باتت متداخلة ومتشابكة الا ان هذا الطريق يخلصك وينقذك من التيه كم من شبهات ومنحدرات ووديان وحافات حادة ومنزلقات ومنحنيات كل واحد منها يرديك الى جهنم الا ان التزامك هذا الطريق يسوقك الى دار الخلد والنعيم 0
ان العجيب في هذا الطريق انه صعب ويسير مر وحلو طويل وقصير بل هو قنطرة فيه متاعب وفيه مخاطر الا انه مريح ولذيذ وامين نعم فهو طريق مجرب فهو وبكل بساطة اقصر الطرق الى الله 0
لايخفى على احد بان عاشوراء نقطة تحول في تاريخ الانسانية لا الاسلامية ثورة مستمرة سياسة ودولة حكم وامر بالمعروف ونهي عن المنكر ، تاريخ وحاضر ومستقبل دين جنة ونار عبادة دستور وقانون اصلاح تغيير ورفض لكل اشكال الخنوع 0 ان احياء ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام وال الحسين واصحاب الحسين في طف كربلاء انما هو الثبات على الدين والتزام بالاخلاق ونصرة للانسانية فلا يختصر على احد او شريحة او فئة او دين او مذهب او جماعة او حزب وهذا مايفسر كثرة تعلق شعوب واعراق العالم المختلفة فينطق اسم الحسين بنفس اللوعة والالم والحسرة والاشتياق والثبات والثقة والصدق بكل اللغات واللهجات 0
ملهم للمفكرين قدوة ومثال صالح وحقيقي للقائد وللثائر وللعسكري والمدني والمدير والانسان البسيط والوجيه الشاعر والفنان الطالب المدرس الرجل المراة الشباب الكبار الاطفال الصبية 000ووو الجميع فهم ببساطة ايضا أفراد وطاقم وجند الامام الحسين وابطال كربلاء فلذلك يصدق كلام وعبارة وقول كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء 0
لم يبق الامام الحسين عذرا لاحد كما لم يقطع الطريق على احد ،شعلة ونور ونار ماء ونبراس فهو مقياس وحد فاصل في كل شيء فلا اعتقد بان عاقل يختار غير جبهة الحسين وان تعددت الجباهات وقلة الحيلة وكثرة الدوافع والنوازع 0 الا يكون حق للطغاة ان يخاتلوا الحسين ؟ الا يحق للمنحرفين والمفسدين ان يحاربوا الحسين ؟الا يحق لانصاف البشر ومدعي الانسانية ان يوقفوا ويمحوا ويتلاعبوا بالتاريخ من اجل ان لا يتحولوا الى اقزام امام الحسين واشباح وطفيليين امام حقيقة ناصعة سراب امام وجود ملموس محسوس بالصورة والصوت 0لذا فكربلاء باقية وتتكرر الماساة وتعاد الفاجعة وتستمر المواجهة في كل زمان وفي أي مكان ولكل جيل حسين ولكل حسين كربلاء 0 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خميس البدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/14



كتابة تعليق لموضوع : توقفوا امامكم الحسين ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net