صفحة الكاتب : باقر شاكر

الاكراد يُذكّرون باقي العراقيين بأكلهم ونومهم في بيوتهم
باقر شاكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم أكن اتمنى ان اسمع هذه النغمة التي تتداولها الاحزاب السياسية الكردية بل أغلب المتصدين في المجتمع الكردي وهي "يُحَمّلون باقي العراقيين من العرب المنّية" كما هو الشائع في العراق عندما كانوا في المعارضة العراقية خلال مواجهتهم جميعا لنظام صدام ، فالكرم والضيافة لا يمكن ان نستهزيء فيهما بكرامة الاخرين ، فالعراقي عندما يكون في بلده وفي أي بقة جغرافية فهو موطنه وبين اهله وناسه فلا يعني عندما تكون هناك مناطق متوترة امنيا فيذهب المطلوبون فيها الى مناطق اخرى من اجل الاحتماء وابعاد الضرر عنهم يكون ذلك مسوّغ لاذلالهم .

لقد بدأنا نسمع هذه الايام الكثير من اللغط الذي تمارسه الاحزاب والشخصيات السياسية وهم يعيبون على العراقي الذي نام واكل وشرب في مدنهم وقراهم واشك بل ليس شكا وانما يقينا ان المجتمع الكردي لا يمتلك تلك الصفات مهما حصل معه فهو يبقى ذلك الشعب المضياف والذي يمتلك نخوة كالنخوة العربية وانما تلك لا تتعدى اكثر من انها هرطقة لبعض السياسيين يمارسونها وقت التصعيد في الازمات واعتقد انهم يفهمون جيدا ويعرفون وتقع الامور بشكلها الجلي ان الذي اكل ونام عندهم كان معهم في نفس الخندق يقاتل ويتعرض الى الاذى والموت والتشريد وهو يدافع عن القرى الكردية والمناطق النائية في قمم الجبال التي كانت تتعرض لوحشية نظام البعث وقد ضمت اراضي كردستان  العديد من الشهداء من ابناء الوسط والجنوب ودمائهم لا زالت شاهدا على ذلك وهناك الكثير من العوائل العراقية التي تزور قبور ابناءها بين جبال كردستان الشاهقة التي توشحت من قطرات دماء هؤلاء فمن الغبن ان نقول ذلك والشواهد امامنا كثيرة .

لا اجد مسوغا لكل التصريحات ولا حتى لكلمة ممثل الاقلية الكردية العراقية في المؤتمر الذي عقدته الامم المتحدة للأقليات في العالم السيد آزاد كوله يي التي قال فيها كلاما جارحا بحق ابناء الوسط والجنوب وهو يخاطب العالم بكلمته قائلا ((سأتحدث اليوم فقط عن الجزء الذي أنتمي أليه،وهو کوردستان العراق،والذي نعتبر فيه أقلية،وأقلية في دولة کالعراق هو الکارثة والمأساة بعينها؟ فحين تکون ألأغلبية جائعة ومشردة ومهمشة تلجأ ألينا في کوردستان التي تنعم بحکم نفسها منذ أنتفاضة آذار من عام 1991 والتي کان لقوات التحالف الدور الکبير في حماية هذه ألأقلية التي هربت بمسيرات مليونية هربا وخوفا من أن يکرر نظام صدام قصفهم بالسلاح الکيمياوي کما فعل عام 1988 في حلبجة وعدة مناطق تسکنها ألأقلية الکوردية في العراق؟وکنا نستضيف المعارضة العراقية ونرعاهم ونساندهم وندعمهم من أجل التخلص من نظام صدام الدکتاتوري،وبعد أن حدث ذلك في عام 2003 بمساعدة أمريکا وقوات التحالف وبالطبع فأن دورنا کأکراد لاينسي في تحرير العراق..ولکن اليوم وبعد مرور نحو تسع سنوات علي تحريره،يبدوا بأن صداما آخرا بدأ يظهر الي الوجود،وأنا متأکد من أنه حتي لو أزيل صدام الحالي فسيظهر صدام آخر وآخر وآخر؟ فهم يسيرون علي خطاه دون أي تغيير في سياستهم تجاه الکورد داخل العراق؟ فکل يوم هناك مشکلة؟وکل يوم هناك تهديد )) ،انتهى،، اليس من المعيب ان يقول هذا الكلام وهو يعرف حق المعرفة انهم يأخذون حقوقهم كاملا في عراق اليوم بل لم يسبق التاريخ ان حصل لهم ما يحصل اليوم في ظل الدستور والنظام البرلماني الجديد وربما كتلتهم النيابية تجيب على ذلك فالناس لم يكونوا جوعى ياسيدي الكريم حتى تملأ بطونهم بالطعام انهم كانوا يريدون الحرية ومن حقهم المكوث في كردستان فهي في نهاية المطاف عراقية وجزء من العراق ، اما وصفك لكل العراقيين بأنهم يمثلون شخص صدام فذلك تجني فلست وحدك من عانى من قساوة واجرام صدام ولا أظنك لا تعرف ان صدام طحن الوسط والجنوب ارضا وبشرا وبدل أن يسيروا على تراب الارض جعلهم ينامون تحتها وهم احياء فلا تزايدوا علينا بالعطاء والتضحيات فنحن سواء في هذا الدرب .

انا لا انكر ولست ضد حق تقرير المصير وهذا من حق كل الاقليات في العالم اذا ارادت وفقا للسياقات القانونية ولكن ليست بتلك الطريقة ان تهينوا شعبا بأكمله من اجل هدف معين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر شاكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/03



كتابة تعليق لموضوع : الاكراد يُذكّرون باقي العراقيين بأكلهم ونومهم في بيوتهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net