في ضل صمت السلطات الاتحادية مسعود البارزاني يتمادى في تصعيد تصريحاته الانفصالية المدمرة
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
للمرة الثانية على التوالي يثير السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان موضوع حق الأكراد في تقرير مصيرهم , وهذه المرة أمام السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية , ويبدو إن القيادات الكردية قد أدرجت هذا الهدف ضمن أهدافها الستراتيجية , وأصبحت تتحرك بشكل ممنهج ومدروس في إثارة هذا الموضوع ضمن خطة الهدف منها معرفة ردود الأفعال الداخلية والإقليمية والدولية , وتهيأت المقدمات لتقبل فكرة الانفصال داخليا وإقليميا ودوليا .
وبالتالي فهي تنطلق من اعتبارات بأنها لن تخسر شيئا من إثارة هذا الموضوع مادام العرب قد تقبلوا فكرة انفصال جنوب السودان , وما دامت السلطات الاتحادية في العراق لا تنبس ببنت شفه لكل تجاوزات القيادات الكردية على السيادة والأمن وعلى الصلاحيات الحصرية للحكومة الاتحادية والتي وردت في الدستور العراقي .
ويبدو إن السيد مسعود البارزاني هو الآخر يراهن في طرح هذا الموضوع الخطير وفي هذا الوقت الحساس معتمدا على ضعف الحكومة حتى في رد خجول , لأن السيد مسعود البارزاني يدرك جيدا إن الحكومة في بغداد مشغولة بتوزيع المناصب والامتيازات فيما بينها , وهي الآن عاكفة على تحديد صلاحيات وراتب السيد أياد علاوي .
ولو كانت هذه الحكومة بمستوى التحدي والاستفزاز الذي تمارسه القيادات الكردية , لاستنكرت هذا الأمر منذ البداية وكان الأجدر بالسيد رئيس الوزراء والسيد رئيس البرلمان أن ينسحبا من حضور جلسات المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني احتجاجا على هذه الدعوة وأن يطالبا مسعود البارزاني بتقديم اعتذار للشعب العراقي على هذه المطالبة الخطيرة والتي تعني تمزيق وحدة التراب الوطني , ولو حصل هذا الأمر لما تمادى السيد مسعود البارزاني بإعادة إثارته مرة أخرى أمام السيد عمرو موسى , ومن يدري فلو استمر هذا الصمت من قبل الحكومة العراقية فربما سيقوم السيد مسعود البارزاني بإثارته أمام القادة العرب في مؤتمر القمة العربي القادم والمزمع عقده في بغداد , حتى يقولوا للقادة العرب إن أكراد العراق ليس اقل شئنا من أبناء جنوب السودان .
في المرة السابقة خرج علينا نيجرفان البارزاني ليقول للشعب العراقي إن تصريحات عمه قد أسيء فهمها وإن أكراد العراق قد قرروا مصيرهم ضمن الوطن العراقي الفيدرالي , وقد تقبلنا على مضض هذا التوضيح بالرغم من هزالته وسخافته , واليوم يعاد نفس السيناريو السخيف ليخرج علينا الناطق باسم التحالف الكردستاني السيد مؤيد الطيب ليقول إن أكراد العراق متمسكون في البقاء ضمن جمهورية العراق الفيدرالية .
فهل يتصور القادة الأكراد إن العراقيين سذجا لهذه الدرجة بحيث تنطلي عليهم هذه السخافات وهذه الأكاذيب وهذا الكلام المعسول بالانتماء للوطن العراقي ؟ أي عراق هذا الذي تقولون إنكم جزء منه ونتيجة الاستفتاء غير الرسمي الذي قامت به حكومة إقليم كردستان عام 2005 قد بلغت 98% من الأكراد المؤيدون للانفصال ؟ وأي عراق يتمسك به السيد مسعود البارزاني وقد حول إقليم كردستان إلى دولة كونفدرالية مستقلة ؟
وإذا كان السيد مسعود البارزاني صادقا في ولائه وانتمائه للوطن العراقي فعلام هذه المطالبة بحق تقرير المصير ؟ وهل يعرف السيد مسعود البارزاني إن مبدأ تقرير المصير الذي أقرته اللوائح الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها المرقم 1514 الصادر في 14/12/1960 يشترط ألا يؤدي هذا الحق إلى تقويض الوحدة الوطنية للبلد وأن لا يؤدي إلى تهديد السلامة الإقليمية لدول المنطقة .
ونحن بدورنا نتوجه لحومتنا الوطنية وبرلماننا المنتخب أن يأخذا تصريحات السيد مسعود البارزاني مأخذ الجد وأن يردوا عليه بموقف رسمي موحد يعكس إرادة الشعب العراقي في الرد على مثل هذه التصريحات المدمرة والخطيرة , وإعلام القادة الأكراد إن وحدة العراق أرضا وشعبا هي خط أحمر لا يمكن المساس به وإن الشعب العراقي يرخص الأرواح قبل الأموال من أجل الحفاظ على هذه الوحدة , ولا يمكن لأي شخص أو أي حزب وأي جماعة أن تخدش هذه الوحدة وتعرضها للخطر , ومن الضروري أن يفهم القادة الأكراد إن النظام الفيدرالي هو نظام إداري لتقاسم الصلاحيات بين الأقاليم وحكومة المركز , لا إلى قيام كونفدراليات مستقلة .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat