صفحة الكاتب : صادق مهدي حسن

إعلامُنا بحاجةٍ إلى إعلام
صادق مهدي حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  لا يخفى ما للإعلام من دورٍ خطرٍ وفاعل في الشهرة وسعة الانتشار على مختلف المستويات حيث تلعب البرامج الترويجية والإعلانات التي تعددت فنونها وأساليبها الإعلامية والدعائية دوراً مهماً وضخماً في هذا الأمر.. وبنظرةٍ سريعة على ما تبثه أغلب الفضائيات نجد أن الإعلان التجاري والفواصل الإعلانية التي تتخلل البرامج أصبحت سمة من سمات الإعلام المرئي بل وأُسِّست قنواتٌ قد تخصصت فقط وفقط بالدعاية والإعلان عن كل شيء غثّاً كانَ أو سميناً..منتجات غذائية، أجهزة منوعة، أثاث، ملابس، أدوية، كتب ،مجلات ..الخ ، وفي هذا السياق لا بد من الوقوف على جانب مهم يخص الجانب الإعلامي : وهو الإعلان عن الإصدارات والمطبوعات بمختلف أنواعها وعلى تباين توجهاتها ومناهلها الفكرية والثقافية لاسيما تلك التي تحمل الأفكار الهدامة والدخيلة على بنية المجتمع الإسلامي والتي تهدف فيما تهدف إلى تفريغ المجتمع من محتواه الفكري الإسلامي الرصين وجرّه إلى هاوية الانحراف عن سبيل الحق..حيث نشاهد بين فينة وأخرى برامجها التي تسلط الضوء على الكتب الصادرة وتحليل ما فيها من مواضيع وملامح فكرية كما نشاهد يومياً وعلى جملةٍ من القنوات الفضائية برامجاً تتناول قراءة الصحف والمجلات الصادرة في بلدٍ أو عدة بلدان عربية كانت أو أجنبية ..حتى أضحى أقل المتابعين للفضائيات يعرف الأعم الأغلب من عناوينها وأوقات صدورها..بل ويتوجه لشراء ما راق له منها بما تحويه من تحقيقات ومقالات ومقابلات وصور لمن أعجبه من نجوم الفن والرياضة والأزياء وغيرها !! وبالتالي كان ذلك من أهم الأسباب التي أدت إلى تغيير الكثير من أفكارهم وتوجهاتهم بما تدُسُّه من سمٍّ في العسل..إنما نسوق هذا الكلام بعد أن اطلعنا على كم كبير من الإصدارات الهادفة والرائعة الأسبوعية والشهرية والفصلية والتي تخاطب أغلب طبقات المجتمع حتى الأطفال والصادرة من العتبات المقدسة كالعتبة العلوية والحسينية والعباسية والكاظمية ومسجد الكوفة وغيرها على مواقع الشبكة العالمية الإنترنيت والتي تم رفع أكثرها الكترونياً على شكل ملفات((pdf في المواقع الالكترونية الخاصة بالعتبات المقدسة فهي حصراً بمتناول من كان عارفاً بالعمل على الشبكة العنكبوتية وله رغبة في تصفح تلك المواقع ومتابعة ما فيها أما غيرهم فلا يعرف شيئاً عن هذه الإصدارات أبداً إلا إذا استثنينا بنسبة بسيطة جداً ما يصدر في العتبة الحسينية والعباسية لتوافد الزائرين إلى كربلاء ليالي الجمع المباركة...ولعل من المخجل والمؤلم أن نكون على صلة وتماس مع الإعلام المحلي والعربي والأجنبي ملمين بأغلب ما يصدر من المجلات والصحف ذات الصبغة الفنية والإعلامية الخطرة في توجهها وفي الوقت ذاته نحن لسنا على اطلاع على إعلامنا _ذي الطابع الإسلامي_ المقروء وبعيدين كل البعد عن مطالعة ما يصدر من مطبوعات جعلت قمة أهدافها التوعية والتذكير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر الفكر المتزن من أجل بناء الفرد والمجتمع وصد الهجمة الإعلامية الشرسة التي يتعرض لها فكر مذهب أهل البيت بما تنشره من مقالات ودراسات وتحقيقات في هذا الشأن ولعل أهم الأسباب هو أنَّ إعلامَنا بحاجةٍ إلى إعلام ودعاية ..لأن هذا الجانب ضعيف جداً بل منعدم تماماً في الأعم الأغلب..وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل بنوع من الاستغراب:أين القنوات الفضائية الإسلامية عن الترويج والإعلان لإعلامنا المقروء من صحف ومجلات وإصدارات لاسيما تلك الصادرة عن أقسام الشؤون الفكرية والثقافية والإعلام في العتبات المقدسة والتي تهتم بنشر فكر القرآن والتراث العظيم الذي قدمه لنا النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الطاهرين (عليهم السلام) وما أبدعته وتبدعه عقول علمائنا في شتى المجالات العلمية والفقهية والعقائدية والتاريخية والاجتماعية وغيرها ؟!

فيا قنواتنا الفضائية: إنَّ الهجمة الفكرية قد كشَّرت عن أنيابها فهي شعواء ضروس وتزداد مع الأيام حقداً وضراوة والعدو لئيم ماكر يتربص لكل سوء..لذا ومن منطلق وحدة الهدف الذي يجمعنا، نضع مقترحاً لكل من يهمه الأمر في تلك القنوات المباركة في أن تكون هناك برامج تعريفية بالإصدارات كأن تكون برامج لقراءة أهم العناوين فيها ومطالعة لبعض الخطوط العامة لمواضيعها المختلفة والترويج لمواقعها الالكترونية على شبكة الإنترنيت لكي نشكل درعاً مضاداً يساهم بشكل أو آخر لصد تلك العاصفة الهوجاء من الفساد في مختلف جوانبه الفكرية والعقائدية والأخلاقية..( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق مهدي حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/29



كتابة تعليق لموضوع : إعلامُنا بحاجةٍ إلى إعلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net