صفحة الكاتب : حيدر عاشور

قصة قصيرة الضلع الثالث
حيدر عاشور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 طيلة حياتي  ابحث عن الشهرة والعلو واصنع في راسي الصغير أوهام المجد بتخيلات العظمة والقوة والسلطة والإنسانية والتمرد على الشر وقوانين الغابة السائدة في الشارع ، الكل له سلطان وحكم بافتراءات وغيرها، حتى منظف الشارع يحكم ويسجن بسلطة المكنسة التي تزيح كل من لا يعجبه وأصبحت بلادي يحكمها الكثير بتنوع السلطة والقدرة على السجن أو القتل من اجل غاية الإزاحة والتفرد أو إطفاء جذوة الغيرة والعقدة المستديمة بالتفرد بالسلطة والقرار ... فأجد نفسي هائما في بحور الوهم و اتلون كالحرباء في خيالي تارة محامي وأخرى رجل دولة مهم ،ومرة ذو نفوذ وسلطان ووو.... وما أكثر الواوات في راسي وأجملها حين اصطنع الحب والرومانسية بوعي الداخلي ليتسلط قلبي على سائر جسدي فاغرق في نوم عميق بعيدا عن الوهم وقريبا من ذاتي المتطفلة في كل شيء والحالمة بكل الاشياء ، قد يعود ذلك لطفولتي ونحس ولادتي وتنقلي من مكان إلى أخر ومن يد لأخرى وتأخر شمولي بدخول التعليم ... أتذكر كان عمري قد تجاوز الثمانية سنين حين سجلني صانع أبي بالمدرسة لشغفي بالتعلم وإصراري على التواصل مع ذلك الملا القاسي وهو يضرب طلبته بقسوة من اجل سورة الحمد وقراءتها دون أخطاء لفظية وكان ينالني كل يوم من الملا ضربة لا لكوني لم أحفظ سور القران بل لعدم جلبي قلما وكراسا للكتابة ، وحين شاهد أبي قسوة الملا أعطاني دفتر حسابات محله وقلم رصاص غير مبرور ورغم ذلك ضربني الملا لان القلم ليس فيه نبلة للكتابة وأنا مصر للتواصل حتى طفح كيل أبي وأرسلني بيد صانعه للتسجيل في مدرسة نظامية كان اسمها (العدنانية )الابتدائية وبدأ مشواري كبيرا مع العلم والتعلم حتى ساعة تأملي هذه لم يكن لي صديقا من عمري كل أصدقائي أضعاف عمري ونخب في مجال عملهم ... حتى صديقي الذي اقتديت أثره يحمل نفس اسمي البيتي ... عشت مع مفرداته زمنا ورسمت الخطط لتعارف عليه وفعلا ، كان لقائي الأول معه غريبا جدا كأننا نعرف بعضنا منذ دهر لا لساعات بسيطة، وزمن ركوب سيارة حيث جلسنا جنب السائق وتحاورنا ببعض كلمات التعارف البسيطة لكوننا نعمل في دائرة واحدة وبعد إن تأخر قليلا عن دفع أجرة السيارة بادرت سريعا وتحملت الأجرة.. فوجدته انتعش وسألني :

- أين أنت ذاهب والوقت مبكرا ؟

- لديّ مكتب أمارس فيه أعمالا تجارية بعد الدوام أو عند التهرب منه أحيانا مثل هذه اللحظة التي جمعتنا .

- جيد... قد احتاج مكتبك في بعض الاحيان ...

لم أجب عليه ولم افهم باديّ الأمر احتياجه للمكتب للتجارة أم لقضايا أخرى، ولكنني قبلت على مضض هذا الطرح السريع له.. بسبب اختياري له كصديق مثقف يمتلك الإمكانات العالية في الأمور الكتابية خاصة المسرحية منها وهو اسم يوضع على الكثير من صالات العرض المسرحي فهو يجيد كتابة النص المسرحي بطلاقة ودراية معمقة وبعلمية واقعية تنعكس تأثيراتها على الواقع الاجتماعي ، النفسي والاقتصادي ... وصلت السيارة في مسار خطها اليومي وقبل أن نفترق قال:

- هل تحب إن ترافقني إلى صديق جميل يعمل مسؤولا للإعلام الرياضي بوزارة الشباب والرياضة وهو يعشق المسرح . قلت :

- بكل سرور.

وقد انتابني الفرح وانا أعمق صلتي به ... والتقينا الصديق الإعلامي وتعرفت عليه ليكون اسما جديدا في مفكرتي التي تحمل ذكرياتي اليومية ومن ذلك اللقاء تعشقت صداقتنا وأصبح يومنا واحد في الصباح نلتقي في الدائرة وفي المساء يضمنا المسرح أو مكان للسمر أو التقاء بشخص جديد ، وهكذا زاد هذا الصديق من سعت تخيلي وجعلني احلم بأوهام اكبر من اواهامي السابقة فانا قريب من المجد والشهرة طالما انا إلى جانب هذا المخلوق الذي اخترته بارادتي بعد إن قرأت له قصة ومقالا ورواية وتتابعت أخباره فوجدته يميل إلى النساء الناضجات ويستمليهن بطرق شتى ويتقنص بهن كاقتناصه للكتاب من رف المكتبة .. عرفته عن كثب ودرسته عن بعد كنت أحيانا أضع له رسالة باسم فتاة باستعلامات الدائرة أو عن طريق البريد وأتابع تحركاته واهتماماته وشكه في كل فتاة تنظر إليه معتقدا انها هي التي تراسله وتعرف أسراره وأين يذهب وبمن التقى ومع من تشابك بمعركة أدبية أثناء محاضرة او جلسة لتعقيب مسرحية ... كنت أتلذذ بهذه المشاكسة وانا احفز فيه روح البحث عن فتاة تراه ولا يراها ... ومرة انتظرته بمحطة الباص وكان الازدحام في ذلك الصباح مثيرا للغاية بسبب حملة اتخذتها الحكومة لنقل الجماهيرعنوة  إلى ساحة كبرى لتمجيد رئيسها والاحتفال بذكرى عيد ميلاده ... كنت قد تسابقت مع الآخرين وحجزت مقعدين ونظرت إليه من نافذة الباص وقلت له صائحا :

- أستاذ قد حجزت لك مقعدا فهم بالصعود قبل انطلاق الباص .

وفعلا صعد الأستاذ وكنت في غاية السعادة وهو يقول لي :

- شكرا قد كلفتك كثيرا ..

- بالعكس أستاذ أنت يستحق إن يحجز لك مكان في القلب لا في الباص .

ابتسم ورمقني بنظرة تفحص واستذكار فلم يصل إلى نتيجة فقال:

- حضرتك تعرفني

- نعم اعرفك أنت مؤلف مسرحي وصديقي يعمل بنفس موقع عملك.

- من هو

- الذي جرى معك لقاء صحفي

- البغدادي

- نعم هو بعينه

- ولكن هذا صحفي من الدرجة الخامسة ولم يكن موفقا معي بالحديث فهو لا يفقه من حديث المسرح شيئا.. المسرح عالم خاص وله مختصون ذو قيمة علمية عالية

- انه يجيد قراءة المقام العراقي الأصيل

- من البغدادي ... يجيد المقام العراقي، مع احترامي لك هذا افشل من الفشل نفسه الذي يتنوع في عطائه كأنه يمسك بيد واحده عدد من التفاحات وهذا مستحيل.. مع كل ذلك من يعرفه ؟.. هل هو صحفي .. صحفي فاشل.. هل هو شاعر ... شاعر فاشل.. هل هو ممثل ... ممثل فاشل .. يااخي الفشل يحيط بهذا الكائن بكل جوانبه هو عالة على الجريدة التي يعمل فيها .

حين وجدته يتكلم عن البغدادي بعصبية ومزاج معكر بقيت استمع إليه حتى وصل الباص إلى محطة الدائرة فقال لي:

- شكرا على حجز المكان وأرجو إن يكون هذا الحديث بيننا لان البغدادي صديقي وزميلي في نفس الدائرة ولا أريد إن اخسره ولكن هذا رأيي مع السلامه ...

لم انزل من الباص الا في المحطة التالية ورجعت إلى دائرتي متأخرا ورغم كل ذلك لم يتذكرني ولا يتذكر الأحداث واكتشفت انه يعاني الضعف البصري بعينيه وأجرى عدة عمليات جراحية على أثرها ... واحتفظت بهذه الأسرار في مفكرتي وانا اعيد قراءتها بين فترة وأخرى .. رغم إن صداقتي به توسعت وأخذت مداها وصداها وأغلبية الوسط الثقافي والفني ربطني به حتى جاء يوم اللقاء الغريب بذلك الشخص الذي حاول بشتى الطرق إن لا أتعرف عليه رغم انه يحدثني عنه في كل لقاء بيننا .. ففي ذلك الصباح السبتي الجميل قد التقينا قرب مكتبات لبيع أصناف الكتب فقال لي بعد تردد :

- اليوم هناك شخص لطيف وشفاف وصديقي ومقرب إلي مثلك يريد أن يتكلف بجلسة اليوم في مكتبك

وبدون تردد قلت له :

- المكان مكانك والتصرف تصرفك .. فمن المؤكد صديق ، صديقي ، صديقي وكما يقول ابو المثل ( الطيور على أشكالها تقع )...

ضحك بارتياح عميق ولم يتكلم اي كلمة وهو يتلون بين الابيض والأحمر وكأنه ندم على التعارف ، وفعلا كان صديقنا موجودا داخل احدى المكتبات التي نحوم حولها ونقرأ بشغف عناوينها اتجه نحونا بمجرد وقوع النظر والقى التحية وأردف قائلا :

- تأخرتم كثيرا الم يكن موعدنا قبل نصف ساعة من الان .

تكلم معنا بلهجة الجمع وكأنه يعرفني ولا هناك اي دواعي للتعارف فبادر صديقي المسرحي وقدم احدنا للأخر وضحكنا وسرنا لنعقد تلك الجلسة الغرائبية التي حضر ت فيها كل الاشياء المتاحة وتكررت الجلسات وأصبحت لصديقنا الثالث بشكل يومي حتى اعطيته مفتاح مكتبي ولكن لا تسير السفن دائما  على هوى  ربانها ... وخلق صديقي المسرحي مشكلة بيني بين صديقنا الثالث للاستغلاله للمكان دون الرجوع الينا فقررت  طرده من المكتب وفعلا تم ذلك وافترقنا فترة طويلة والغريب تواصل مع كلانا دون ان يشاهد احدنا الاخر هو حلقة وصل ... وانا لا اعير أهمية  لما يفكر فيه ،اهتمامي مصبوبا باتجاه هوسي بمعرفيته الموسوعية وسارت بنا مراكبنا من شاطئ الى اخر ومن مكان جميل الى اجمل مصحوبة بعلاقات لا حصر لها ...ووقعت الواقعة وزلزلت الارض زلزالها وابتلعت قوى الظلم ابتلاعا ساحقا لا رجعة فيه واختفى كل من كان اسما لامعا مع هذه القوة التي طحنت الشعب اكثر من اربعين سنه او اقل بشتى الضغوطات فانتشرت الفاقة والعوز وامتلأت بسطوتها السجون ودخلت من بوابة بلدي المفتوحة على مصراعيها موجات متلاطمة من الدخلاء والمرتزقة ومن له ثار... فاشتعلت بلادي بظلم اقبح من ظالمها الاوحد وأصبح الموت على الهوية والمعتقد واللهجة بدلا من غياهب السجون الكل يبحث عن فريسته حتى تمكن فيروس الموت المجاني من احكام سيطرته وبث سمومه العقائدية بالات الدمار الجماعي للفتك المفاجئ اين ما تذهب تسمع او تنجو من انفجار اخذ الكثير من ابناء بلدي بلا جريرة او ذنب وهكذا كان الانتقام من ارض بلادي وشعبها بل تخصص لأول مرة في التاريخ الموت على المهنة بحجة التحريم ...فموجة اقتلعت الحلاقين وأخرى من يبيعون الطماطه مخلوطة بالخيار وتطور الاقتلاع ليشمل العلماء والأطباء والفنانين والمثقفين ومحبي بلادي وحتى بناة البلاد من الشباب لم يسلموا من هذا الفيروس القاتل الذي زرع على ارض بلادي للتهديم والتخريب مما جعل الاسماء الامعة ان تختفي او ترحل باتجاه الغربة بانتظار مضاد يقتلع الفيروس ... كنت افكر بصديقي المسرحي اين صفى به الوقت وقمت ابحث عنه وحصلت على هاتفه وكلمته وخرجنا بعد الاحداث نتلفت حولنا استعدادا للدفاع عن النفس من اي مجهول فكان ليوم الجمعة محطة لكبار الادباء والمفكرين والمثقفين في شارع المتنبي وكان هذا خروجنا الثاني للتحدي باستمرارية الحياة  وقبل دخول الشارع اردف قائلا :

- صديقنا الثالث يود مصالحتك وأتمنى ان لا تقول له انني سبب المشكلة القديمة واجعلها سرا بيننا .

وفعلا كنت في شوق له وفرحتي كانت هي وجوده على قيد الحياة في شوارع الموت والدمار ووقعت عيني عليه وهو ينظر الي من حافة عينه اليسرى واليمنى تدعي قرأت عناوين الكتب فبادرته بالتحية وحضنني متأسفا خسارته كصديق لي وبكينا بكاء الاصدقاء وصديقنا المسرحي يتوسط حزننا ويبكي لبكائنا وسرنا مرة اخرى ثلاثتنا نتفحص العناوين الجديدة للكتب وأخرى كانت محرمة قراءتها سابقا ابان التسلط على المعرفة والانفتاح على العالم بكل التقنيات والمستجدات المعرفية والعلمية ..الذي كان يحارب الكلمة خوفا منها وهو يحشو لكاتبها ألاف الرصاصات بنفس الوقت فكان مصير من يكتب توجها او فكرا او يدافع عن معتقد او ينتقد عمل حكومي  تزرع في جسده تسع وتسعون رصاصة يدفع ثمنها  الأهل ويبقون في دائرة المراقبة الحكومية فمصيرهم اما الفرار خارج البلاد او يسكنون الجدران  والسراديب المظلمة المعدة لهم .... فكان حديثنا عن الكتب ممنوعة التداول سابقا ورواجها حاليا حتى انتهى يومنا الجميل والمثمر فكريا وثقافيا وتجددت لقاءاتنا وتعمقت صداقتنا ،ونحن ثلاثة أخوة مخلصين لبعضنا اواصرنا واحدة من حيث الفرح والحزن حتى جاءت ساعة محزنة لا يمكن ايقافها ولا بأموال العالم اراده ربانية اختارت صديقنا الثالث ليرحل الى الابدية بصمت غريب ووداع غريب للغريب وسط اهله وأحبائه وأصدقائه لم تنهل عليه الدموع كما كان يطلقها بحرقة من عينيه حين يفقد محب او صديق ... ذهب الى الابدية تارك اسما لشاعر تمكنت منه الانسانية فجعلته يعطي فقط لكل من حوله ولا يفكر ان يأخذ من احد ... ونحن نلقي النظرة الاخيرة على نعشه وهو يعتلي سيارة المشيعين من مكان عشقه وزاده ومعبده الروحي ...ختم صديقي المسرحي وهو يحمل بيديه نظارته لتجمع الدموع في احداق عينيه وهو يمسحها بألم ووجع بقوله : الان تهاوى نهائيا ضلع مثلثنا ولا بديل لهذا الضلع لما يمتلك من قيمة انسانية لا توصف ... وتوارت عن الانظار السيارة ونعشها وساد الصمت بكبرياء الوجود... وهذه المرة ليس تخيلا او اصطناعا لحلم بل حقيقة جدلية في الحياة والموت وما الانسان مهما كان هو الوسيط الوحيد بينهما ان كبر او صغر كان ثريا او فقيرا مشهورا ام مجهولا ....تأبطت صديقي المسرحي وسرنا باتجاه الحياة بلا توقف لنبقى قدر المستطاع الضلعين قائمين ............


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر عاشور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/22



كتابة تعليق لموضوع : قصة قصيرة الضلع الثالث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net