الانتخاب جدل وتسقيط في العراق
حسين ناصر الركابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جميل جداً ان نرى الجميع يتحدث عن الانتخابات, وهو حدث ديمقراطي كبير يشهده العراق خلال الأيام المقبلة وهو انتخابات مجالس المحافظات ومن الطبيعي جداً في هذه الممارسة الديمقراطية واهم ركائزها ، هو الترويج الانتخابي لجميع المرشحين الذين دخلوا المعترك الديمقراطي الانتخابي وهذا ما معمول به في كل الدول المتقدمة في الديمقراطية وكل مرشح يحمل برنامج انتخابي ويعرض على الشعب وبالتالي الشعب يقرر من ينتخب حسب برنامجه الانتخابي وهذا ما يدل على وعي وثقافة الشعب .
وان كانت تجربة حديثة في العراق ان كل تجربة حديثة لابد ان تشوبها الكثير من التشوهات وهذه حالة طبيعية لحداثة التجربة ولقلة وعي البعض من ممارسيها وهذا يؤدي الى نتائج سلبية تنعكس على نوع الاختيار.
ان ما يتبادر الى الأذهان وقبيل كل عملية انتخاب هو من انتخب ، وحقيقة السؤال هو كيف اختار .ان علة الاختيار ترجع الى المواطن الذي يتحتم عليه متابعة كل ما يجري لكي يمتلك النظرة الفاحصة التي تؤهله لمعرفة الاختيار الصحيح.
لو تفحصنا تاريخ الأمم التي أسست لتلك العملية ومارستها لوجدنا انها استهلكت زمنا طويلاً حتى وصلت لما هي عليه اليوم ، ومن قبيل المفارقة انها وقعت في نفس الأخطاء التي نعاني منها اليوم الا انها بقيت مصرة على ممارسة الانتخاب.
اذن لابد من القول ان عملية ممارسة الانتخاب هي اشبه ما تكون بواجب فرض عين ، ولعلها كذلك لأنها تحدد مصير شعب وبلد قد تفضي في نهاية الأمر الى ما لا يحمد عقباهِ او يحمد عقباه,, وهذا الأمر يتحمله الشعب وحده لانه هو صاحب الاختيار وهو المعني الأول بذلك .
لكن ما أردنا قوله او توضيحه الترويج الانتخابي في العراق نراه يختلف تماماً وبعيد كل البعد عن الديمقراطية ويكون ترويج المرشح من نوع اخر وأسلوب خطير يحمل في طياته القتل والوعيد، والغاء الدستور، وتهميش الآخرين وتحريك النفس الطائفي، ومراشقات إعلامية وتسقيط البعض للبعض الأخر، وجعل الشعب متناحر في ما بينهم بسبب التصريحات الغير مسؤولة وكأنما الشعب يعيش في غابة والكل يصور نفسه هو الحامي لمصالح الشعب . وهذا ما وقعنا فيه المرة السابقة وعلينا ان لا نكرر ذلك اذا أردنا ان لا يتكرر ذلك الامر ان نبتعد عن الأمور الذاتية ونقدم مصلحة البلد على جميع المصالح ونختار من لديه برنامج حقيقي يخدم الوطن والمواطن ونبتعد عن الوعود البراقة التي لا يصدقها حتى صاحبها ونخرج من المطبات التي أدخلونا بها المتخبطين والطائشين في السياسة، فمعركة الانتخاب معركة شرسة يخوضها الأشرار مع الأخيار وتغذي البعض منها دول لها مطامع ومنافع ويسؤها ان ترى العراق بلداً حراً كريماً ينعم بالخير والرفاهية والسيادة الكاملة والقرار المستقل ..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حسين ناصر الركابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat