صفحة الكاتب : احمد العقيلي

حتى ننتخب
احمد العقيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جيمعاً نتذكر المسرحية والمهزلة التي كانت تجري إبان حكم الصنم المقبور تحت عنوان الانتخابات الرئاسية والنتيجة التي في كل مرة تخرج بنسبة 99.09% من الأصوات لصالح الصنم وكيف كان منتسبي الحزب المحضور يجبرون الناس على الذهاب إلى مقراتهم قسراً للمشاركة وتلك الآلية التي يجهل سكان الكرة الأرضية وليس أبناء العراق فحسب كنهها فلا منافس على كرسي الرئاسة ولا دعاية انتخابية ولا وقت معلوم ولا وسائل أعلام إقليمية ودولية تنقل الحدث ولا محلية لها القدرة على النطق بلسان الرأي العام لان أقلامهم كانت إما مجيرة للصنم أو أنهم يخشون الموت في احد دهاليز أجهزته القمعية ولطالما جرت تلك المسرحية دون جمهور يمتلك الإرادة في الحضور من عدمه أو في تفاعله مع أحداثها المعروفة لديه سلفاً ، أما توزيع الأدوار فهو اختصاص رسمي للجلاد الذي يكون مؤلفاً ومخرجاً وبطلاً كبديهية توارثها من أسلافه الطغاة على مختلف انتماءاتهم وقومياتهم ولطالما اسند لأتباعه دور الكومبارس وفي كل مرة تنتهي بها مهزلة انتخابات الدكتاتور تزفه وسائل إعلامه التي لا يمتلك الشعب حق الاستماع لغيرها إلى قصره الذي لم يخرج منه أصلاً ببرقيات التهاني والبيعة بشتى الأسماء الوهمية لعشائر بُراء من ذلك براءة الذئب من دم يوسف ولتكرس ساعات البث المشؤوم لقوة النص المسرحي الدكتاتوري وأحداث المسرحية المهزلة وليعانق الطاغية كرسيه وزجاجات الخمر وتعيش أشباه الرجال من أتباعه في ليال حمراء تمتد إلى الصباح بينما يبقى أبناء العراق موزعين بين القتل والسجون والتشريد والإقصاء تفتك بهم سني الحصار وأجهزة البطش العفلقية ماخلا الثلة التي نذرت نفسها لمقارعة البعث وأعوانه ممن كنا نسميهم بالمعارضة آنذاك لتزيح عن صدور العراقيين كابوس البعث لتأتي مرحلة التغيير وزوال الصنم ومعابده وكهنته التي يرى البعض في زوالها الفضل لبوش وأرى لصبر وتضحيات ودماء أبناء الوطن كل الفضل فيها لان الله يمهل ولا يهمل وهي المرحلة التي صرنا نمارس فيها جزء كبير من حقوقنا الطبيعية التي سبقتنا أمم وشعوب في ممارستها كمجتمعات مدنية ، تلك الحقوق التي كنا نسمع ونحلم بها وصرنا نمارسها بإرادة حرة دون ضغوط من أي طرف يسعى للتصدي لشرف مسؤولية الحكم في عراق الحضارات يدفعنا إلى ذلك حب الوطن وأهله ورغبتنا في أن نرى بلادنا في مصاف الدول المتقدمة لاسيما وان العراق يمتلك من المؤهلات الكثير ، وبين أمسنا القسري الأسود ويومنا الاختياري المفعم بالحيوية مسافة اسمها حب الوطن وأبنائه ستكون سوداء يجثم الهم والقهر فيها على قلوبنا لا سامح الله لو تقاعسنا عن أداء الواجب ولم نسعى للعمل من اجل الوطن وترددنا منذ الآن في مواصلة مسيرة النهوض ببلادنا تحت ضغوط من يحثنا على عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة سعياً منه في تقويض أحلامنا وحجب أشعة الحرية عن عقولنا وعودة الظلام وأهله لنهب ثرواتنا وفي سعيه يحاول إسكار البسطاء منا بأسطوانات مشروخة كسوء الإدارة وقلة الخدمات والفقر والعوز والبطالة ويختمها بفشل وتلكؤ الحكومات المحلية تارة والحكومة الاتحادية تارة أخرى حتى يُخيل لغير العراقي أن من يسعى للحيلولة دون مشاركتنا في الانتخابات ويعزف بألحانه النشاز عبر وسائل إعلام غير خافي على أحد انتمائها وتوجهاتها وتمويلها أن العراق إبان فترة تسلطهم على رقابنا كان جنة عدن وأهله منعمون مترفون يقضون أوقاتهم بين القصور ومحلات المجوهرات وموديلات السيارات الفارهة . 

خاب سعيهم فلا عراق لنا غير عراقنا وليس له أهل سوانا بنا يواصل سيره إلى شواطئ الرقي والتقدم والازدهار وبتقاعسنا يعود الطغاة لينهبوا ثرواتنا وحتـــــــى ننتخب لنستذكر سوية انتخابات الصنم القسرية والويل الذي ينتظر من لم يشارك بها آنذاك رغم أنها لم تكن تأتي بجديد وانتخابات اليوم التي تحظى بمراقبة دولية ومحلية وحضور إعلامي متنوع وعشرات المتنافسين والبرامج الانتخابية ثم بعدها نحدد أي مصير نريد . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد العقيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/18



كتابة تعليق لموضوع : حتى ننتخب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net