صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

لك الله ياعراق
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كان يوم الابتهاج والفرح العظيم , التي ملئت القلوب زهوا وابتهاجا  بقرب تحقيق الامال والطموحات الكبيرة , ولاول مرة يتجول الفرح والابتهاج في  قلوب وعقول المواطنين , وهو يشهد النهاية المخزية للحقبة الدكتاتورية , التي جثمت على العراق لاكثر من ثلاثة عقود عجاف , ذاق منها المواطن الهوان والمحن وجبال من المصائب , وبهذه النهاية المزرية , يعلن  عن بدأ مرحلة وطور جديد يدخل سماء  العراق , بولادة نظام  ومولود جديد , سيكون مختلفا تماما بكل  المقاييس  , وسيكون نصيرا للمواطن والوطن بجميع مناحي الحياة , وسيجلب نور الحرية والديموقراطية والحياة الكريمة , وسيشع النور في كل زاوية من العراق ,, لكن هذا التوهج بدأ ياخذ بالانطفاء والاختفاء شيئا فشيئا ,وتتلاشى الامال العريضة , لتحل محلها الوجوم والحزن واليأس والاحباط والسخط والتذمر , لان قادة العراق الجدد ( حفظهم الله ورعاهم ) لم ينهمكوا بصدق وجدية واخلاص , في تغيير الواقع المرير الى واقع حضاري وانساني , يكون مدعاة للفخر والاعتزاز , ولم ينهمكوا في العمل في احداث الاصلاحات المطلوبة والملحة , لحرق سنوات العجاف , سنوات القحط والمصائب والمحن والخراب , بمراعاة احتياجات الشعب وتشوقه الى العدل والى الحياة الكريمة  التي تليق بالانسان الحديث, ولم يسعوا الى الاصلاح لحال المدن , التي طالها الخراب والدمار والاهمال ,.ولم يحققوا الرعاية الاجتماعية والصحية لكل المواطنين , وانصاف الفقراء برفع الظلم وعوز الظروف القاسية  , وخاصة وان العراق يملك موارد نفطية هائلة قادرة على اسعاد ورفاه الشعب , وليس الى فئة ضئيلة تتخم بالخيرات على حساب الشعب المظلوم والمحروم , ولم يجاهدوا في تأمين توفير ساعات التيار الكهربائي الى ساعات اطول من القطع , ولم يمنحوا ابسط الواجبات بتوفير الماء الصالح للشرب , وتنظيف الشوارع من اكوام القمامة والازبال , ولم يشجروا المدن بالاشجار والاحزمة الخضراء , التي تمنع تلوث الجو بالاتربة والعواصف الرملية . ولم يسعفوا الحالات المزرية والكئيبة لقطاع التعليم وقطاع الصحة , وما حالة مستشفيات اليوم التي تحولت الى مسالخ للموت وليس الشفاء والعلاج , وحتى لم يستطيعوا توفير الامن والامان والاستقرار , الذي اصبح بعيد المنال ودخل في قائمة المستحيلات , وصارت التغني بالحرية والديموقراطية بعيدة عن التحقق الملموس , كبعد المريخ عن الارض , حتى الاخلاق السياسية تبدلت ولبست ثوب الزيف والدجل والنفاق والضحك على الذقون , وتحولت احزاب العملية السياسية المتنفذة , الى وكالات تجارية تتعامل وفق المنطق التجاري لربح والخسارة , على حساب الدم العراقي وبيع الوطن من الذي يدفع اكثر . لقد ضاعت الامال والاحلام والتطلعات , وحل محلها الفساد بكل شروره وسرطانه , وصار يتحكم بالحياة السياسية , بالتلاعب والاحتيال والابتزاز والنهب المبرمج ,  تحت تستر الحكومة والبرلمان برعاية القانونية للفاسدين الذين ينخرون الجسد العراقي , دون رحمة وبضمير ميت , , وبهذا الشكل ضاعت عشرات المليارات الدولارات وذهبت خارج الوطن , , فقد صار النهب والفساد دين الدولة الرسمي والشرعي , والمواطن مهمته الجليلة يلوك علك الطائفية ليل نهار دون تعب او كلل , حتى صارت الطائفية مورفين العصر  , وتسلية لخداع المواطن , , فاين ذاك العراقي الشامخ الذي يهابه الاصدقاء والاعداء . انه طمر تحت التراب , لقد ولى ورحل ذلك العراقي الجسور والشهم بروح التحدي , والذي كان مضرب الامثال بالقدوة والرجولة والثبات , ونصير الحق 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/08


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • ومضات على كتاب ( رائد الأدب المهجري المعاصر / دراسة الشاعر المغترب قصي الشيخ عسكر ) للباحثة هدى صحناوي  (قراءة في كتاب )

    • أحداث عاصفة في يوميات انتفاضة عام 1991 في رواية ( ربيع التنومة ) للأديب قصي الشيخ عسكر  (قراءة في كتاب )

    • معارضات يوسفية في الديوان الشعري ( يوسفيات ) للأديب واثق الجلبي  (قراءة في كتاب )

    • كومونة انتفاضة تشرين في الرواية القصيرة ( البركان ) للاديب حميد الحريزي  (قراءة في كتاب )

    • قصة يوسف الابن والنبي تتحول الى ملحمة فلسفية في الديوان الشعري ( يوسفيات ) للاديب واثق الجلبي  (قراءة في كتاب )



كتابة تعليق لموضوع : لك الله ياعراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net