الاخوان ... هذه الكذبة الكبرى
حميد آل جويبر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
واعلم - يا رعاك الله - بانك لم و لن تجد شعبا او اتباع ديانة على وجه البسيطة تستخدم كلمة "اشقاؤنا " او "اخواننا" بالكثافة التي يستخدمها العرب المسلمون . فارباب المذاهب المتناحرة لا تسمع منهم ولا تقرا لهم الا عبارة (اخواننا الشيعة) او (اخواننا السنة) . اما ارباب السياسة فهم يبدأون "باخواننا " الاكراد ولا ينتهون باشقائنا الاردنيين او الخليجيين او المصريين . والجميع يعلم ان الجميع اعد له حد الشفار للبطش به في اقرب لحظة سانحة حتى يخلو له الجو فيبيض ويصفر . لست ادري بالضبط من هم المقصودون في القران الكريم بـ "اخوانا على سرر متقابلين " الذين نزع الله عن صدورهم الغل ، لكنني اعلم علم اليقين بان من بين المسلمين من بات يحصرها في اسرته فقط وليس في ابناء مذهبه او عشيرته التي تؤويه . واذا تعمقت معه في الجدال فسيخرج لك زوجته اولا ثم ابناءه ليبقى وحيدا فريدا في الجنة لا يقابل الا سررا تعوي عليها الرياح . منذ ان بدأ الوعي تتشكل ملامحه عندي وحتى يومنا هذا لم اجد في خطاب الاوروبيين او الاميركان او سواهم ما يناظر "الاشقاء" او "الاخوان" لدينا، والقارة العجوز التي تبدو اكثر شبابا وحيوية ممن اطلقوا عليها هذه التسمية الجائرة ، توحدت بقرار شعبي ثم سياسي بعد ازاحة رمز التفرقة جدار برلين وقبله انهيار الدب السوفياتي ، ولم نسمع كلمة اخوان أو اشقاء طيلة عملية التوحيد الاعجازية . قبل ثلاثة اعوام زرت برلين لاول مرة في حياتي . وفي اول ليلة اقامتي في الفندق كنت اتقلب على الفراش كالسليم لان احدا لم يفتشني في المطار وحتى لم يسالني عن جواز سفري الذي دخلت به البلد الآمن . نزلت الى "الريسبشن" في وقت متاخر واعربت له عن قلقي الشديد ، بالضبط كما يفعل "بان كي مون" دائما في تعامله مع الازمات الدولية . فرد علي الشاب الوسيم بعد ان فحص الجواز بان دخولي الى الدنمارك قبل المانيا اغنى المفتشين والضباط عن تفتيشك او التدقيق في جواز سفرك ... داعيا لي بنومة هادئة في الفندق الجميل ويبدو ان دعاءه وجد طريقه الى السماء مباشرة في هدأة الليل . ترى كم اسأنا الى كلمتي "اخ" و "شقيق" اللتين تعبران عن اجمل آصرة اختص بها الله خليفته الانسان عن سائر المخلوقات . فلنجرب ولو مرة واحدة ان نتكاشف من دون استخدام هذا الغطاء "الاخوي - الشقيقي" الكاذب . في العراق تستخدم كلمة "اخوية" اثناء الصراعات الحامية الدامية ، وغالبا ما تستخدم في المرحلة التي تسبق التناطح بالقرون . اما عند المتحضرين جدا فلغة الرصاص تغني عن اطالة حوار المتخاصمين ... ولا اظن بان "اشقاءنا " في البلدان العربية او "اخواننا" الاكراد هم افضل حالا منا .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حميد آل جويبر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat