هوا الشعب ...لا مؤاخذة ...ساكت ليه؟!
محمد ابو طور
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما يصفعك صديقك على قفاك فى جلسة انفرادية – يعنى بينك وبينه – تضحك ولسان حالك يقول : "بلاش هزار ثقيل خلينا نتفرج على الفيلم" ، ولكن عندما يصفعك نفس الصديق على نفس القفا – اللي هوا قفا حضرتك- ولكن هذه المرة بحضور البنت "الموزة" بتاعتك ، أو صديق والدك الذي يظنك محترماً ، أو جارك الذي تختال أمامه يوميا ، هنا قد ينتهي الأمر بصديقك مطروح أرضا في ردهة طوارئ مستشفى حكومي مقطوع عنه الكهرباء يئن وقد انبعج وجهه وتورم جسده وانتهت صلاحية قفاه !!! .
ورغم أن القفا هو نفس القفا فى المرتين ، والصديق المعتدى هو ذاته ، إلا أن الحالة اختلفت ففي الأولى كنت مع صديقك لا يشق ستركما بشر ، و فى الثانية كانت الفضيحة بجلاجل أدت لبثور نفسية خلَّفَت ندوب فى الكرامة واشتباه فى وجود خلل بالرجولة وظهورك أمام "حبايبك" على " إنك بتاكل على قفاك وتسكت" من هنا جاء رد فعلك العنيف وما آل إليه الأمر من حيرة فى مخيلة صديقك واستفسار مُلِح "هوا عمل معايا كده ليه ما أنا كل يوم بضربه على قفاه ويسكت".
طيب ماذا تقول عن نفسك إذا كنت ضمن ملايين من البشر تٌرتكب فى حقهم الفاحشة السياسية - فى مكان أوطى من القفا بشويتين- جهارا نهارا عيانا بيانا وعلي مسمع ومرأى من العالم كله وبالتأكيد محبِّيك ، ولم تنفر عروقك أو يحمر وجهك أو تنتفخ أوداجك ، بل وصل بك الأمر أنت والملايين " من عينتك " للتلذذ بما يفعلونه بكم لدرجة التغني بآهات المتعة في غنج ودلال ؟!.
فعندما يطالبك المتأسلمين بنعم تصويتاً فى تعديلات مارس 2011 الدستورية من أجل الاستقرار فلا تشم رائحته ، وتساق بعد ذلك ضمن قطيع الانتخابات البرطمانية "أولا" تحت شعار البرلمان هو الحل من أجل تطبيق شرع الله فتشارك طواعية في خلق كائن مشوه يعادى الثورة وأهدافها تسْتَمْرِئُه بدلا من استنكاره ، ثم تشاهده يلد سفاحا لجنة لهدم الدستور ملعونة بأحكام قضائية فتغض بصرك ، ثم تعصر على نفسك شوال ليمون لتنقل مندوبهم من السجن لقصر الحكم مرددا "أصله حافظ كتاب الله وبتاع ربنا يحمل النهضة لمصر " فلا تجد إلا بيض طائر النهضة ، ومع ذلك تقبل دعوتهم للخروج من أجل نعم أخرى للدستور الوضيع بعنوان "المرة دى الاستقرار جاي بجد " ، فتستيقظ صباحا لتجد أن الرئيس وإخوانه يكذبون ، فلا جابوا حق الشهداء ولا أعادوا محاكمات القتلة ، ولا استردوا الأموال المنهوبة ولا احترموا قضاء أو إعلام أو حرية فضلاً عن العيش و الكرامة إنسانية ، ولا طبقوا شرع الله وشريعته بل خالفوه بان أطعموا الشعب سحتا وربا ، كما تجد أن جيرانك من الثوار وزملاء أخوك فى الجامعة من النشطاء قد سجنوا وعذبوا وقتلوا ، و صديقات أختك تحرشوا بهن فى الميادين ، ووالدك يقضى نصف يومه فى طابور السولار ، وزوجتك لا تستطيع الطبخ أو الغسل لانقطاع الكهرباء ، والجنيه فى جيبك يفقد قوته الشرائية ، والنهضة طلعت فنكوش ، والمشروع الإسلامي وهم سيتم استيراده مجمعاً بتلفيق من تجارب البرازيل وكوريا وفيتنام ، ، ثم تكتشف أن جنودك وحراسك يتم خطفهم والتمثيل بهم إعلاميا وتصدر الرئاسة تصريحا تطالب فيه بالحفاظ على أرواح المخطوفين والخاطفين "على حدّ سواء" وسط أنباء عن تحويل سيناء لإمارة إسلامية بقيادة إرهابيين أفرج عنهم رئيسك فور توليه المنصب ، وفى خلفية المشهد محاولات مضنية للاستيلاء على إقليم قناة السويس وتدويله برعاية إخوانية ، ثم تسمع وتقرأ بيان وزير داخليتك يحذرك من السير فى الشوارع أثناء انقطاع الكهرباء التي هي على فترات متعددة فى أوقات متفرقة - حسب نص البيان - يعنى من الآخر اقعد فى بيتك زى الولايا.
بعد هذه البانوراما السوداء لحالك الأغبر ماذا تقول عن نفسك ؟؟!! ، وكم مليجرام وزنك في قِسْطاس الرجولة ، وهل لي أن أسألك سؤالاً مسبوق بشكر انشراح وعنايتها....هوا سعادتك ساكت ليه؟؟!! فى حين أنك تعلم يقينا أنه لم يعد باقيا لك إلا سريرك "عارك في عقر دارك" بعد أن تخلي وتنحى بنطلونك من المواجهة.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد ابو طور
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat