الى متى تبقى كربلاء تنزف ابنائها
علي فاهم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فاجعة أخرى تعصر قلوب ابناء كربلاء و لن تكون الاخيرة ففي يوم الاربعاء الماضي جيء الى مستشفى الحسين التعليمي بأجساد خمسة عشر شهيدا مغدوراً و أمرأة مغمى عليها قتل زوجها امام عينيها و طفل فقد القدرة على الكلام من هول المنظر الذي لم يتحمله قلبه البريء و لكنه لم يهز شعرة من المجرمين القساة الذين أرتكبوا جريمة بعيدة عن كل قيم الانسانية ناهيك عن مباديء الاسلام التي يتبجح القتلة برفع اصواتهم بالتكبير و ايديهم تذبح رقاب المسلمين على قبلة تكفيرهم و بسكين الحقد الاموي المتجدد في المنطقة الغربية من على منصات أعتصامات القاعدة و البعث المجرم تغذيها فضائيات السم الطائفي التي قلبت الجلاد الى ضحية و جعلت من جسد الضحية (المقطع الى اشلاء مبعثرة من جراء المفخخات الغادرة ) قاتل و لكن بلا رأس و لا أيدي و لا أرجل , فلم أرى مقتول يطالب القاتل بالقصاص منه و يستمر مسلسل القتل على الهوية , هوية حب ال بيت النبي الذي ندفع ضريبتها منذ مؤامرة السقيفة و الى يومنا هذا أجساداً طاهرة تركوا خلفهم ايتاماً و ارامل و أمهات ثكلى لا تمل من البكاء على شباب ابنائهم الذين أرتكبوا جريمة حب ( علي ) فاستحقوا الفناء من هذه الدنيا على يد اعداء عدالة ( علي) فمن يتهم بهذه التهمة الخطيرة لا يستحق ان يسكن في المنطقة الغربية من بلدنا فلن تجد شيعياً فيها الا ان أستطاع سلخ جلده و اسمه و عقيدته اما في كربلاء فابنائهم يمرحون و يسرحون و كانهم بين اهلهم يزاحمون ابنائنا في ارزاقهم و مشاريع البناء اغلبها بايديهم و لكن لم نجد من يمنعهم من دخول محافظتنا و هذا هو الفرق بيننا و بينهم بين محمد و اعدائه بين علي و انداده بين الحسين ومن استباح دمائه ,
و لكن يبقى السؤال الى متى يبقى هذا النزيف هل سنكتفي بالتنديد و الاستنكار و اخراج مظاهرة هنا و صراخ هناك , لماذا هذا الصمت القاتل نعم صمت يقتل المزيد من ابنائنا و يضيف المزيد الى جيوش الارامل و اليتامى التي تثقل كاهل المعيلين , ان على الحكومة المحلية الجديدة المنتخبة ان تضع في باكورة اعمالها المطالبة باعادة ترسيم حدود محافظة كربلاء الى ما قبل التغيير الذي جعله النظام الصدامي واقعاً باستلاب هذه المنطقة من محافظة كربلاء و ذلك بارجاع النخيب اليها بالطرق القانونية وفق المادة 140 من الدستور و الا فستبقى كربلاء بلا حدود دولية و هي المدينة الاولى في العراق من حيث عدد الزوار من داخل العراق و خارجه و ما لهذا الطريق من اهمية ستراتيجية لانه يربط الجنوب و الوسط بمنفذ عرعر الحدودي للحج البري , و بارجاع النخيب الى المحافظة سنستطيع فرض السيطرة الامنية على الطريق الذي شهد هذه الخروقات و يجب ان لا تكون المطالبات شكلية و اعلامية فقط لذر الرماد في العيون كما كان يحصل في الدورة السابقة و انما تكون مطالبة جدية و من خلال نواب المحافظة في البرلمان و يجب ان تكون هناك حملة اعلامية كبرى لمساندة هذه المطالبة , و من جانب اخر على القوات الامنية و قياداتها ان تاخذ دورها في بسط الامن على هذا الطريق و انا ارى ان هناك تهاون واضح من قبل الاجهزة الامنية في محافظة الانبار و خاصة من قبل قيادة عمليات الانبار و لا اريد ان اسيء الظن بهم و لكن (الي ايده بالماي مو مثل الي ايده بالنار ) فيجب المطالبة حاليا بنقل السيطرة الامنية على ذا الطريق الحيوي الى قيادة عمليات الفرات الاوسط لنضع حداً لهذا النزيف .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علي فاهم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat