صفحة الكاتب : علاء كرم الله

في الذكرى 55 لثورة تموز1958 المجيدة...عبد الكريم كل القلوب تهواك
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

                                             

هذا هو المقطع الأول من النشيد الذي كنا ننشده صباحا في المدرسة الأبتدائية عند الأصطفاف (عبد الكريم كل القلوب تهواك     عبد الكريم رب العباد يرعاك ). لقد فرض الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم حبه في نفوس العراقيين ووجدانهم وفي ذاكرتهم  منذ أنبثاق ثورة تموز المجيدة عام 1958 وسيظل هكذا خالدا في ضمير الشعب ولكل الأجيال القادمة. لكونه كان مخلصا وصادقا في حبه للشعب والوطن وليس مدعيا!! وهذا ما لمسه كل العراقيين فبقدر ما وعد الشعب بالخير فعل وقدم الكثير الكثير. أن أرضاء الناس غاية لا تدرك فبالوقت الذي يجتمع غالبية العراقيين بحبهم للزعيم قاسم ألا ان هناك من الشعب لا زال يكره الزعيم ! ولا يطيق حتى ذكر أسمه! وهذه في الحقيقة سنة الحياة وديدن الأنسان، فليس هناك شخص يجتمع الناس على حبه كما وليس هناك شخص يجتمع الناس على كرهه. وهنا لا أريد أن أقول أن فترة حكم الزعيم التي لم تتجاوز الخمس سنوات كانت مثالية! فقد شابتها الكثير من الأخطاء بسبب الظروف غير الطبيعية التي أنبثقت فيها الثورة والتحديات الكبيرة التي واجهتها على الصعيد المحلي والعربي والأقليمي والدولي. أضافة الى أن الزعيم نفسه لم يكن ذلك السياسي المتمرس بخبث السياسة ودهائها ومكرها! فقط كان عسكريا ووطنيا شريفا ونزيها وصادقا نذر نفسه من أجل خدمة الشعب والوطن. ولكن مع ذلك صمد وناضل وجاهد من أجل بناء العراق فرغم كل تلك التحديات ورغم قصر فترة حكمه ألا أنه أستطاع أن يقدم للشعب والوطن ما عجزت أن تقدمه كل الحكومات التي جاءت بعده ولحد الآن! فهو بحق يعتبر باني العراق الجديد على صعيد الأنجازات العمرانية والأقتصادية والأجتماعية والزراعية والنفطية وفي باقي المجالات الأخرى. ومن أهم أنجازاته سنه لقانون الأصلاح الزراعي الذي وجه ضربة قوية للأقطاع وملاك الأراضي حيث قام بتوزيع الأراضي الزراعية لمئات الألاف من الفلاحين. وكذلك أصداره لقانون رقم 80 الذي أمم 5/99 % من الأراضي العراقية التي كانت تسيطر عليها شركات النفط الأجنبية. كما حرر الأقتصاد العراقي الذي كان رهينا وتحت هيمنة(الكتلة الأسترلينية) حيث أخرج الدينار العراقي منها وجعل قيمته ما يعادله بالذهب، و يعود له الفضل بتأسيس جيش التحرير الفلسطيني وتقديم كل الدعم المادي والمعنوي وأمده بالخبرات العسكرية في مجال التدريب. وكذلك دعمه للشعب الجزائري في نضاله ضد الأستعمار الفرنسي. أن كل هذه الأنجازات على صعيد البناء والعمران والأقتصاد وسياسته الخارجية الثورية أرعبت الأستعماروأخافته بحق! ورأت أن أستمرار بقائه وبهذه السياسة الوطنية والثورية يشكل خطرا حقيقيا وكبيرا على مصالحها وتوجهاتها الأستعمارية في المنطقة . لذا عملت على التصدي له ومحاربته فمكرت وخططت ودبرت وأحاكت عليه المؤمرات حتى نجحت وبعد 5 محاولات أنقلابية فاشلة! من تنفيذ أنقلاب 8 شباط 1963. ويذكر نجم محمود في كتابه (المقايضة: برلين بغداد) أن الرئيس الأمريكي (كندي) قال: (لو لم ينجح أنقلاب 1963 لكّنا قد حرقنا بغداد!!).الملفت للأنتباه أن الدول التي حاربت الزعيم وثورته وجمهوريته الفتيه هي نفسها اليوم التي تناصب العداء للعراق وتجربته الديمقراطية الفتية!! ولكن بأشكال وصور وأساليب جديدة!. أن الكلام يطول ويطول عن الزعيم الخالد الذكرعبد الكريم قاسم،وفي الحقيقة أن شخصية الزعيم وحب الشعب له وأخلاقه وقيمه النبيلة والأصيلة التي كان يتحلى بها شكلت ولا زالت عقدة لكل الحكام الذين جاءوا بعده ولحد الان!. فقد كان بالفعل فوق الميول والأتجاهات فلم يكن منتميا لحزب معين او يميل لطائفة أو دين او مذهب أوقومية كما نشهده في حكام وسياسي عراق اليوم!! بل انه حارب الطائفية والشوفينية والعنصرية والعشائرية لأنه أراد أن يبني وطنا حضاريا تقدميا يحكمه القانون والدستور ولكن لا الأستعمار ولا الظروف أمهلته أن يحقق كل ما كان يحلم بتحقيقه للعراق وشعبه. كما عرف عن الزعيم الشجاعة والتسامح والعفووالتواضع والصدق وكرهه الشديد للمال وحياة البذخ والترف، فقد كان مستأجرا لبيت بسيط وبقي مطلوب لقائمة الهاتف بعد أستشاده! فقد عاش فقيرا زاهدا ونذر نفسه من أجل خدمة الشعب ورفعة الوطن ولكنه كان غني النفس والروح. لقد جاء ببدلته العسكرية وذهب شهيدا بها ولكنه حمل كل أوسمة الشرف والوطنية والخلود والنزاهة والصدق وحب الشعب. فقد كان بحق الأبن البار للشعب العراقي بكل أديانه وطوائفه وقومياته وأثنياته .ويعد يوم أستشهاده ملحمة أنتصار الوطنية والشرف والنزاهة على الخسة والعمالة للأستعمار وأعوانه. لذا سيبقى الشعب وكل الأجيال القادمة تغني وتنشد---- عبد الكريم كل القلوب تهواك.  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/13



كتابة تعليق لموضوع : في الذكرى 55 لثورة تموز1958 المجيدة...عبد الكريم كل القلوب تهواك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net