معلقات الحكيم
سعد الفكيكي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عالم ديني عراقي ومرجع كبير، عاش للفترة من 1899 ـ 1970 ، لقبه الطبطبائي، يرجع الى السيد إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب، اصبح زعيم الحوزة بعد وفاة حسين بروجردي، وأخذ بوضع نظام إداري للحوزة, وشرع ببناء المدارس وإرسال المبلغين إلى نقاط العراق المختلفة، وبهذا العمل ازداد عدد الطلاب في جميع الحوزات، كان السيد معروف بمواقفه السياسية والجهادية في العراق، فهو المسؤول عن تنظيم المقاومة ضد الاحتلال البريطاني في منطقة الشعيبة، وبذل قصارى جهده في جمع شمل المسلمين من ابناء المذاهب المختلفة في العراق، وهوالسيد محسن الطبطبائي الحكيم، الحديث عن هذا الرجل ليس له حدود .
من ابرز فتاواه السياسية الشجاعة هي فتوى تحريم الاقتتال مع الاكراد لكونهم مسلمين، مما لم يترك منفذ للنظام في خلق التفرقة والفتنه بين العرب والاكراد، بوفاته استمر تشييعه من بغداد الى النجف ليومين .
لم يكن سماحة السيد عمار الحكيم وليد الصدفة، وانما سليل المرجعية الرشيده وصمام الآمان، بالوقت الذي لم يحرز العراق التقدم الكبير في علاقاته مع دول العالم ومنها العربية، ان لم يكن البعض منها سيئه، يأتي الدور المحوري له في كسر هذا الجمود، ويحطم كل العراقيل المتضخمه .
ان زيارة سماحة السيد الى الدول الاقليمية المجاورة ليست جديدة، والاهم اللقاء مع اميردولة قطر، لفتح صفحة من العلاقات، والسؤال لماذا الحكيم وهناك مسؤلين كبار في الدولة العراقية؟
الخط المعتدل والتصرفات المتوازنه والمواقف الشجاعة لها اثر في نفوس الاخرين قبل كل شيء، كما ان السيد يمثل شريحه واسعة من المجتمع بالاضافة الى انه ابن المرجعية وحامل الارث العائلي بعد رحيل الاباء، وهذا الشيء لم تمنحه لا السلطة ولا السياسة هذا من جانب، ومن جانب اخر ان السعي لتلافي الخلافات وتقريب وجهات النظر بين ابناء الشعب العراقي واعطاء لكل مكون حقه هي الرؤيا الحقيقية للشراكة في العراق، مما جعله في وضع يؤهله ليلعب دوراً اقليمياً ايضاً، لكون المنطقة تشهد في الوقت الحالي تجاذبات سياسية وطائفية.
بعض القوى تقلل من اهمية الزيارة، لانها لم توجه اليها الدعوه بسبب موقفها او تصريحاتها ربما، واعتقد ان هذا اللقاء سيضع خارطة للعلاقات العراقية القطرية ضمن سياسة الانفتاح التي يؤمن بها تيار شهيد المحراب وخاصة مع الدول المحيطة بالعراق، نحن بحاجة الى الهدوء والعمل المخلص بعيدا عن الطائفية والحزبية الضيقة ، لكي يتم حل جميع المشاكل .