صفحة الكاتب : علي فاهم

السيد الصدر و ماعون الشوربة
علي فاهم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هذه القصة حقيقية وقعت في يوم رمضاني بارد من كانون الثاني في عام 1998 كان الارتباك واضحاً على تصرفات و حركات (احمد) و هو يحاول ان يشغل نفسه في الطبخ للتحضير لوليمة الافطار مع عائلة صهره الحاج ابو حميد والد زوجته الرجل الكبير و الوقور , هذا اليوم يختلف عن كل ايام رمضان لا بل يختلف عن كل ايام عمره فمن اقيم على شرفه هذا الافطار ليس كباقي البشر , 
انه السيد الذي يتكلم الجميع عنه و سيحل ضيفاً على هذا المنزل تأمل أحمد ( الشوربة ) التي يعدها و التي ستلمس شفاه (السيد ) فياله من محظوظ و كم سيحكي لاصدقائه و يفتخر انه كان ممن طبخ الاكل الذي تناوله السيد و ممن قدم للسيد الطعام و ممن جلس امامه و تأمل وجهه عن قرب و سيجد ما يحكيه لأبـ ......... عصرت قلبه في تلك اللحظة غصة ألم , فليس لديه اطفال يحكي لهم قصة , منذ ثلاث سنوات و هو ينتظر ان يرزقه الله سبحانه بطفل يفرح به تلك الفرحة و الشوق الذي لم يذق طعمه و لكنه تخيله في عيون أخوته و في عيون كل أب يراه و هو يحضن أبنه أو يقبل أبنته و يتلمسه عندما تحضن يده تلك الايادي الصغيرة و الرقيقة للاطفال الذين يحبونه و يرتمون في حضنه عندما لا يجدون ابائهم و لكنهم يتركونه مهرولين الى ابائهم و هم يرددون لفظة : بابا .. بابا .. أأأه كم يحب هذه الكلمة كم يتمناها و لكنه منع منها بمشيئة الله و هو سلم أمره الى الله بعد ان عجز الطب و الاطباء من شفائه و صارحوه ان ينسى و يتوقف عن التفكير و يستسلم فلا أمل من أن يرزق بطفل و باتت حياته هي ممماته , و لكنها استعادة بعض حيويتها و تحرك الماء الراكد في نهر روحه عندما تحرك الناس و استشعر تلك النهضة في النفوس الميتة و عادت روح الامل تنمو في الارض اليباس عندما رواها هذا السيد فتعلقت القلوب و الابصار و الافئدة بحبائل نهضته ضد الظلم و الاستبداد و الجهل , 
أنتبه أحمد على صراخ الشباب و صوت السيارة التي وقفت في باب الدار هرع الى الخارج ليستقبل السيد فلفت نظره شدة الضياء الذي كان ينبعث من المقعد بجانب السائق لم يستطيع ان يميز من شدته ملامح الرجل , جلس السيد مع الضيوف ينتظرون رفع الاذان ليصلوا و من ثم يفطروا فسأل عن الحاج ( أبو حميد ) فقيل له أنه مريض و متوعك و لا يستطيع النهوض من الفراش فدعى له السيد بالشفاء و العافية , اما الشباب فأنشغلوا في تحضير الطعام و تجهيزه للافطار , و مع ارتفاع صوت الاذان من قبل أحد الشباب طلبوا من أحمد ان يقدم (ماعون شوربة ) للسيد ليفطر بها قبل الصلاة و تقدم أحمد حاملا الصحن الى السيد الذي بادر بأخذ رشفات بسيطة من ذلك الصحن و قرأ عليه بعض الآيات ثم ارتفعت عيناه الى أحمد الذي كان متسمراً يراقب السيد كيف يأكل فأعطى السيد ذلك الصحن الى أحمد و قال له : أعطوا الصحن للحاج ليأكله و انشاء الله سيكون فيه الشفاء ..... 
أخذ أحمد الصحن ليأخذه الى الاعلى و لكنه توقف و توقفت في رأسه تلك الكلمة ( انشاء الله يكون فيه الشفاء ) فتذكر ما به من مرض و معضلة عجز عنها الاطباء و لم يدري الا و هو واقف خلف جدار المطبخ يلتهم تلك الشوربة , مؤمناً أن فيها الشفاء و لم يأكل غيرها لا بل لم يشرب الماء فصمم ان لا يدخل جوفه الا تلك الشوربة ... و لا يتغذى جسده الا عليها ... و في المساء عاد أحمد الى بيته و زوجته ....
بعد تسعة أشهر من هذه الحادثة كان أحمد أب لتوأمين اولاد أثنين كالاقمار و وجد أحمد قصة رائعة يحكيها لأبنائه و يحكيها لأصدقائه فقصها عليّ مرة في محله الذي يصلح فيه الثلاجات في قضاء الهندية بعد أستشهاد السيد و كانت دموع الفرح و دموع الحزن تمتزج في أعيننا عندما نستذكر ابانا السيد (محمد الصدر) في كل يوم و كلما رأيت ابنيًّ أحمد الذي أغتالته الايادي السوداء في يوم كئيب أخر .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فاهم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/11



كتابة تعليق لموضوع : السيد الصدر و ماعون الشوربة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2013/09/11 .

اللهم صلي على محمد والي محمد على بركات السيد
لكن مو عارف ليش شوربة السيد ما رزقت ابنه وفلذه كبده بولد يقر به عينه
يمكن شوربه السيد خاصه لمصلحي الثلاجات وما تشمل ابنه
انا لله وانا اليه راجعون
كاتب مثقف يأتي لنا بهذه الخزعبلات
ملايين البشر تطلب الذريه من سبع القنطره ابي الفضل ومن رحمه الله الواسعه الحسين عليه السلام ومن اسد الله الغالب علي بن ابي طالب ولا يتم رزقهم بالذريه لان الامر بيد الله وهم الاسباب فهل ياترى شوربة محمد الصدر اشرف من هؤلاء الائئمه الاطهار






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net