مبادرة الصدر.. أخمدت الحريق
غفار عفراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كعادته في المواقف الصعبة، وحين تشتد الأمور وتصل إلى طرق مسدودة أو على الأقل طرق وعرة ، ينبري السيد مقتدى الصدر ليأتي بمفاجأة من مفاجآته المتكررة والتي دائما ما تكون في الوقت المناسب. فبعد أسابيع من التحضير لتظاهرات لإسقاط العملية السياسية من قبل جهات غير معروفة أو متسترة تحت عناوين كتّاب مقالات أو مواقع الكرتونية أو فضائيات معروفة التوجه والأيدلوجيات والدعم، جاء السيد مقتدى هذه المرة بمبادرة جديدة ثنائية الأبعاد فلم تكن مع الحكومة ولم تكن ضد التظاهر السلمي للمطالبة بالحقوق لكنها أخمدت نارا كان يحضر لإشعالها المندسون.
قدم السيد نصيحة للمتظاهرين بتأجيل التظاهرة يوم الجمعة 25 شباط واستبدالها بملء استبيان يوزع من قبل مكاتب السيد الشهيد الصدر في كافة محافظات العراق على أبناء الشعب لمعرفة رأيهم إن كانوا يؤيدون التظاهر أم ينتظرون مدة ستة أشهر كإعطاء مهلة أخيرة للحكومة وان لم تفي بوعودها ولم تتحسن الخدمات ولم تتحقق مطالب الشعب فان السيد مقتدى هو الذي سيتبنى التظاهرة وسوف تكون مليونية .
هذا الأمر وهذا الاستبيان أوقف أتباع التيار الصدري وجعلهم يعيدون النظر بأفكارهم ونواياهم فهذا قائدهم ينصحهم وهم يؤمنون بأنه غير خادع لهم وتم اختيار الأمر الآخر ولم يتحرك منهم احد فكانت تظاهرات مئوية وليست مليونية وهي بطبيعة الحال لا يمكنها إسقاط النظام والحكومة كما خطط لها المخططون.
وأنا لا أريد التقليل من شان التظاهرات ولا أريد أن أكون محاميا للحكومة كما أنني مع جميع مطالب المتظاهرين بل أزيدها عدة نقاط كانت منسية ولم يتم تسليط الضوء عليها كثيرا أبرزها إلغاء الجنسية الثانية التي يتمتع بها الوزراء وهي من اكبر أسباب الفساد المالي والسرقات للمال العام كما حدث سابقا ، وكذلك عدد الوزارات الغير طبيعي والغير معقول والامتيازات والمرتبات التي يمكنها أن تحل مشاكل العاطلين والخريجين.
لم يكن السيد مقتدى حاميا للحكومة كما صور البعض ولم يكن ضد التظاهرات كما اتهمه آخرون . لقد اثبت انه ذو عقل وحكمة لا يستهان بها فهو قد وضع الحكومة على المحك وأعطاها فرصة وإعطاء الفرصة ليس نهاية المطاف بل انه محفز للعمل الجاد وان لم يحصل ذلك فهو قد اعذر بتنفيذ ما وعد به وهي التظاهرات المليونية وكل مراقب لتظاهرات التيار الصدري يستطيع أن يحكم بأنها قادرة على الإطاحة بالحكومة بأقل من ثلاث ساعات وهذا كاف للحكم لصالح مبادرة السيد وليس ضدها.
التظاهرات التي خرجت رغم قلة أعدادها إلا أنها كانت مؤثرة ويمكن اعتبارها (جرة) إذن للحكومة وللكتل السياسية جميعا وهي تحذير مجاني يمكن أن يستفيد منه الطرفان ، فالحكومة يمكنها أن تلبي المطالب وتعطي الرجل المناسب مكانه المناسب وتبدأ بإزالة الفاسدين ومحاسبتهم وكذلك إقالة (الفاهين النايمين ) من محافظين ووزراء ومدراء اغلبهم من الحزب الحكم للأسف الشديد!! وعليها أن تتقي (شر) التظاهرات المليونية التي هدد بتبنيها التيار الصدري على لسان قائده لانها ستكون شرا ووبالا عليها.كذلك فان التيار الصدري استفاد منها وكأنها (مباراة تجريبية) اكتشف فيها نقاط الضعف والقوة في الحكومة وكيفية التعامل معها مستقبلا.
ولجميع السياسيين والأحزاب أقول:
اتقوا غضبة الحليم إذا غضب
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
غفار عفراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat