صفحة الكاتب : حميد الموسوي

التحديات وحّدت الشعوب .. وفرقت العراقيين
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تعرضت وتتعرض جميع دول العالم الى تحديات ومخاطر مصيرية تهدد الامن الوطني ،تحديات على شكل كوارث طبيعية احيانا ،وعلى شكل عدوان خارجي يصل الى حالة الحرب المعلنة الخاطفة، او حرب الاستنزاف ،او الحرب الاقتصادية اوحرب المياه،اوحرب  مدفوعة الثمن غير معلنة من خلال المرتزقة.
وفي كل هذه الاحوال تعلن  الحكومة حالة الطوارئ  ، ويؤجل ابناء الوطن الواحد – على اختلاف اديانهم وقومياتهم ومذاهبهم ومللهم ونحلهم واهوائهم واحزابهم واتجاهتهم – يؤجلون  خلافاتهم  ،ويعلقون مشاكلهم ،ويجمدون ازماتهم  ، ويقفون وقفة رجل واحد بوجه الموجة لصد الاعصار الذي يتحدى وطنهم و يستهدف وجودهم ودولتهم وكيانهم ومؤسساتهم.
حتى ان بعض السلطات تعمد الى اختلاق عدو موهوم وتصنع احداثا وتحديات وذلك من اجل التفاف الشعب وتماسكه ونسيانه للخلافات وتأجيل المطالب حتى تمر العاصفة بسلام .
التجربة الديمقراطية العراقية الفتية تعرضت منذ ساعة ولادتها والى يوم الناس هذا الى اعتى موجة من التحديات .. حرب ضروس ، مدفوعة الثمن غير معلنة، تعددت اطرافها، متداخلة الخنادق مختلفة الغايات والاهداف والاسلحة  حتى ان بعض اسلحتها لم تستعمل في الحروب التقليدية التي مرت ومنها السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة .ومع ذلك وغيره لم يؤجل العراقيون خلافاتهم الازلية ، ولم يعلقوا مشاكلهم من اجل ان يتفرغوا للعدو ، ما ان يخرجوا من ازمة بشق الانفس حتى يدخلوا في ازمة اشد واضيق ،وما ان  ينهوا خلافا حتى يقعوا في خلاف اعوص .كأن العراق لايعنيهم والعدو لايستهدفهم.. 
بعضهم ( انا ومن بعدي الطوفان )
 والبعض الآخر( علي وعلى اعدائي ).
وغيرهم ( ليحترق العراق بمن فيه وما فيه مقابل امتيازاتي المفقودة )!. 
لم تعلن حالة الطوارئ ولم يؤخذ الارهابيون بحزم 
المفخخات تأكل العراقيين بالجملة يوميا وتفصيليا ، النزيف انهار..والنفق مجهول النهاية. 
والقادة السياسيون مشغولون باحزابهم وكتلهم ومصالحهم الفئوية والشخصية وكأن الامر يحدث في دولة  بعيدة من دول افريقيا .
لم يترجل احدهم عن بغلته.. لم يتنازل عن اصراره ..
الكل يدعي صحة العقل.. الجميع مخطئون وهو الأصوب ، الجميع مبطلون وهو الحق والعدل .. الجميع كاذبون مفترون ..لصوص وهو الصادق الامين.
حلقة مفرغة ودوامة ما بعدها دوامة!. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/26



كتابة تعليق لموضوع : التحديات وحّدت الشعوب .. وفرقت العراقيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net