صفحة الكاتب : حسين محمد الفيحان

حقوق لا عقوق
حسين محمد الفيحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  بعد إن أدرك الشعب إن الحكومة بجميع أحزابها وكتلها وانتماءاتها والتي انتخبها وصوت لها ودافع عنها ووقف إلى جانبها  طوال العشر سنوات الماضية لم تكن جادة وواضحة وصادقة النية في الدفاع عن حقوقه ومكتسباته وتنفيذ ما وعدته به من خيرات وخدمات ,بل العكس من ذلك حدث , سرقة لأموال البلد واستنزاف لثرواته باسم امتيازات البرلمان وتقاعد النواب وصفقات الأحزاب وقد أصبحت عليه نقمةً وبلاء , لم يكن من هذا الشعب المحروم إلا أن يخرج بمظاهرات سلمية بريئة دعا إليها ونظمها من خلال لجان تنسيقيية بسيطة على صفحات التواصل الاجتماعي ليعلن عن المطالبة بحقوقه ورفض الوضع الحالي والقائم على استشراء الفساد والنقص الحاد بالخدمات واستمرار مسلسل القتل والتصفية على الهوية و المناطقية والدين والمذهب .
وفعلا خرج الشعب بمظاهراته السلمية الأولى في يوم 31/8/2013 ليُطلق مطلبه الأول وهو (إلغاء تقاعد النواب والبرلمانيين ) التي اعتبرتها المرجعية الدينية إنها سحت وحرام وسرقة للمال العام, وقد أوصل المتظاهرون مطالبهم للبرلمان والحكومة مطالبيهم باتخاذ الموقف الصريح والإلغاء الفوري والعاجل لهذه الامتيازات التي تؤخذ على حساب الفقراء والمساكين من أبناء هذا البلد , وخلال شهر كامل لم تتخذ الحكومة ونوابها الذين صرحوا إعلاميا إنهم مع مطالب الشعب بإلغاء هذه التقاعدات الفاحشة الثراء موفقاً جريئاً حيال مطالبة الشعب بحقوقه بل حاولوا أن يلتفوا عليه من جديد ليخدعوه من خلال قوانين أخرى تخدمهم على حساب من انتخبهم وهي قانون المكافئة الجزائية لخدمة النائب والتي تقدر بما لا يعلمه إلا الله والنواب أنفسهم  و قانون الخدمة الجهادية !!! والتي تتيح لهم تقاعدات جديدة وبامتيازاتٍ جديدة أيضا  (يعني لو باقين على الأول اهواي أحسن ) . لكن الشعب قد وعى وعرف مأرب هذه الأحزاب التي دخلت إلى العراق مفلسة واليوم أصبحت وبفضل الفساد والسرقات تملك مليارات الدولارات .
ليَخرُج بمظاهرته السلمية الثانية في يوم 5/10/2013 معلناً رفضه القاطع لأي خداعٍ والتفافٍ يُمارسُ ضده وعليه ومطالباً بإلغاء التقاعدات دون أي قوانين وامتيازات بديلة  .
ورغم حق المواطن بالمطالبة بحقوقه المسلوبة والمنهوبة والتي كفلها له الله والدين والشرع والقانون لا زال المتنفذين في الحكومة وأنصارها يعتبرون خروج الناس بهذه المظاهرات السلمية هو عوق وخروج على إمام زمانهم !!!  من خلال منع المتظاهرين وعدم إعطائهم الرخص والإجازات وغلق الطرق المؤدية إلى ساحات التظاهر والتعبير عن الرأي العام واعتقال بعض الأفراد المتظاهرين .
لكن الشعب لا يريد إسقاط الحكومة التي انتخبها ,إذن لماذا تخشى تظاهره ومطالبته بحقوقه ,ولماذا لا تنفذ مطالبه ووعودها اتجاهه بعد إن وهبها أغلى ما يملك وهو صوته وثقته بها معتقدا إنها النعمة التي قذفت له من السماء لتعوضه عن سنين الحرمان التي قضاها أبان  فترة النظام البائد , لكن حال الشعب اليوم لم يختلف عن تلك الفترة فالنهب والسلب والطبقية والمحسوبية والقتل لازالت ملازمة لحال المواطن المطالب بالحقوق وليس العقوق . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين محمد الفيحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/06



كتابة تعليق لموضوع : حقوق لا عقوق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net