صفحة الكاتب : عادل عبدالله السعيدي

الخطيئة الاولى أم خطيئة نقض العهد والميثاق ؟
عادل عبدالله السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نحن نعترف بان هناك خطيئة ولكن لانقر بمفهوم الخطيئة الأولى أو الأصلية التي تقرها الكنيسة...
 
 
ان الخطيئة الاولى هي خطيئة نقض العهد والميثاق المأخوذ على الخلق وليس على بني البشر وحدهم وهو العهد والميثاق الذي عهده الله على خلقه باطاعة خلفاء الله في ارضه.
وإذا أردنا ان نقول أن مفهوم الخطيئة الاولى أو الأصلية لاتعود إلى النبي ادم " ع  " بل تعود إلى إبليس لعنه الله فهو أول خاطئ بعد أن وصل مقام ومنزلة الملائكة فالخطيئة الاولى  بالأصل ليست لأدم "ع" وبني جنسه وحده بل لإبليس "لع"، والفاحص المتتبع للآيات القرآنية سيجد الملائكة ايضا قد اخطئوا باعتراضهم على تنصيب الخليفة في الارض وهو النبي ادم "ع " فلماذا يتم التكفير عن البشر فقط ويتحملون وحدهم الخطيئة الاولى ؟؟؟
وهل الابناء يحملون خطايا ابائهم ؟
 (النفس التي تخطىء هي تموت. الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن. بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون). حزقيال 18 – 20
نص من إنجيل يوحنا الاصحاح 15 يدحض عقيدة الخطيئة الأصلية بالمفهوم الكنسي
 
"20)اُذْكُرُوا الْكَلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلاَمِي فَسَيَحْفَظُونَ كَلاَمَكُمْ. 21لكِنَّهُمْ إِنَّمَا يَفْعَلُونَ بِكُمْ هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِي، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 22لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ، لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ، وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيَّتِهِمْ") يوحنا: 15
 
هذا النص من انجيل يوحنا على لسان عيسى "ع " يدحض بقوة عقيدة الخطيئة التي ابتدعها منظرو المسيحية فيما بعد.. فالخطيئة كما يستدل منه سببها عدم الايمان بالنبي أو الخليفة المرسل من الله عز وجل (بعيسى عليه السلام في النص كمصداق) ولا علاقة لها بما يسمونه الخطيئة الأصلية. 
 
لاحظ : لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ، لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ 
 
فقبل أن يكلمهم عيسى عليه السلام، ويحصل الامتحان بالإيمان به لم تكن لهم خطيئة لأنهم كانوا على دين، "وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيَّتِهِمْ "، ولكن بعد أن كلمهم ورفضوه وقعوا في الخطيئة.
 
وبغض النظر عن كون النصارى يتوهمون ان المصلوب هو عيسى ع نفسه فإنهم يعتقدون بأن المصلوب هو حامل الخطيئة ومعتقداتهم وان كان بها تحريف ولكن هذا لايعني انها جميعا جاءت من فراغ تام وليس لها أي اصل في دين الله سبحانه حرفت عنه، بل كثير من العقائد المنحرفة في الحقيقة هي تستند الى اصل ديني اخذه علماء الضلال غير العاملين وحرفوه وبنوا عليه عقيدة فاسدة فقضية كون الرسل يتحملون بعض خطايا اممهم ليسيروا بالامة ككل الى الله موجودة في دين الله ولم تأتِ من فراغ ويمكنكم مراجعة نصوص التوراة مثلا للاطلاع على تحمل موسى "ع " عناءا اضافيا لما يقترفه قومه من الخطايا ورسول الله  محمد (صلوات ربي عليه وعلى اله) تحمل خطايا المؤمنين قال تعالى : (( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً (الفتح : 2)) وتفسيرها في الظاهر انه تحمل خطايا امته وغفرها الله له، عن عمر بن يزيد بياع السابري، قال قلت لأبي عبد الله (ع) : (( قول الله في كتابه » لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ « قال ما كان له من ذنب و لا هم بذنب و لكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له)) تفسيرالقمي  ج 2 ص   314
 
وتحمل الرسل لخطايا اممهم لايعني انهم يتحملون خطيئة نقض العهد والميثاق عن منكري خلفاء الله الذين يموتون على هذا الانكار، بل هم يتحملون خطيئة من غفل عن تذكر العهد والميثاق ونقضه مدة من الزمن في هذه الحياة الدنيا كما ان تحملهم لخطايا اممهم لايعني انهم يصبحون اصحاب خطيئة عوضا عن اممهم بل معناه ... انهم يتحملون اثقالا اضافية وعناءً اضافيا في تبليغ رسالاتهم في هذه الدنيا للناس وهذا طبعا بإرادتهم هم لانهم هم من يطلب هذا فالاب الرحيم بابناءه يتحمل نتائج اخطائهم في كثير من الاحيان وان كانت تسبب له عناءا ومشقة وربما الالام وقتل في سبيل الله كما هو الحال في الحسين " عليه السلام "، وذلك لان الاب يرجو صلاح ابناءه في النهاية وربما كثيرون لا يتذكرون العهد حتى يراق دم أبيهم ولي الله فيكون سببا لتذكرهم العهد والميثاق ولهذا تجد الحسين "عليه السلام"  الذي شاء الله ان يجعله سببا لتذكر عدد كبير من الخلق قد ترك الحج واقبل يحث الخطى الى مكان ذبحه سلام الله عليه. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل عبدالله السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/27



كتابة تعليق لموضوع : الخطيئة الاولى أم خطيئة نقض العهد والميثاق ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net