صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

عمل المعروف يقي الإنسان من السوء
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)  آل عمران/110 .
 
وقال الإمام زين العابدين : وحق أهل ملتك إضمار السلامة لهم والرحمة لهم ، والرفق بمسيئهم ، وتألفهم وإستصلاحهم ، وشكر محسنهم ، وكف الأذى عنهم ، وتحب لهم ما تحب لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك ، وأن يكون شيوخهم بمنزلة أبيك ، وشبابهم بمنزلة إخوتك ، وعجائزهم بمنزلة أمك ، والصغار بالمنزلة أولادك .
لا يستغني الناس في هذه الحياة عن بعضهم البعض فلا يستطيع إنسان أن يعيش وحد
هو معنى ذلك أن هذا الإنسان سيؤدي إلى الآخرين بعض ما يحتاجون إليه كما إنه سيأخذ
منهم بعض ما يحتاج إليه. وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى الاعتراف بالجميل
وعدم نكرانه فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أُعطيَ عطاءً فوجد فليجْز به، ومن لم يجد فليثن فإن مَن أثنى فقد شكر،
ومن كتم فقد كفر، ومن تحلَّى بما لم يُعْطَهْ كان كلابس ثوبَي زور ".
أما أن يحسن الآخرون إلى أحدنا فلا يجدون إلا نكرانًا فهذا دليل على خِسَّة النفس وحقارتها إذ النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران!.
بل إنها على الدوام وفية معترفة لذوي الفضل بالفضل :ولقد دعتني للخلاف عشيرتي ...
فعددت قولهم من الإضلال إني امرؤٌ فيَّ الوفـــــاء سجيـة.. ... .وفعــال كل مهـذب مفضـال
أما اللئيم فإنه لا يزيده الإحسان والمعروف إلا تمردًا:إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ...
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا فحين لا يقر الإنسان بلسانه بما يقر به قلبه من المعروف والصنائع
الجميلة التي أسديت إليه سواء من الله أو من المخلوقين فهو منكر للجميل جاحد للنعمة..يروى أن رجل دخل إلى
أحد المطاعم وطلب الطعام ولما أكمل غدائه طلب الفاتورة، ثم مدّ يد إلى جيبه فلم يجد المحفظة اصفرّ وجهه، تذكر حينئذ انه نسيها في المكتب ،احتار گﯾف سيواجه  الموقف، عاد يفتش جيوبه بهستيريا أملاً في العثور
على نقود حتى يئس، قرر أخيراً أن يذهب إلى صاحب المطعم ويرهن ساعته حتى يأتيه بالمبلغ ويعود .
واجه صاحب المطعم وما إن همّ بالكلام حتى بادره صاحب المطعم بالقول : حسابك مدفوع يا أخي .
تعجب الرجل وقال : من دفع حسابي ؟
أجاب صاحب المطعم : الرجل الذي خرج قبلك، فقد لاحظ اضطرابك فدفع فاتورتك وخرج .
تعجب الرجل وسأل : وكيف سأردّ له المبلغ وأنا لا أعرف من هو ؟
ضحك صاحب المطعم وقال : لا عليك يمكنك أن تردها عن طريق دفع فاتورة شخص آخر في مكان آخر، ليستمر المعروف بين الناس !!.وبعد ما عرفنا أن ديننا السمح ورسالات الله إلى الأرض من خلال الأنبياء والمرسلون كلها تدعو إلى السلام والتآخي والتعاون والعمل لبناء المجتمع المتطور المثقف ويجب على هؤلاء الإرهابيين والحاقدين على البشر والأحزاب التي تحمل الحقد للعالمين والبشرية ولأسف منسبين الأحزاب للعنصرية والطائفية القذرة ,ونرجو أن تتصافى القلوب وتتحد الأيدي والقلوب لتملئ الصفاء والسعادة في المجتمعات وأوطاننا ولا تنسوا بأن خير الناس من نفع الناس هكذا قالها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا تنسوا الأرامل والأيتام والفقراء والمسنين ولنتذكر ما قاله الإمام السجاد في حق المواطنة والتفاني لعمل الخير والمعروف وأذكر مناها :
حق أهل ملتك ودينك عليك
وحق أهل ملتك إضمار السلامة لهم والرحمة لهم ، والرفق بمسيئهم ، وتألفهم وأإستصلاحهم ، وشكر محسنهم ، وكف الأذى عنهم ، وتحب لهم ما تحب لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك ، وأن يكون شيوخهم بمنزلة أبيك ، وشبابهم بمنزلة إخوتك ، وعجائزهم بمنزلة أمك ، والصغار بالمنزلة أولادك .
حق أهل الكتاب في بلدك
وحق الذمة أن تقبل منهم ما قبل الله عز وجل منهم، ولا تظلمهم ما وفوا لله عز وجل بعهده.(وتفي بما جعل الله لهم من ذمته وعهده ، وتكلمهم إليه فيما طلبوا من أنفسهم وأجبروا عليه ، وتحكم فيهم بما حكم الله به على نفسك فيما جرى بينك وبينهم من معاملة، وليكن بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمة الله والوفاء بعهده وعهد رسوله ).
وأما حق جارك ، فحفظه غائباً ، وإكرامه شاهداً ، ونصرته إذا كان مظلوماً ، ولا تتبع له عورة ، فإن علمت عليه سوءا سترته عليه ، وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ، ولا تسلمه عند شديدة ، وتقيل عثرته ، وتغفر ذنبه ، (لا تتبع له عورة ، ولا تبحث له عن سوءة لتعرفها ، فإن عرفتها منه من غير إرادة منك ولا تكلف ، كنت لما علمت حصناً حصيناً وستراً ستيراً ، لا تستمع عليه من حيث لا يعلم ، ولا تسلمه عند شديدة ، ولا تحسده عند نعمة ، تقيله عثرته ، وتغفر زلته ، ولا تذخر حلمك عنه إذا جهل عليك ، ولا تخرج أن تكون سلماً له ، ترد عنه لسان الشتيمة ، وتبطل فيه كيد حامل النصيحة ، وتعاشره معاشرة كريمة).
كبير السن
وحق الكبير توقيره لسنه ، وإجلاله لتقدمه في الإسلام قبلك ، وترك مقابلته عند الخصام ، ولا تسبقه إلى طريق ، ولا تتقدمه ، ولا تستجهله ، وإن جهل عليك احتملته وأكرمته، لحق الإسلام وحرمته .
حق صغير السن
وحق الصغير رحمته في تعليمه ، والعفو عنه ، والستر عليه ، والرفق به ، والمعونة له . (والستر على جرائر حداثته فإنه سبب للتوبة ، والمداراة له وترك مماحكته ، فإن ذلك أدنى لرشده ).
حق من يسألك حاجة أو تسأله حاجة
وحق السائل إعطاؤه على قدر حاجته ، وحق المسؤول إن أعطى فاقبل منه بالشكر والمعرفة بفضلة ، وإن منع فاقبل عذره .
وأما حق المسؤول ، فإن أعطى فاقبل منه ما أعطى بالشكر له ، والمعرفة لفضله ، واطلب وجه العذر في منعه وأحسن به الظن ، واعلم أنه إن منع ماله منع ، وأن ليس عليه التثريب في ماله ، وإن كان ظالماً ، فإن الإنسان لظلوم كفار ).
حق من أحسن إليك بخدمة
(وأما حق من سرك الله به وعلى يديه ، فإن كان تعمدها لك حمدت الله أولاً ثم شكرته على ذلك بقدره ، في موضع الجزاء ، وكافأته على فضل الابتداء ، وأرصدت له المكافأة .
وإن لم يكن تعمدها ، حمدت الله وشكرته ، وعلمت أنه منةٌ توحدك بها.. سبباً من أسباب نعم الله عليك ).
حق من أساء إليك
وحق من ساءك أن تعفو عنه . وإن علمت أن العفو يضر انتصرت  قال الله تبارك وتعالى: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ. (فإن لم يكن عمداً لم تظلمه بتعمد الانتصار منه ، فتكون كافأته في تعمد على خطأ، ورفقت به ورددته بألطف ما تقدر عليه ).
نعم هذا ديننا العقائدي القيم وأنظر إلى أبيه الإمام الحسين عليه السلام كيف كان شهم وبطل أقام العدل لدفع الظلم وإصلاح ما أفسد الأمويين من دين الله ودين محمد صلى الله عليه وآله
والحسين (عليه السلام) وإن لم يكن نبيا إلا أنه قام بمهام الأنبياء وصبر كما صبر أولو العزم من الرسل مسئوليته امتداد لمسئولية جده وأبيه حيث أنيطت به مسئولية أداء رسالة الإسلام وصيانتها من كل زيف وتحريف كما صرح هو (عليه السلام) على تحمله لهذه المسئولية بقوله في عهده لأخيه محمد بن الحنفية ... وإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد (صلى الله عليه وآله) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي ... فهو إذاً شعر بأنه مسئول عن أن يسير بسيرة جده المصطفى وأبية علي المرتضى .
فهاجر عليه السلام من المدينة فرارا من كيد آل أبي سفيان ومؤامراتهم ضده تماما كما هاجر جده محمد (صلى الله عليه وآله) قبله بستين عاما من مكة فرارا من كيد أبي سفيان وحزبه . السبب في الهجرتين واحد والغاية واحدة . فالنبي (صلى الله عليه وإله وسلم) هاجر خوفا من القتل المحتم الذي كان ملاقيه لو لم يهاجر وذلك على يد أربعين رجلا من قريش بتدبير من أبي سفيان وحزبه الذين عزموا على قتل محمد (صلى الله عليه وآله) تلك الليلة المعبر عنها بليلة الهجرة بقصد قتل الرسالة الإسلامية في مهدها ومنع انتشارها ..
التشابه بين هجرة الحسين (عليه السلام) وهجرة جده محمد (صلى الله عليه وآله )
كذلك الحسين (عليه السلام) هاجر من المدينة ليلا خوفا من أن يقتل على يد أعوان وعمال يزيد الذي أرسل أوامره المشددة إلى واليه على المدينة بأمره بقتل الحسين (عليه السلام) فوراً وبدون تردد وإرسال رأسه إليه إن هو لم يبايع . وذلك أيضا لخنق صوت المعارضة في مهدها ومنعها من الانتشار .وهنا يجب أن نفهم لماذا تعاني المنطقة من قمح الإرهابيين والقاعدة من الناس الأبرياء ! وبمناسبة أول اشهر الحرم ومصائب آل البيت أهدي لجميع الشهداء ولمن مات على الأيمان ثواب سورة المباركة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد ولروح أمي وأبي والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/08



كتابة تعليق لموضوع : عمل المعروف يقي الإنسان من السوء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net