الإستثمار المطري!!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أن نتستثمر مياه الأمطار في مشاريع إروائية وإنتاجية ذات قيمة إقتصادية!
فمجتمعاتنا لا تعرف مهارات الإستثمار المطري , وإنما تجيد الإستغاثة من المطر لما يجلبه من الأضرار على البيوت , ولعدم توفر البنى التحتية اللازمة لتصريفه وإستيعابه , وتحقيق الفائدة منه.
في المجتمعات الغربية , كانوا يبنون خزانات لمياه الأمطار في البيوت , فتجد البيوت القديمة في أوربا وأمريكا ذات خزانات كبيرة للمطر , حيث يتم الإستفادة من هذا الماء لقضاء الحاجات المنزلية والإرواء أحيانا, ولا تزال العديد من البيوت المبنية في القرن التاسع عشر ذات خزانات لمياه المطر في طابقها السفلي.
وفي منطقتنا التي نشكو فيها من التصحر والجفاف , ينزل المطر بغزارة بين آونة وأخرى , لكننا لا نمتلك الأفكار والمشاريع التي تؤهلنا للإستثمار في المطر.
فعلى سبيل المثال من الأفضل أن نقوم بحفر الخزانات المائية في المناطق الصحراوية (الجزيرة) , أو إقامة البحيرات الإصطناعية , التي يغذيها ماء المطر , أو يمكننا توريد الماء إليها من النهر عبر الأنابيب.
ويمكن لصاحب أي حقل أن يحفر بركة ذات حجم معقول يتجمع فيها ماء المطر.
وبإنتشار البحيرات الإصطناعية والبرك المائية , ستتأثر البيئة وتفاعلاتها , فتتعود على تواصل دورات تساقط المطر.
ذلك أن العلاقة ما بين الأرض المخضرة والمطر , علاقة وثيقة , ولا يمكن للإخضرار إلا أن يجلب المطر , ولا بد للماء أن يصنع المطر , وبإنتشار البرك والبحيرات الإصطناعية واللون الأخضر في أراضينا , فأننا سنساهم في دعوة المطر , ومدرار الغيوم المتواصل في بلداننا.
أما إذا تصحرت الأرض , وغاب اللون الأخضر , فأن المطر سيكون نادرا , ومحكوما بالأعاصير والزوابع التي قد تزورنا.
ويبدو أن التغييرات البيئية الحاصلة في الأرض , ربما ستكون ذات تأثيرات إيجابية على قدوم المطر لبلداننا , وما علينا إلا أن نستحضر الأفكار والمشاريع اللازمة لبناء علاقة إقتصادية زراعية جمالية مع المطر , لكي يتعود على زيارتنا ولا ينسانا.
فهل من مشاريع إقتصادية تستثمر بالمطر؟!!
فكروا بذلك , فأنها حقيقة بيئية , وقوانين فيزيائية تستدعي الغيوم للمطر!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat