لماذا تخلى المسلمون عن الحسين
مهدي المولى
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مهدي المولى
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا شك هذا سؤال مطروح من قبل الكثير من الذين اطلعوا على موقف الحسين المتحدي لطاغية ومجرم ولص وعدوا للاسلام والمسلمين
هل لعدم وجود مسلمين
هل لضعف ايمان المسلمين
هل لعدم معرفة المسلمين بالاسلام
هل خدعتهم الفئة الباغية
يا ترى ما هو السبب
هل من المعقول لا يجد الامام الحسين من يلبي دعوته ويؤيده من المسلمين ويقف الى جانبه في المدينة عندما رفض بيعة يزيد رفضا قاطعا مثلي لا يبايع مثله فيزيد فاجر ظالم معاديا للاسلام والمسلمين مخالف للقيم والمبادئ الانسانية ويبقى الانسان وحده لا يجد حتى من يدافع عنه حتى من باب المجاملة فكان خروجه من المدينة خوفا على نفسه من القتل لانه كان على يقين ان الفئة الباغية ستقتله سواء بقي في المدينة او خرج الى العراق لهذا اختار المكان الذي يقتل فيه اي الارض التي يسمع بذبحه الناس ومن الممكن سيغير حالهم في المستقبل فكان يقول والله لو كنت في حجر هامة من هوام الارض لاستخرجوني حتى يقتلوني فخروج الحسين ليس خوفا من الموت الا انه كان يريد من موته من ذبحة من تحديه قوة تدفع كل المظلومين للثورة ضد الظالمين
المثير للدهشة ان النخبة الاسلامية امثال عبد الله بن العباس وعبد الله بن جعفر وعبد الله ابن الزبير وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن ابي بكر لم تر لهم اي ردة فعل اي امتعاض لهذه الجريمة البشعة بحق الاسلام وهي فرض يزيد خليفة للمسلمين التي تعني ازالة الاسلام واعادة الجاهلية بل انهم راضون وموافقون لذلك لهذا لم يقفوا اي موقف مؤيد الى موقف الامام الحسين بل كانوا غير راضين لموقفه وطلبوا منه الاعتراف ببيعة يزيد ياترى هل يرون في خلافة يزيد خلافة شرعية يا ترى لماذا لم نر لهم اي موقف مؤيد للامام الحسين لا شك انهم لا يملكون اي نزعة اسلامية
فكان موقف هؤلاء موقف الانتهازي الخائف بل مناهض للاسلام وللحسين فهذا محمد بن الحنفية ينطلق من منطلق الخائف من يزيد ويطلب منه الخروج الى مكة او اليمن ولم ينطلق من باب الدفاع عن قيم الاسلام وهذا موقف كل هذه المجموعة الانتهازية المنافقة التي خدرت بالاموال التي قدمت لها من قبل الفئة الباغية ال سفيان فلو كان لهؤلاء موقفا مؤيدا للامام الحسين وتوحدوا مع موقف الامام الحسين لاستطاعوا ان يغيروا الوضع لصالح المسلمين وهزيمة الفئة الباغية وينقذوا الاسلام من ظلم وظلام الجاهلية التي لا تزال تتحكم بالاسلام والمسلمين ولولا تضحية الحسين لانتهى الاسلام
الغريب ان الذين كانوا يحسبون من انصار الامام علي اما لزموا بيوتهم مقتنعين بعطايا اعداء الاسلام الحزب الاموي الذين فرضوا حكمهم على الاخرين بقوة الحديد او اصبحوا سيوف بيد اعداء الاسلام واهله ضد الحسين الذي يعتبر الامتداد الطبيعي لرسالة الرسول محمد وبذبح الحسين ذبح الاسلام ولم يبق الا اسمه ورسمه حيث ملأ بالقيم والاعراف الجاهلية اي ان الجاهلية واهل الجاهلية هي التي انتصرت وانهزم الاسلام واهله
كيف وصل الامر بالمسلمين الى هذه درجة من الانحطاط الاخلاقي فاذا لم يلتزموا بالاسلام كدين كيف لم يلتزموا بقيمهم العشائرية المعروف ان الحسين ومن حوله ويزيد ومن حوله من عشيرة واحدة من منطقة نشأ الجميع في منطقة واحدة لعبوا معا في فترة من الزمن ثم حدث خلاف لاي سبب من الاسباب وهذا امر طبيعي ومن الطبيعي ان يقتل بعضهم بعضا وهذا امر طبيعي الا ان الامر الغير طبيعي والذي لا يمكن تصوره تخيله تصديقه ان تقطع رؤسهم وترفع على الرماح وتدار بها من مدينة الى مدينة هذا لم يحدث في كل الحروب التي حدثت في التاريخ بل اخذت بناته ونسائه أسيرات رغم القرابة التي تربط هذه النساء بهم
هل ان عمر بن سعد لا يعرف زينب انها بنت فاطمة الزهراء فاطمة بنت الرسول كيف يأمر باسرها ونقلها كملك يمين من منطقة الى منطقة كيف يقبل قادة الجيش الاموي كيف يقبل يزيد ومن معه في دمشق
هذا دليل على ان المسلمين تخلوا عن الاسلام اولا وتخلوا عن بعض قيمهم العربية وعادوا الى الوحشية فضاعت كل القيم
فالحسين كان متأكد انه سيقتل وكان يشكك في الرسائل التي ارسلت له من بعض ابناء الكوفة الحقيقة ان ارسال الرسائل لعبة لعبتها الفئة الباغية ال سفيان حيث أعتمدت على بعض العناصر الانتهازية وخاصة شيوخ العشائر فهؤلاء في كل زمن ومكان يبحثون عن مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية لا يملكون شرف ولا كرامة فشرفهم وكرامتهم هو ما يقدم لهم من منافع من قبل هذا او ذاك فهؤلاء هم الذين ارسلوا الرسائل بايعاز من الفئة الباغية ودعوا المؤيدين الى الامام الحسين الى تسجيل اسمائهم وبذلك كانت عملية كشف لهؤلاء فالقي القبض عليهم جميعا فقتل بعضهم وسجن البعض الاخر
وهكذا ضللوا المسلمين وخدعوهم واعموا بصرهم وبصيرتهم وذبحوا الاسلام بذبحهم الحسين يدرون او لا يدرون
لكن صرخة الحسين لا تزال مستمرة تزداد دويا واتساعا لا شك قد ان الاوان للالتزام بتلك الصرخة وتلبية دعوة الحسين والتصدي ليزيد وظلمه وظلامه
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat