أن كرامة المرأة وصيانة حقوقها هو في الإسلام
سيد صباح بهباني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من يدعمهن غير رسالة الحبيب؟////
إن النظام الاجتماعي الذي يرسم علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع الإسلامي يتمثل في قول الله تعالى في القرآن الذي يقرر كرامة الإنسان ومساواة الرجل والمرأة في ميزان هذه الكرامة لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات
ويتمثل في هذا النص القرآني الذي يأمر الرجل بأن يعاشر المرأة بالاحترام والتكريم، حتى ولو كرهها لأسباب نفسية ويقول تعالى : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) النساء/19.
ويتمثل في هذا النص من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((النِّساءُ شِقائِقُ الرِّجَالِ )) وفي هذا النص الثاني: ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهْلِهِ ، وَأَنا خَيْرُكُمْ لأهلي)) ، وكذلك في الحديث النبوي : (( إِنَّ اللهَ يوصِيكُم بِالنساءِ خَيْرَاً)).
الإسلام جاء فعلاً ليساهم في تحرير الإنسان لينقل الرؤية إليه من واقع إلى واقع آخر.فهو قبل الإسلام شيء وبعد ظهوره شيء آخر، والمرأة كإنسان نالت بعضاً من حريتها، وملكت بعضاً من قيمتها كالرجل،وأصبحت مساوية له في الكثير من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وما ورد من فروق بينها وبين الرجل يرجع إلى الطبيعة البيولوجية للمرأة وللرجل كذلك، وتلك الطبيعة تجعل مطالب المرأة أكثر إلحاحاً في عصرنا هذا، كما يرجع إلى الشروط الموضوعية التي كانت في ذلك الوقت تفصل الرجل عن المرأة، وتجعل المجتمع ككل تحت رحمة الرجال.
وقد أنصف القرآن الكريم النساء في قوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما) المجادلة ... وهو إنصاف يزكي المساواة بين الجنسين في الإسلام
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم :(( لا فضل لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى)).
يساوي بين الناس جميعاً بقطع النظر عن جنسيتهم أو لغتهم، أو لونهم ماداموا يتقون الله، وتقوى الله تعني في عمقها احترام كرامة الإنسان.
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته فالرجل راع في أهل بيته، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن رعيتها))
وهو قول يحدد مجال المسؤولية انطلاقاً من الشروط الموضوعية التي تحكم المجتمع ككل. وتحكم الرجل والمرأة معاً. هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد أن الحديث يقرر ما يفهم من قوله تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض "
وبعض الأحاديث تعطي للمرأة الأفضلية على الرجل كما جاء في الحديث: (( من أحق الناس بحسن صحابتي. قال: أمك . قيل : ثم من؟ قال: أمك. قيل : ثم من؟ قال: أمك. قيل : ثم من؟ قال : أبوك)).
وهذا الحديث يعكس الأهمية التي تحتلها المرأة في المجتمع، وأن سلامة المجتمع رهينة بدور المرأة في إعداد الأجيال الصاعدة، وهو ما يكسبها مكانتها التربوية.
وبذلك نصل إلى أن المرأة التي نريد هي المرأة المتحررة، الإنسان المتمتعة بكافة الحقوق المدافعة عنها، والمتمسكة بها الساعية إلى تمتع أفراد المجتمع بها، الرامية إلى حفظ كرامتها عبر حفظ كرامة المجتمع ككل، وهي بذلك تساهم في صياغة مجتمع الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية الذي هو حلم كل إنسان.
للمرأة فضل في العمران نشهده لولا تقدمها ما تمّ عمرانُ
فإنما هي للأبناء مدرسة وإنما هي للآباء مِعوانُ
وإن إصلاحها إصلاح مملكة وإن إفسادها موت وخسرانُ وفي خلاصة الحديث يتبين لنا أن كرامة المرأة وصيانة حقوقها هو في الإسلام ,والحقيقة هي كما نراه ويداً بيد لشد الأيادي على بعضها متعاونين معاً لتحقيق الأهداف السماوية التي رسمة لنا الحرية والمساواة والعدالة والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي
behbahani@t-online.de
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
سيد صباح بهباني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat