حسينٌ من محمّدٍ ومحمّدٌ من حسين
قيس المهندس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قيس المهندس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في حضرة قدس الله الأعظم، عيبة علم اللهِ وجنبه، ويد الله التي فوق أيديهم، ووجهه ذو الجلال والاكرام.
قال محمدٌ رسول الله : (حسينٌ مني وأنا من حسين).
منذ بواكير الدعوة الإسلامية، عمدت ذئاب قريشٍ الى تقطيع قميص الحسين عليه السلام، وصبغه بدماء النفاق. سعت الى ان ترميه في غيابة الظلام؛ فراودته عن حياته، وهمّت ان تطيح برايته، وقدت دعوته من دبر.
في ليلة ظلماء، خرج الحسينُ مهاجراً الى الله، فبات محمدٌ في فراشه يفتديه بنفسه.
ذلك هو الحسينُ، حمل أعباء الرسالةِ ستة عقود من الزمن؛ فقد هاجر الهجرتين، وبايع البيعتين، وطعن برمحين، وقاتل ببدرٍ وأُحدٍ وحُنين، ذلك الذي جندل صناديد العرب، وهدم أوثانهم!.
ذهب الحسينُ يومَ الحُديبيةِ الى حرم الله وأمنهِ فمنعوه، فأرجأها الى يومِ الفتح!.
حج الحسينُ بالناسِ حجة الوداع، وختم مسيرتهُ بحجهِ الأخيرِ الى كربلاء!.
وفي طريق ذات الشوكة؛ قبض الحسينُ روحَ فارسِ يليل، ومر بخيبرٍ واقتلعَ بابها، واقتحمَ حصنها، وقتل مرحبها!..
ذلك هو الحسين، رجلٌ يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله!.
حسينٌ كرارٌ غير فرار !.
شهِد للحسينِ، نصارى نجران؛ بأنه نفسُ رسول الله، وأخيهِ، وأبنهِ وسبطه.. وابن ام ابيها الزهراء البتول!..
حسينٌ من أرسى قواعد البيت الحرامِ للطائفين والعاكفين والركع السجود، فأمروا بحرق خيامه لما كسر أصنام يزيد!.
حسينٌ أحيا شريعة بني إسرائيل، فقتلوه، واتخذوا من بعده العجلَ ربا!..
حسينٌ ذلك المصلوبُ على جذع الشريعة، التي ما فتأت تُساقط علينا دماً عبيطا!.
بكربلاء رست سفينة الحسين، بعد طوفان الفساد في الشام! ..
حسينٌ أغوته صبابة الدين، فأخرجه الله الى جنته بكربلاء، إذ ناجا ربَّهُ بحق الحسين!.
حسينٌ بكته عيون العاشقين دموعاً ودماً، حتى ابيضت العيون ! ..
حسينٌ تله أبراهيمُ للجبين، ففداه الله تعالى بالحسين!..
حسينٌ أُسقِط من رحم الإسلامِ، بضربة العتل الزنيم!.
حسينٌ: المسموم ُ بالمدينةِ، والمطبورِ بالكوفة!..
نادى حسينٌ القومَ ليكتب لهم كتابا، لن يحكمهم بعده يزيد!.
حسينٌ من نادى يوم غدير الطف : أنا أولى بالناس من يزيدهم!..
حسينٌ.. وحسينٌ .. وألفُ حسين.
وكذلك محمدٌ من حسينٍ وحسينٌ من محمد.
ذهبَ محمدٌ الى الحج فلم يقضِ تفثه، فناداه الله تعالى : اني انا الله رب العالمين، اذهب الى كربلاء إن يزيداً طغى!..
سار محمدٌ بعياله وصحبه، مهاجراً الهجرة الثالثة!.
شاهد بعين اللهِ سبعونَ حسينا، يُنحرونَ بدعوى الصبو الى الله، وشاهد حسيناً رضيعاً ينحرُ من الوريد الى الوريد!.
انهكَ الظمأ محمداً وهو يجاهدُ المشركين، وبقي وحيداً فريدا!.
فعقرته كلابُ قريشٍ بسهمٍ مثلث الرؤوس، وطعنوه بالرماح، وقطعوه بالسيوف، ونادوا بصوتٍ ملأ الخافقين : أعلوا هبلاً باسم الله!!!.
وجلس هامانَ على صدر محمدٍ، وحز رأسهُ الشريف!.
وسُبيت نسائه أمهاتُ المؤمنين، وطيف بهن من العراق الى الشام!..
هكذا قضى سيد الشهداءِ نحبه!.. وبقي الاسلامُ حسينيُ الوجودِ حسينيُ البقاء!
ومن اجل الحسين، وتضحيات الحسين، ولكي تستمرّ مسيرة الحسين، ومن اجل أن نكون مع محمد ٍ(من حسين)..
علينا أن نرفعُ الحسينَ شعاراً أبديا .. وأن نكون حسينيون ما بقينا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat