متى تنصفنا الأردن والى متى تظل تحلبنا؟!
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لو كانت الأردن حكومة وشعبا تعرف الحق والعدل والأنصاف مع شيء بسيط من الحياء! لفرشوا الطريق الواصل بين العراق وبين الأردن بالزهور والورود ولعطروه بالرياحين ولقبلوا تراب العراق! وجعلوا من كل عراقي أي كان دينه ومذهبه وقوميته صغيرا كان أم كبيرا مسؤولا كان أم مواطنا عاديا تاجا على رأس كبيرهم قبل صغيرهم!! (الأردن البلد الوحيد الذي يسأل العراقيين الداخلين الى الأردن، هل أنت سني أم شيعي؟!! ويدققون بالأسماء ومسقط الرأس لمعرفة أنتماءه المذهبي وبكل وقاحة!!). نعم على الأردن أن تجعل العراقيين تاجا على رؤوسهم لأن هذه الأردن نمت وكبرت وأزدهرت من أموال العراقيين ودماء أبنائهم!! منذ ثمانينات القرن الماضي وتحديدا منذ بدء الحرب العراقية الأيرانية (1981 -1988 ) ومنذ أن سحب ملكهم الراحل الحسين بن طلال وهو يقف بجانب صدام حبل المدفع ليضرب أيران!! (أثناء الحرب العراقية الأيرانية ) وخيرات العراق تنهال على الأردن نفطا وأرضا ومالا وكل شيء!، فعاشت الأردن مدللة وقاسمتنا رغيف خبزنا وقوتنا أبان فترة النظام السابق! ورئيسه المعدوم (صدام) الذي جوع العراقيين في سبيل أشباع أفواه الأردنيين التي لا تشبع!، نعم كان صدام يقطع من خبز العراقيين وقوتهم ومالهم ويعطي للأردن؟!، ولو أنصفتنا الأردن لوضعت اسم العراق عاليا فوق الكثير من المباني والعمارات والمولا ت و في واجهة الكثير من المصانع والمعامل والبنوك ولكتبت عبارة هذا من فضل بي ومن خيرات العراقيين!! نعم وهي بالفعل كذلك! لأنها قامت من هبات صدام و من أموال العراقيين وأستثماراتهم ، هذا هو الحق والأنصاف لا أن يسألوا العراقي الداخل أليهم هل انت سني أم شيعي؟! ويطالبون العراقيين بتسويات مالية؟!.وهل من أحد ينسى كيف كان الرئيس السابق المعدوم (صدام) يزود الأردن بالطاقة الكهربائية والعراق يعيش في ظلام دامس بعد حرب الكويت؟!، فكانت للأردن الأولوية في كل شيء على حساب العراقيين وأستمر المعدوم (صدام) يزودهم بالنفط وبأسعار تفضيلية قريبة الى المجانية!! منذ عام 1981 وحتى سقوط النظام السابق!. وكم كانت صدمتنا كبيرة من بعد السقوط بسبب تردي أوضاع العراق في كافة المجالات ولا داعي للخوض بها لأنها معروفة للجميع!. والذي يهمنا بالأمر هو سر أستمرار العطاء النفطي المجاني للأردن وبنفس العطاء السابق أن لم يكن أفضل؟!.ولم يقف الأمرعند هذا بل أن اكثر من 50% من البضائع في السوق العراقية هي أردنية! ناهيك عن مئات الألاف من العراقيين الذين أخرجوا كل أموالهم ومدخراتهم وأستثمروها في الأردن وفضلوا الأقامة هناك بسبب تردي الأوضاع الأمنية في العراق، وأزدادت الأردن خيرا أكثر!!! بعد أشتعال الحرب الأهلية في سوريا وقدوم الكثير من العراقيين من سوريا اليها بعد أن نقلوا كل أعمالهم وأستثماراتهم وأموالهم الى الأردن.والسؤال هو: لماذا كل هذا العطاء للأردن منذ أكثر من 33 سنة ولحد الآن ؟!. لا أريد أن أبحث عن الأسباب والأسرار وراء ذلك!؟، ولكن أسال ماالذي قدمته الأردن للعراق مقابل كل ذلك؟ هل أحترمت العراقيين وعاملتهم بالحسنى؟ هل أغلقت حدودها فعلا ومنعت تدفق الأرهابيين الى العراق بعد سقوط النظام السابق كما يقول رئيس حكومتها (عبد الله النسور)! الذي قام بزيارة العراق أخيرا؟ وأذا كان الأمركذلك مثلما يقول رئيس الحكومة الأردنية بأن الأردن لم يصدر ولن يسمح للأرهاب ان يتدفق للعراق؟ أقول: فهل الزرقاوي مسؤول تنظيم القاعدة السابق في العراق و الذي كان وراء مقتل عشرات الألاف من العراقيين هولنديا!! (المقبور الزرقاوي قتل على يد القوات الأمريكية عام 2006 )، فهو أردني وأهله وعائلته وزوجاته يسكنون الأردن وكان يتنقل بين العراق والأردن بكل يسر وسهولة!!، وهل كان المقبور(رائد البنا) الذي نفذ أكبر عملية انتحارية في محافظة بابل عام 2006 وأستشهد فيها أكثر من 150 عراقي وأضعاف هذا العدد من الجرحى، أقول هل كان هذا الأرهابي المجرم ألمانيا!!؟، أين كانت حكومة الأردن عندما نصبت له سرادق العزاء وحضرها بعض مجلس النواب الأردني!! بأعتباره قام بعملا بطوليا!!! ناهيك عن العشرات من الأرهابيين الأردنيين الذين تم ألقاء القبض عليهم وتم أطلاق سراح الكثير منهم بناء على طلب الحكومة الأردنية!!!. كما أن الأردن كانت وما زالت ملاذا آمنا لكل البعثيين الذين هربوا من بعد سقوط النظام السابق والذين ناصبوا التغيير الجديد في العراق العداء (عائلة رئيس النظام السابق والكثير من القيادات البعثية أستقبلتهم الحكومة الأردنية بكل حفاوة وقدمت لهم كل سبل التعاون الأمني والأعلامي (صحف – مجلات - فضائيات) للنيل من العراق وزرع الفتنة بين أهله! وهذه حقائق يعرفها الأردنيين قبل العراقيين؟!. وأسأل هنا: عن أية تسوية مالية جاء رئيس الحكومة الأردنية يطالبنا بتصفيتها وتسويتها؟! فالأردن كانت ولا زالت كالشحاذ تعيش على الكدية!! وعلى عطاءات هذه الدولة وتلك، حتى ان ملكهم الراحل الملك حسين كان يتقاضى راتبه من المخابرات الأمريكية (راجع كتاب خريف الغضب/ محمد حسنين هيكل)، والعراق كان أكثر الناس رحمة ورأفة وعطفا وعطاء لها! أما ان تدور الدنيا وتنقلب الأحوال من حال الى حال ونتفاجأ بأن الأردن تطالبنا بديون مستحقة لها على العراق فتلك هي المصيبة ومهزلة الأقدار!. كل هذه الأسئلة والحقائق أضعها أمام رئيس حكومة الأردن ( عبد الله النسور) الذي زار العراق أخيرا للمطالبة بمزيد من العطاءات! مستغلين الظروف غير الطبيعية التي يمر بها العراق منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن وخاصة أوضاعه الأمنية الأخيرة ومجريات الأحداث الأخيرة في الرمادي، ليشكلوا ورقة ضغط جديدة على العراق!!! نعم السياسة مكر وخداع وخبث ودهاء وأستغلال للفرص والظروف وأعتقد ان الأردن خير من أستغل ظروف العراق منذ الحرب العراقية الأيرانية ولحد الآن! وأيضا أضع هذه الأسئلة والحقائق أمام رئس الحكومة وباقي الرئاسات (الجمهورية –البرلمان) وأسألهم سؤال كل عراقي: متى يبقى خير هذه الأرض لغير أهلها؟!. أقول أن النفط لا زال سلاحا أقتصاديا جبارا في العالم ، فمتى نعرف كيف نستغل هذا السلاح من أجل أمن العراق وأزدهاره ورفاه شعبه؟!. أخيرا أقول رغم الظروف التي مر ويمر بها العراق منذ عشر سنوات ولحد الان وتكالب الأعداء عليه من الداخل والخارج ألا ان العراق يبقى جمجمة العرب ويظل خيره وافرا كثيرا لأن العراق أرض الأنبياء والأئمة الأطهار (ع) رغم عاديات الزمن . وصدق الراحل الكبير الجواهري حين قال: عدت الضباع عليك عادية/ ظنا بأنك مأكل جزر/ فتذوقتك وقال قائلها/ أن الغضنفر لحمه مر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat