صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

للأسف العراق مازال عظيما!
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أدبيات الحكم السابق في العراق كانت تكثر من إستخدام كلمة ( العظيم) وهي من اسماء الله العظمى التي لاتليق بسواه ولكن ثقافة العرب المتمسكين بمنهجية الحكم الشوفيني والتعصب القبلي تأبى إلا أن تسرق حتى المقدس ليكون رهنا بسلطة الحكم وجبروت الحاكم المعتوه.

أيها الشعب العراقي ( العظيم),ياأبناء امتنا العربية المجيدة,أيها الشرفاء في العالم!حتى لم يعد العراقي الجالس في سرادق عزاء بموت عزيز او صديق يميز بين ( صدق الله العظيم) و( أيها الشعب العراقي العظيم).وأيهما اهم واكثر نفعا خاصة وإن العراق بلد التحزب من عصور غابرة والى الىن لذلك كان الناس يسمعون لعظمة الله ويتغافلون وثم يسمعون لعظمة الشعب ويتنهدون موافقينوخوفا وطمعا لاقناعة وفهما.خطابات القذافي وحسني مبارك وعبدالله صالح وزين العابدين بن علي كلها تصب في ذات المصب التاريخي لأمة العرب وطريقة فهم الشعوب العربية المدجنة والتي ترى في الحاكم ظل الله في الأرض!
من سبقهم من حكام طالما كذبوا بذات الخطابات الممجوجة وكنت أمني النفس بعد العام 2003 أن يتغير الخطاب وأن لايعود الشعب العراقي عظيما كما كان ,لأن عظمته المرهونة بخضوعه للطغيان وآلة الإستعباد تعبير عن خنوع وذل وإنكسار ممل ,والمهم الآن ان يخرج من دائرة العظمة الزائفة الى رحابة الحياة الوارفة بالتواضع والعقلانية والفهم والرؤى الناضجة والتطلعات الواعية الى غد أفضل.وللاسف مافوق الشديد فإن خطابات مسؤولين عراقيين حاليين ماتزال تحتفظ بذات الكلمة 
حين يصل الامر الى ذكر الشعب العراقي ليوصم بالعظيم وحينها أتوقف مليا عندها ,وأشعر بالخوف من أن المسؤول يريد بذلك التعبير عن عجزه وعدم قدرته على تلبية متطلبات العامة فيصفهم بأوصاف ليست فيهم خاصة حين ينعتهم بالعظمة وهم عاطلون عن العمل.ومنهم من يبحث عن سكن لائق,أو طريق معبد ,أو إتصالات مؤمنة مع الداخل والخارج,وعن خدمات الماء والكهرباء والصرف الصحي والعلاج الطبي.هم لايأكلون العظمة, وهي ليست وظيفة بل معنى يلف في دائرته نوايا قد تكون سيئة يراد منها تضييع الرغبات والمطالب العامة وإلهاء الناس بتوصيفات غير قابلة للتحقق بل ليست من شأن أحد منهم.
أرجوكم سادتي  لاتصفوا الشعب العراقي بالعظيم ودعو مالله لله, ومالنا فإمنحوه لنا لأننا لانريد من وراء ذلك علوا في الارض بل حقا تطاول عليه الزمان ,وكفى.
 
      

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/22



كتابة تعليق لموضوع : للأسف العراق مازال عظيما!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net