الدين في السعودية يناصر الحكام ويدافع عنهم
صالح الطائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صالح الطائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نقل موقع Business.Maktoob.com. عن وكالة رويترز للأنباء ما أوردته وكالة الأنباء السعودية يوم الثلاثاء 29/ آذار، 2011 من إن المملكة باشرت فعلا بطبع 1.5 مليون نسخة من الفتوى الجائرة التي تحرم التظاهر في المملكة لتوزيعها على المواطنين في الداخل، وإرسالها إلى الدول التي تدور في فلك المملكة، وهي الفتوى التي أصدرتها هيئة كبار العلماء التي يرأسها الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة. ويأتي هذا الحراك بعد أن تهيأت السعودية من خلال الانتشار الأمني المكثف في الشوارع والمناطق والحارات لقمع محاولة تنظيم مظاهرة سلمية حاشدة يوم 11 آذار الجاري دعا إليها نشطاء على الانترنت تطالب بالملكية دستورية، والإصلاح، وتوزيع أكثر عدالة للثروة، وكانت الهيئة قد أصدرت هذه الفتوى لتتزامن مع التحذيرات الساخنة التي أصدرها أمراء بارزون من العائلة المالكة قبل الموعد المقرر للتجمع خوف أن تنجر المملكة إلى ما انجرت إليه البلدان العربية الأخرى.
معروف أن المملكة التي يبلغ عدد سكانها 18 مليونا تدار كل مفاصلها المهمة والإدارية سياسيا من قبل الأسرة الحاكمة، التي منحت رجال الدين سلطات واسعة للسيطرة على المجتمع استغلها الإفتائيون في بناء أمجاد شخصانية رفيعة، وجمعوا من خلالها ثروات طائلة جعلتهم ضمن الطبقة العليا في المجتمع، وفي مصاف الأمراء، بما يعني أن أي حراك معاد للأسرة الحاكمة يتهدد مصالح الإفتائيين الشخصية بشكل مباشر وبنفس الدرجة التي يتهدد بها الحكام، وهو الأمر الذي دفعهم ليحملوا على عاتقهم مهام التحريم والتحليل السياسي بشكل انتقائي مكشوف، ولذا تراهم يفتون من جانب بشرعية الثورة الليبية ووجوب قتل الرئيس معمر القذافي لأنه دكتاتور ظالم لشعبه، ومن جانب آخر يفتون بتحريم ثورة الشعب البحريني البطل، وبوجوب مشاركة قوات درع الجزيرة بكل قدراتها العسكرية للتصدي للثورة البحرينية البطلة وذبح الثوار المدافعين عن حقوقهم، ومن جهة ثالثة يفتون بتحريم الثورة على (أولي الأمر) السعوديين تحريما قطعيا، علما أنهم أنفسهم الذين أفتوا بشرعية العمليات الانتحارية في العراق، وجوزوا للإرهابيين المجرمين قتل الأبرياء العزل، وتدمير البنى التحتية، وجواز قتل الشيعي بدون سبب!!
إن تبرع وعاظ السلاطين السعوديين الجهلة لتحريم وتحليل الثورات العربية مزاجيا وحسب هواهم ومصالحهم حول الدين الحنيف إلى العوبة بيدهم، وشوه صورته النقية، وأظهره على خلاف حقيقته السامية، فبدا وكأنه يزن الأمور بعشرات الموازين غير العادلة. وهو الباب الذي سيدخل منه كل من يريد الطعن بالإسلام المحمدي، فهم فضلا عن مجانبتهم للحق وبعدهم عن روح الإسلام، يظهرون الدين بمظهر المتخلف الذي لا يؤمن بالتجديد والتطور ولا يساير الحياة، وليس له قدرة قيادتها تبعا للتطور الإنساني، ولذا أرى أن على ثوار المملكة الساعين للتغيير والتجديد المبادرة لطرد كل الإفتائيين والاستعاضة عنهم برجال دين حقيقيين يعملون لأخرتهم وليس لدنياهم، وبخلاف ذلك لا يمكن للثوار تحقيق الإصلاح المنشود.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat