فكرة الشفاعة عند العراقيين؟!
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نعلم جميعا وبيقين تام بأن الله عز وعلا هو الغفور بعباده والرحيم بخلقه وقد أكدت كل الكتب السماوية على ذلك بسور وأيات وقصص وشواهد كثيرة. كما أننا على يقين تام أيضا لأن الله عز وعلا هو الحليم والصبورلذا أمتد صبره وحلمه ألف عام على عباده الذين يرتكبون الأخطاء والمعاصي!! لذا قيل (أن حلم الله بالف عام)، وهي دلالة على رحمته وغفرانه وقبوله توبة خلقه من المخطئين شريطة أن تكون توبة نصوحة صادقة.بالمقابل سمعنا ما تناقله موروثنا الشعبي من أمثلة (الظالم سالم) و(عتبة الكافر من ذهب)! وغيرها ، ومن المؤكد أن ما جاء بموروثنا الشعبي من هذه الأمثال والقصص لم يأت من فراغ،بل جاء من تجارب وشواهد وحوادث عاشها أسلافنا ونعيش الكثير من شواهدها الآن في وقتنا الحاضر وزماننا الرديء هذا!. فجاءت أمثلتنا الشعبية لتعبر هي الأخرى عن تلك الحقائق الملموسة والتي ربما صارالبعض يقتنع بها! أكثر من أقتناعهم بالثوابت الدينية التي جاء ذكرها بالقرآن أو في باقي الكتب السماوية والتي صار ينظرأليها كأنها شيء من الغيبيات التي ربما تكون موجودة أو غير موجودة حسب تفكير هذا البعض!! تلك الأمثلة في موروثنا الشعبي الأنفة الذكر و التي تتناقض تماما؟! بين ما جاء في القرآن الكريم من عظمة الله وحلمه الطويل على عباده وغفرانه لذنوبهم. ووسط أجواء الخوف والفقر والحاجة وضياع الأخلاق والقيم وفساد الذمم وعدم مخافة الله أصلا وموت الضمير التي عاشها العراقيين وما مر بهم من حروب وحصارظالم منذ أكثر من ثلاث عقود والتي أزدادت وتردت بشكل خطيروكبير في السنوات التي أعقبت سقوط النظام السابق، جعلت الكثيرين في حيرة من أمرهم وصاروا بين أمرين!!: أيعصون أوامر الله ويرتكبون الخطايا والأثام وكل ما نهى الله عنه ويعيشون الحياة بطولها وعرضها ويتمتعون بحلالها وحرامها على السواء لكون الأنسان يعيش مرة واحدة في الحياة! ثم يتوبون بعد ذلك الى الله في أواخرأيامهم بعدما يصلون الى ارذل العمرأو عندما يقعون في مرض شديد أو تصيبهم مصيبة كبيرة طمعا في مغفرة الله ورحمته! لأن الله هو الغفور الرحيم ومن المؤكد سيغفرلهم خطاياهم وكل ذنوبهم!!، أم يلتزمون بحلال الله ويتجنبون كل ما حرمه ونهى عنه مهما وصلت بهم ظروف الحياة من صعوبة ومهما قسى عليهم الزمن، أملا برضا الله وبالفوز بالجنة التي هي حلم كل المسلمين !. (هذه الحالة من الصراع يعيشها الآن الكثير من العراقيين بفعل الظروف غير الطبيعية التي يمرون بها ومنذ اكثر من 11 عام!!). ومن سخرية الحياة وأقدارها وبسبب سقوط المنظومة الأخلاقية والفكرية للكثير من العراقيين الذين كانوا ضحية كل تلك السياسات الغبية والعقيمة والتي فشلت في بناء الأنسان العراقي بناء صحيحا منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 والى الآن، وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي نعيشها بكل صورها وأشكالها وتفاصيلها وبين مستقبل مجهول ينتظر العراق وما تخبئه الأقداروقادمات الأيام لشعبه! بات الكثير منهم يعيشون حالة من التناقض والتشتت التي تصل الى حد الضياع ! بين الأقتناع فيما نقله لنا موروثنا الشعبي من أمثلة وقصص!؟ كالتي مر ذكرها ، وبين ما جاء بالكتب السماوية وتحديدا بالقرآن الكريم من مواعظ وحكم وتبصير للأنسان بعدم الوقوع في الزلل والخطأ أي بين أن يرتكبون الخطايا على أمل الغفران والرحمة من الله وبين مخافة الله وعقوبته، فما دام الله غفورا رحيما وان حلمه على الظالم والفاسق والفاجر والمجرم قد يطول لألف عام! وكما أن (شارة وحوبة)! الأئمة الأطهار والصحابة الأجلاء (عليهم جميعا افضل السلام) لا تظهر بسرعة وفي حينها! لذا حسم الغالبية أمرهم وأعتمدوا مبدأ ( المراوسة)!! فبات الكثيرون يشرعون لأنفسهم أرتكاب الأخطاء تحت حجج ومفاهيم غبية !! ولكنهم يقيمون الصلاة ويصومن شهر رمضان ويواضبون على زيارة مراقد الأئمة الأطهار والصحابة (ع)!!، معتقدين بل صار ذلك يقينا وأعتقادا راسخا لديهم بأن الصوم والصلاة وزيارة الأئمة الأطهار(ع) ستكون شفيعهم عند الله وسيغفر لهم خطاياهم!!، ولأن الله غفور رحيم فطمعوا هؤلاء وبغباء وجهل ديني!! بنعمة الله عليهم بالغفران والرحمة فأستمروا بأرتكاب الأخطاء والمعاصي والفساد في الأرض ما شاء لهم أن يفسدوا وبنفس الوقت استمروا بأقامة فرائض الله والألتزام بكل الشعائرالدينية !فلما لا نخطيء ما دامت الحسنة بعشرة أمثالها والسيئة بمثلها فقط !!. أخيرا نقول: لا تعليق لدينا على ما ذهب أليه هؤلاء ويذهب أليه الكثيرون من امثالهم وكيف يفكرون ويتصرفون!؟ فالأنسان لا يدرك حكمة الله ولن يدركها أبدا. فرحمتك ياألهي من هذا التيه الذي نحن فيه فنحن عبادك وكنا ضحية عبادك من الملوك والرؤساء الظلمة وحكام الجور. (الأنسان بنيان الله ملعون من دمره) .فماذا سيقول حكام الأمس واليوم لله على ما فعلوه ويفعلوه بعباده العراقيين؟!.
خارج الموضوع/ ماذا يقول الشارع العراقي: أن التفجيرات قلت بسبب أنشغال الأحزاب السياسية بالأنتخابات!!.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat