تزاورا ولا تجاورا ,وصلوا رحمكم ...
سيد صباح بهباني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سيد صباح بهباني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المقدمة| وأن لقاطع الرحم عقوبة في الدنيا والآخرة ؛ إلا أن جلّ المسلمين أضاعوا هذا الحق مثل إضاعتهم لغيره من الحقوق أو أشد مما جعل الحقد والبغضاء والشحناء تحل محل الألفة والمحبة والرحمة بين أقرب الأقربين وبين الأخوة في الدين على حد سواء. وقيل ( لا يدخل الجنة قاطع ) قال سفيان : يعني قاطع رحم
وقال عليه الصلاة والسلام : ( إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم ) فانظر إذا كانت الرحمة لا تنزل على قومٍ بسبب كون قاطع الرحم معهم فكيف يكون الحال مع القاطع نفسه ؟ وكيف يكون مقت الله له وقطعه إياه من كل خير ؟
وورد : ( قاطع الرحم ملعون ولو مات في جوف الكعبة )
وورد : ( صل رحمك وإن قطعوك ).
التفاصيل |
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى } البقرة 36
{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ }
قاطع الرحم ملعون في كتاب الله قال الله تعالى فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ
قاطع الرحم من الفاسقين الخاسرين ...قال الله تعالى : {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } ..
تعريف الرحم: هي كل من تربطك به صلة نسبية من جهة الأم أو الأب ، ويدخل في ذلك من تربطك به صلة سببية من النكاح أيضا وهم الأصهار .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا تقطع رحمك وإن قطعك )
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ الرحم معلقة بالعرش ، وليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل من الذي إذا انقطعت رحمه وصلها )
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة ؟ من عفا عمن ظلمه ، ووصل من قطعه ، وأعطى من حرمه )
قال الإمام علي بن الحسين عليه السلام : (ما من خطوة أحبّ إلى الله عزَّ وجلَّ من خطوتين : خطوة يسدّ بها المؤمن صفّاً في سبيل الله ، وخطوة إلى ذي رحم قاطع )
وقال الإمام موسى الكاظم عليه السلام : ( صلة الأرحام وحسن الخلق زيادة في الإيمان )
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( اثنان لا ينظر الله إليهما يوم القيامة : قاطع رحم ، وجار السوء )
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (إنّ أعمال بني آدم تعرض كلّ عشية خميس ليلة الجمعة ، فلا يقبل عمل قاطع رحم )
قال الإمام الصادق عليه السلام : (الذنوب التي تعجل الفناء قطيعة الرحم )
وقال الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام): (في كتاب علي (عليه السلام) ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبداً حتى يرى وبالهن: البغي، وقطيعة الرحم، واليمين الكاذبة يبارزُ الله بها )
وقال الإمام أبو عبد الله (عليه السلام): (إن رجلاً من خثعم جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله أخبرني ما أفضل الإسلام؟ قال: الإيمان بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: صلة الرحم، قال: ثم ماذا؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال: فقال الرجل: فأخبرني أي الأعمال أبغض إلى الله؟ قال: الشرك بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: قطيعة الرحم، قال: ثم ماذا؟ قال: الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ).
قال الصادق (عليه السلام) (صلة الرحم وحسن الجوار .. يعمران الديار ، ويزيدان في الأعمار ).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (أن صلة الرحم تزكي الإعمال ، وتنمي الأموال ، وتيسر الحساب ، وتدفع البلوى ، وتزيد في العمر )
قال الصادق (عليه السلام) : (يا أبا محمد أما علمت أنّ صلة الرحم تخفّف الحساب؟» ! ثمّ تلي قوله تعالى : (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب )
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : (الصدقة بعشرة ، والقرض بثمانية عشر ، وصلة الأخوان بعشرين ، وصلة الرحم بأربعة وعشرين ).
وصلة والقطيعة في القرآن
- أن الله تعالى أمرنا في آيات جمة بصلة الرحم وأكد ذلك ، قال تعالى : ( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب).
وقال تعالى : ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله كان عليكم رقيباً ).
وقال تعالى : ( أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ان الله بكل شيء عليم ).
ـ ثم إنه تعالى حذرنا من قطع الرحم تحذيراً شديداً حيث أنه وعد القاطع بالنار واعتبره خاسراً ومورداً للعن رب العالمين .
انه تعالى يقول : ( فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ).
ويقول تعالى أيضاً : ( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ).
وقال تعالى أيضا : ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ).
مجموع هذه الآيات تدل على وجوب صلة الرحم وحرمة قطيعته .
هكذا نظرة الإسلام في الأرحام بل أزيد وأزيد ، يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( أوصي الشاهد من أمتي والغائب منهم ومن في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة أن يصل الرحم وان كانت منه على مسيرة سنة ، فان ذلك من الدين ).
نعم .. إن صلة الرحم شجرة أصلها الإيمان بالله ، واتباع أوامره ، وفرعها صفاء القلب ، وطهارة النفس .
كيف لا ، وبصلة الرحم يجتمع الشمل بعد التباعد ، وفيها تؤدى الحقوق وبها تحصل المحبة بعد التباغض ويزول الحقد من بين الأقارب بعد استحكامه ، فهي بلا شك من الناحية الاجتماعية ركن كبير لتثبيت التآلف والتكاتف بين أفراد العائلة ، والأقارب ، ومن الجهة المادية لها أكبر الأثر في الترفيه عن ذوي الرحم المحتاجين .
ويقول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام ) : ( اتقوا الله وكونوا اخوة بررة متحابين في الله ، متواصلين ، متراحمين ، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه ) ويقول أمير المؤمنون علي (عليه السلام) : ( لقاء الإخوان مغنم جسيم وان قلوا ) ونرى الإمام الصادق (عليه السلام) يعظم شأن تبادل الزيارة بين الأخوان في الله ويجعل زيارة الأخوان في الله بمثابة زيارة الله على سبيل المجاز ، تعظيما لشأن المؤمن واهتماماً بالتربية الاجتماعية ، فقد قال (عليه السلام) : ( من زار أخاه في الله ، قال الله عز وجل : إياي زرت وثوابك علي وليس أرضى لك ثوابا دون الجنة ) .
وإذا كان الإسلام إلى هذا الحد يحرضنا على زيارة الإخوان في الله فما بالك بالأرحام ؟ هل تظن أنه أهملهم ؟ كلا ثم كلا ، أن الإسلام حرض على زيارتهم وصلتهم تحريضا شديدا ، بل أوجب ذلك كما تشير إلى ذلك الآيات والأحاديث القادمة .
فمن اهتمام الإسلام بشأن الأرحام أن جعل ذلك من أفضل القربات ، وذلك بقوله جل وعلا : ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) فذكر الله جل جلاله لفظ الأرحام بعد اسم الجلالة مباشرة لما هنالك من اهتمام فائق .
عقوبة تارك الرحم
ـ ورد في صلة الرحم عن أهل البيت أخبار كثيرة ، نقتصر هنا على ما يلي :
عن أبي عبد الله (عليه السلام ) أنه قال : ( صل رحمك ولو بشربة من ماء ، وأفضل ما توصل به الرحم كف الأذى عنها وصلة الرحم منشأة في الرجل ومحبة في الأهل ) .
ويقول الإمام الصادق (عليه السلام ) في حديث له : ( … فصلوا أرحامكم وبروا إخوانكم ولو بحسن السلام ورد الجواب ).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام ) : ( أن الرحم متعلقة يوم القيامة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ).
وعن أبي جعفر (عليه السلام ) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( وان أعجل الخير ثواباً صلة الرحم ).
وورد عنهم عليهم السلام في قطيعة الرحم الكثير من ذلك :
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( اتقوا الحالقة فإنها تميت الرجال ، قيل وما الحالقة ؟ قال : قطيعة الرحم ).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام) : ( ثلاث خصال لا يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن : البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة ).
وقال علي (عليه السلام ) في خطبة له : ( أعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء ، فقام إليه عبدالله بن الكوى اليشكري فقال : يا أمير المؤمنين أو تكون ذنوب تعجل الفناء ؟ فقال : نعم ، ويلك قطيعة الرحم ..).
اخترت لكم شحنة كبيرة من الأحاديث من كتب الطرفين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة حول صلة الرحم والقطيعة وأترككم معها
ـ الصلة والقطيعة وآثارهما الدنيوية والأخروية هي :
أ ـ صلة الرحم والآثار الدنيوية :
وردت روايات كثيرة تؤكد إن من آثار صلة الرحم طول العمر ، وتأخير الأجل ودفع البلاء وزيادة الرزق ودفع الفقر ، وزيادة النسل .
عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( صلة الرحم تعمر الديار وتزيد في الأعمار ، وان كان أهلها غير أخيار ).
وروي عنه (عليه السلام) أنه قال لميسر : ( قد حضر أجلك غير مرة كل ذلك يؤخر الله بصلتك لرحمك وبرك قرابتك ).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) : ( صلة الرحم تزكي الأعمال وتنمي الأموال وتدفع البلوى ).
وعن الصادق (عليه السلام) : ( صلة الأرحام تحسن الخلق وتسمح الكف وتطيب النفس ) .
ب ـ قطع الرحم والآثار الدنيوية :
المستفاد من الأخبار والآثار أن قطيعة الرحم تؤدي إلى قصر العمر والضيق في الرزق وتفكك كيان الأسرة والتحلل الاجتماعي ، وتمنع من استجابة الدعاء .
قال الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث له : ( … وان اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلا قع من أهلها ، وتنقل الرحم ، وان نقل الرحم انقطاع النسل ).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( قطع الرحم يمنع استجابة الدعاء )
ج ـ الآثار الأخروية :
ـ في شأن القطيعة قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( أخبرني جبرائيل أن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام ، ما يجدها عاق ولا قاطع رحم ).
ـ في شأن صلة الرحم قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة وهي منسأة في العمر وتقي مصارع السوء ) والآن نرى الأحاديث الواردة من كتب علماء المسلمين السنة في علم الحديث وكلها متشابهة في المعنى والمنطق والعمل والحث لعمل الخير في صلة الرحم وخذوا ما يالي :
1 ـ قاطع الرحم ملعون في كتاب الله: قال الله تعالى { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } سورة محمد / 22-23 ، قال علي بن الحسين لولده: يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواطن .
2 ـ قاطع الرحم من الفاسقين الخاسرين: قال الله تعالى { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } البقرة: 26-27 .
3 ـ قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا ولعذاب الأخرة أشد وأبقى: عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم» رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه .
قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأبقى عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه .
لا يرفع له عمل ولا يقبله الله ..عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم رواه أحمد
قطعها قطع للوصل مع الله:عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله رواه البخاري ومسلم
سبب في المنع من دخول الجنة ... ...قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « لا يدخل الجنة قاطع رحم» رواه الترمذي
إذا كيف نصل الرحم لننجــوا بأنفسنا .
هناك عدة أمور تجعل صلة الرحم مستمرة و صالحة مستقيمة ..
زيارتهم وتفقّد أحوالهم والسؤال عنهم والإهداء إليهم لأن الهدية تزيد الود والمحبة .كما قال صلى الله عليه وآله وسلم ( تهادوا تحابو )
وإنزالهم منازلهم والتصدق على فقيرهم والتلطف مع غنيهم وتوقير كبيرهم ورحمة بصغيرهم وضعفتهم ؛؛ قال صلى الله عليه وسلم لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ ْ
كثرة السؤال عنهم وإن كنت بعيد عنهم : تصلهم عبر الرسالة أو المكالمة الهاتفية.أو رسالة إلكترونية وغيرة من وسائل الاتصال الكثيرة يسخرها الإنسان لصالحه .
يقوم باستضافتهم وحسن استقبالهم وإعزازهم وإعلاء شأنهم وصلة حتى القاطع منهم ؛ .حتى يأخذ الأجر من الله ...عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: « لئن كنت قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك» رواه مسلم. والمل هو الرماد الحار،
مشاركتهم في أفراحهم ومواساتهم في أتراحهم، والدعاء لهم وسلامة الصدر نحوهم وإصلاح ذات البين إذا فسدت بينهم والحرص على توطيد العلاقة وتثبيت دعائمها معهم.
وأهم أسباب قطيعة الرحم هي :
1 ـ الجهل: فالجهل بعواقب القطيعة العاجلة والآجلة يحمل عليها ويقود إليها كما أن الجهل بفضائل الصلة العاجلة والآجلة يقصر عنها ولا يبعث إليها .
2 ـ ضعف التقوى: فإذا ضعفت التقوى ورق الدين لم يبال المرء بقطع ما أمر الله به أن يوصل ولم يطمع بأجر الصلة ولم يخش عاقبة القطيعة .
3 ـ الكبر: فبعض الناس إذا نال منصباً رفيعاً أو حاز مكانة عالية أو كان تاجراً كبيراً تكبر على أقاربه وأنف من زيارتهم والتودد إليهم بحيث يرى أنه صاحب الحق وأنه أولى بأن يزار ويؤتى إليه .
4 ـ العتاب الشديد : فبعض الناس إذا زاره أحد من أقاربه بعد طول انقطاع أمطر عليه وابلا من اللوم والعتاب والتقريع على تقصيره في حقه، وإبطائه في المجيء إليه ومن هنا تحصل النفرة من المجيء خوفاً من لومه وتقريعه وشدة عتابه .
5 ـ قلة الاهتمام بالزائرين: فمن الناس من إذا زاره أقاربه لم يبد لهم الاهتمام ولا يفرح بمقدمهم ولا يستقبلهم إلا بكل تثاقل مما يقلل رغبتهم في زيارته .
6 ـ الشح والبخل: فمن الناس من إذا رزقه الله مالاً أو جاهاً تجده يتهرب من أقاربه خوفاً من الاستدانة منه أو يكثرون الطلبات عليه أو غير ذلك .
7 ـ الاشتغال بالدنيا واللهث وراء حطامها فلا يجد هذا اللاهث وقتاً يصل به قرابته ويتودد إليهم .
8 ـ نسيان الأقارب في الولائم والمناسبات: فربما نسي واحداً من أقاربه، وربما كان هذا المنسي ضعيف النفس أو ممن يغلب سوء الظن فيفسر هذا النسيان بأنه تجاهل له واحتقار لشخصه فيقوده ذلك الظن إلى الصرم والهجر .
9 ـ كثيرة المزاح: فإن لكثرة المزاح آثار سيئة فربما خرجت كلمة جارحة من شخص لا يراعي مشاعر الآخرين فأصابت مقتلاً من شخص شديد التأثر فأورثت لديه بغضاً لهذا القائل ويحصل هذا كثيراً بين الأقارب لكثرة اجتماعاتهم .
10 ـ الطلاق بين الأقارب .
11 ـ التقارب في المساكن: يسبب غالباً خصومات بسبب الزوجات أو بسبب الأولاد فتنتقل إلى الوالدين فتحلل القطيعة قال عمر: مروا ذوي القربات أن يتزاوروا ولا يتجاوروا .
12 ـ قلة تحمل الأقارب والصبر عليهم إذا حصلت هفوة أو زله .
13 ـ الحسد .
14 ـ تأخير قسمة الميراث .وأن بنود كثيرة توجد لم اذكرها لأن الموضوع لا يسمح لكثرة الأحاديث .
وتوجد أمور تشد اللحمة على التقارب والتواصل لصلة الرحم منها :
1 ـ التفكر في الآثار المترتبة على الصلة: فإن معرفة ثمرات الأشياء وحسن عواقبها من أكبر الدواعي إلى فعلها والسعي إليها .
2 ـ النظر في عواقب القطيعة: وذلك بتأمل ما تجلبه القطيعة من هم وغم وحسرة وندامة ونحو ذلك، فهذا مما يعين على اجتنابها والبعد عنها .
3 ـ الاستعانة بالله: وذلك بسؤال التوفيق والإعانة على صلة الأقارب .
4 ـ مقابلة إساءة الأقارب بالإحسان: فهذا مما يبقي على الود ويهون على الإنسان ما يلقاه من إساءة أقاربه .
5 ـ قبول أعذارهم إذا أخطئوا واعتذروا، والصفح عنهم ونسيان معا يبهم حتى ولو لم يعتذروا: فهذا مما يدل على كرم النفس وعلو الهمة .
6 ـ ترك المنة عليهم والبعد عن مطالبتهم بالمثل .
7 ـ تجنب الشدة في العتاب وتحمل عتاب الأقارب وحمله على أحسن المحامل .
8 ـ الاعتدال في المزاح مع الأقارب مع مراعاة أحوالهم وتجنب المزاح مع من لا يتحمله .
9 ـ المبادرة بالهدية إن حصل خلاف مع الأقارب : فالهدية تجلب المودة، وتكذب سوء الظن، وتستل سخائم القلوب .
10 ـ الحرص التام على تذكر الأقارب في المناسبات والولائم والاجتماعات الدورية سواء كانت شهرية أو سنوية أو غير ذلك .
11 ـ صندوق القرابة الذي تجمع فيه تبرعات الأقارب واشتراكاتهم، ويشرف عليه بعض الأفراد، فإذا ما احتاج أحد من الأسرة مالاً لزواج أو نازلة أو غير ذلك بادروا إلى دراسة حاله وساعدوه ورقدوه، فهذا مما يولد المحبة وينمي المودة .
12 ـ التغاضي والتغافل: فهو من أخلاق الأكابر وهو مما يعين على استبقاء المودة وعلى وأد العداوة. وقال الإمام علـي كرم الله وجهه رضي الله عنه : أُغمض عيني عن أمور كثيرة .. وإني على ترك الغموض قدير وأسكت عن أشياء لو شئت قلتها .. وليس علينا في المقال أمير..
قال الصادق (عليه السلام) (صلة الرحم وحسن الجوار .. يعمران الديار ، ويزيدان في الأعمار ).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (أن صلة الرحم تزكي الأعمال ، وتنمي الأموال ، وتيسر الحساب ، وتدفع البلوى ، وتزيد في العمر )
وأعظم ما تكون به الصلة أن يحرص المرء على دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر..كما قال صلى الله عليه وآله وسلم أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله , ثم صلة الرحم ؛ ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
موضوع يستحق الاهتمام لمعرفة ما أعده الله للواصلين للأرحام من ثواب
وما توعـد به القاطعين لأرحامهم من عقاب جعلنا الله وإياكم من الواصلين لأرحامنا ولا تنسوا المواتي من صلة الرحم وخصوصاً يقال كل ليلة الجمعة تنظر الأرواح الرحم والفاتحة وعندما يقرا للميت الفاتحة ويتبرعون للفقراء على روح أمواتهم ...يقول اللهم صلهم وصلونا عندما يتكرم الأولاد وإن لم يفعلوا يقولوا اللهم اقطعهم قطعونا..ويدا بيد لنتفق معاً ونترك الخلاف ونتآخى ونبني الأوطان وننعش المواطنين ونبعد علماء السوء والمنافقين الذين يبثون سموم روح الطائفية البغيضة ولندعم الدولة والجيش لننتصر على فلول الإرهابيين والقاعدة والتكفيريين وداعش وغيرهم من السميات التي سميت . وبمناسبة شهر رجب المرجب أول أشهر الحرم أن نقرأ سورة المباركة الفاتحة لكل من مات على الإيمان ولروح أمي وأبي وروح ثواب سورة المباركة الفاتحة مقرونة الصلوات على محمد وآل محمد والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat