صفحة الكاتب : حيدر الفلوجي

مالذي استفاده الأكراد من تحالفهم مع الشيعة
حيدر الفلوجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في مقال سابق لنا جاء تحت عنوان( مالذي استفاده الشيعه من تحالفهم مع الاكراد)، ذكرنا فيه الخسائر التي قدمها الشيعة نتيجة لتحالفهم مع الاكراد، اما في هذا المقال سنذكر شيئاً من المكاسب التي حصل عليها الاكراد نتيجة لتحالفهم مع الشيعة . 
 
الفوائد والمكاسب التي حققها الكرد بسبب تحالفهم مع الشيعة، نذكر بالإجمال ما يلي : 
 
اولا: منذ مطلع القرن العشرين والشيعة يدافعون عن الاكراد بقيادة المرجعيات الدينية في النجف الاشرف، فقد وقفت الحوزة العلمية مدافعة عن حقوق الاكراد منذ الاحتلال البريطاني ومن سبقه، ففي جميع العهود كان للشيعة مواقف مشرّفة لا ينساها الكرد في تاريخهم، واستمرت تلك المواقف الى اخر فتوى صدرت من المرجعية العليا في فترة مرجعية السيد محسن الحكيم، عندما أفتى بحرمة قتال الكرد، وذلك حينما اراد الحكم البعثي استئصال الكرد من العراق وطردهم الى خارج الحدود العراقية، ولكن مواقف المرجعيات الشيعية جائت رافضة لتلك السياسات الظالمة. 
 
ثانياً: في المقابل ماذا كان يصنع سياسيوا الاكراد؟ ، كان هؤلاء يتفاوضون مع الصهاينة، وزيارات الملا مصطفى البرزاني الى اسرائيل ، وزيارات الصهاينة الى مناطق كردستان ما هي الا رداً للجميل الذي قدمه لهم الشيعة، فالشيعة يقدمون للأكراد الدعم المعنوي والشرعي والمادي والعسكري، ولكن الاكراد يقابلون ذلك الدعم بالخيانة والتآمر على الشيعة وبإستمرار. 
 
ثالثا: قدم الشيعة الكثير من الضحايا بسبب مواقفهم المشرّفة نتيجة لمعارضتهم للأنظمة التي كانت تعادي الاكراد، ولا اريد الخوض في تاريخ الشيعة ومواقفهم المشرّفة سابقاً، ولكنني احببت ان اسلط الضوء على ما استفاده الكرد من الشيعة خصوصاً بعد سقوط الطاغية عام 2003 للميلاد ، 
 
رابعاً: استفاد الكرد من تحالفهم مع الشيعة بعد سقوط نظام صدام بحصولهم الامتيازات التالية : 
1- رئاسة جمهورية العراق( حق ومكسب للأكراد) 
2- الامتيازات الرئآسية وما يتفرع منها من وظائف وبروتوكولات، وعقود ، وحمايات، وأموال ومرتبات طائلة ، ولا تقتصر تلك الامتيازات في العاصمة ( المركز) وإنما يشمل محافظات الشمال او ما يسمى ب ( كردستان). 
3- مناصب رئاسية وسيادية مهمة : منها وزارة الخارجية مع خمس وزارات مهمة في الحكومة، مع جميع امتيازات تلك الوزارات من عقود ووظائف وأموال وسرقات ورشاوي، ومن حرام ومن حلال وما شاكل . 
4- حصول الاكراد على منصب سفير في اكثر من 56 دولة اجنبية ، ومنصب السفير هو من حصة الاكراد، مع الوظائف الهامة بما يتعلق بوظائف الخارجية، فضلاً عن حصولهم على وظائف في الملحقيات الثقافية والملحقيات التجارية في اغلب دول العالم، وما يرتبط بتفرعات تلك الوظائف وما يحصل عليه الاكراد من نفع ومكسب. 
5- المناصب العسكرية والمخابراتية في الدولة العراقية الحديثة، فقد حصل الاكراد على مناصب مهمة ذات الشأن، والقائمة طويلة وهي لا تنتهي بكثرة المكاسب والمنافع ، وكل تلك المكاسب جاءت للأكراد بسبب تحالفهم مع الشيعة، ومع كل تلك المواقف الشيعية ، فإننا لم نجد جزاء لتلك المواقف سوى ما وجدنا الخيانة والنذالة من سياسيي الاكراد وراحوا يتحالفوا مع داعش ومع الصداميين والبعثيين والمجرمين ضد الشيعة الذين وقفوا مواقف لا تُعادل  بميزان الاعمال، ولا ادري كيف يكون الانسان آدمياً ان لم يقابل الإحسان بالإحسان ، ولكن ساسة الكرد قابلوا مواقف الشيعة بالمواقف التالية : 
اولاً: لا يحق لرئيس الوزراء الشيعي العربي من ملاحقة اي مدان اذا دخل في ما يسمى بكردستان. 
ثانياً: لا يحق لحكومة المركز الشيعية من محاسبة من يسرق نفط الشعب من كردستان وبيعه لإسرائيل وغيرها. 
ثالثاً: لا يحق لحكومة المركز ان تعاقب اي إنسان كردي في محافظات ما يسمى بكردستان. 
رابعاً: لا يحق للمواطن العراقي من غير الكرد التملك في محافظات الشمال .... 
والقائمة طويلة والحقوق الكردية والمكاسب لا يحدها حد ولا يعدها عاد. 
وفوق كل ذلك فان حكومة كردستان تهدد بالانفصال عن العراق ، ولا ادري ما هو سبب سكوت الساسة الشيعة عن كل تلك التهديدات، أهو الجبن ؟ أم هي المصالح الخاصة ؟ أم هناك قيود دولية تمنعهم من الموافقة على التقسيم؟ 
أقول ان ضرر الوحدة مع الكرد هو اكبر من نفعه، وان انفصال الاكراد عن العراق سوف يخسرهم كل تلك المكاسب والامتيازات، وان من الأفضل لنا كمواطنين ومراقبين للوضع العراقي ان يطرد الاكراد من ارضنا، ويتعايشوا فيما بينهم في كردستان ليجدوا مرارة صراعهم الداخلي، ، فإننا قد لاقينا الكثير من المؤامرات من قبل الكرد ومازلنا، وكانت اخر المؤامرات هي تواطئهم  مع داعش ومع الخائن النجيفي في اكبر خيانة في تاريخ العراق الحديث، وسيطرتهم على المناطق المتنازع عليها، مستغلين ضعف الحكومة العراقية وانشغالها بالحروب الداخلية،  وبالرغم من ذلك الموقف المشين فإننا نجد الساسة الشيعة يتعاملون مع الكرد وكأن شيء لم يكن، ووجدناهم تحت قبة البرلمان يتهافتون ويتنازعون على منصب رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية وبكل وقاحة، ولم نشاهد موقفا مشرفاً لا من السنة ولا من الشيعة تجاه خيانة الاكراد وللأسف الشديد، فبدلاً من ان يقوموا بطرد كافة النواب الاكراد من تحت قبة البرلمان، ويحاسبونهم ويعاقبونهم على أفعالهم الدنيئة ، ولكننا وجدنا العكس من ذلك ويالَ الأسف الشديد، وأسفي على العراق الذي لم تحكمه حكومة عادلة منذ استشهاد امير المؤمنين وسيد الموحدين علي بن ابي طالب( عليه السلام)،  وعلى العراق السلام اذ بُليَ بهكذا سياسيين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الفلوجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/09



كتابة تعليق لموضوع : مالذي استفاده الأكراد من تحالفهم مع الشيعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net