صفحة الكاتب : جسام محمد السعيدي

من قتل الإمام الحسين عليه السلام؟! ومن قاتل معه؟ حقائق مُغيّبَة تكشف الهوية العقائدية والجغرافية للفريقين ( 5 )
جسام محمد السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مقاتليّ الإمام الحسين عليه السلام هم مبغضي أبيه الإمام علي عليه السلام وجده النبي صلى الله عليه وآله
خاطب الإمام الحسين عليه السلام الجيش الذي يقاتله فقال : (" يا ويلكم أتقتلوني على سنة بدلتها ؟! أم على شريعة غيرتها ؟! أم على جرم فعلته ؟! أم على حق تركته ؟! ". فقالوا له: " إنا نقتلك بغضا لأبيك!!!)(39).
وقال النبي صلى الله عليه وآله: صدق يا علي لا يبغضك من قريش إلا سفاحي ولا من الانصار إلا يهودي ولا من العرب إلا دعي ولا من سائر الناس إلا شقي ولا من النساء إلا سلقلقية وهي التي تحيض من دبرها، ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: معاشر الانصار أعرضوا أولادكم على محبة علي، قال جابر بن عبد الله: فكنا نعرض حب علي عليه السلام على أولادنا فمن أحب عليا علمنا أنه من أولادنا، ومن أبغض عليا انتفينا منه (40).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجماتها (أي بأجمعها) على المنافق على أن يحبني ما أحبني، وذلك أنه قضى فانقضى على لسان النبي الامي أنه قال: لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق. قال ابن أبي الحديد: مراده عليه السلام من هذا الفصل إذكار الناس ما قاله فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مروي في الصحاح بغير هذا اللفظ: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق (41).
وعن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: محبك محبي ومبغضك مبغضي (42).

خلاصة الهوية العقائدية لجيش الباطل
مما سبق يتبين أن جيش عبيد الله بن زياد ضد الإمام الحسين عليه السلام، إنما هم من أعدائه وأعداء أبيه الإمام علي وأعداء جده رسول الله صلى الله عليه وآله، وبالتالي هم وإن كان ظاهرهم الإسلام، إلا أنهم ليسوا بالحقيقة مسلمين، لأن مبغض نبي الإسلام قد أخل بالاعتقاد بإحدى الشهادتين، فهو عملياً كافر بالإسلام وان ادعاه.
أما من ناحية النسب فهؤلاء القَتَلَة، وان ادّعى العرب منهم الانتماء لقبيلة عربية ما، إلا أنهم ليسوا منها، والدليل هو ما رأيناه في الأحاديث السابقة، فهم أدعياء كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله، حيث قال (يا علي لا يبغضك من قريش إلا سفاحي ولا من الانصار إلا يهودي ولا من العرب إلا دعي...)(43) فلو ادّعى أحدٌ منهم انه أسدي او مذحجي أو تميمي فهو ليس من أسد ولا من مذحج ولا من تميم بل أدعياء على هذه القبائل، وهكذا من أدعى الانتماء لقبائل عربية أخرى.
 وربما إلى ذلك أشار الإمام الحسين عليه السلام حينما خاطب جيش الباطل:
ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين، وكنتم لاتخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون(44).
 أما غير العرب من جيش الباطل فهم أشقياء بوصف رسول الله صلى الله عليه وآله لمبغضي أميرالمؤمنين عليه السلام (ولا من سائر الناس إلا شقي)(45).



الفصل الثالث
الهوية الجغرافية لقـَـتَلَة الإمام الحسين عليه السلام

رغم أن الهوية الجغرافية لقـَـتَلَة الإمام الحسين عليه السلام ليست مهمة طالما أن العقيدة الأموية الفاسدة ضده هي من جمعتهم، بقدومهم من بلدان وقوميات مختلفة، لكن من أجل تسليط الضوء على ما أخفاه البعض من معلومات بخصوص هذه الجريمة العظيمة، وحتى نتعرف على من اشترك فيها دون إخفاء لجماعة من شعب دون أخرى تحت أي ذريعة، فإننا سنقوم باستعراض تلك البلدان والقوميات.
ولايفوتنا ذكر أن من كاتب الإمام الحسين عليه السلام بالبيعة وغدر به فقاتله، ينتمون عرفاً للكوفة، فهم من أهلها، وعديد جيشها ضد سيد شباب أهل الجنة عليه السلام، لكن علينا الالتفات إلى أن انتماءاتهم الحقيقة ليست كلها للكوفة، بل أن الشاميين منهم –وهم الأغلبية- حديثي عهد بها، ولا تتجاوز مدة وجودهم في الكوفة العشر سنوات، وكما سنشاهد في هذا الفصل، وهم بالتالي ليسوا حقيقة من أهل الكوفة وإن عددناهم عرفاً انهم منها، باعتبار سكنهم فيها، فتأمل.
إذ يُخطأ من يتصور أن الخوارج ضد الإمام علي عليه السلام، والشخصيات الرئيسية المعروفة بالعداء لأهل البيت عليهم السلام وأتباعهم في الكوفة، هم وحدهم من قاتل الإمام الحسين عليه السلام في ملحمة الطف الخالدة.
بل أن تلك الفئتين قد تكونان الفئة الأقل من المقاتلين بلحاظ الفئات الآخر في العدد والتاثير، إذ عُرفت هذه الفئات بالعداء لأهل البيت عليهم السلام، ولم تكن من العراق أصلاً، ولكنها سكنت الكوفة، وعُدت من أهلها، وقد أورد تفاصيلها المؤرخون، وأثبتها المحققون المختصون، بما لا يدع مجالاً للشك في جنسية القـَتَلة، وتوزعهم على بلدان مختلفة، قد تكون الكوفة خصوصاً والعراق عموماً أقلها، ونحن نبين تلك الفئات بالتسلسل حسب نسبتها الأكبر في الجيش المقاتل ضد الإمام الحسين عليه السلام، وحسب كلام المؤرخين، وما تمخض عنه من كلام المحقيين والمحللين للمعلومات التأريخية في الواقعة، فالبلدان التي جاء منها مقاتلون ضد الإمام الحسين عليه السلام بشكل مؤكدٍ وبالدليل، مرتبة حسب عدد ونسب هؤلاء المقاتلين في الجيش هي:

1.    الشام
2.    بلاد فارس
3.    العراق

وهناك فئات من بلدان أخرى اشارت لها بعض النصوص التأريخية نتعرض لها، بلا عناية  بالتسلسل في نسبتهم في هذا الجيش، لعدم وجود أدلة على أعدادهم، ولا على مشاركتهم في القتال، لكننا أوردناها من باب عدم ترك أي فئة ذكرها المؤرخون أو المحققون وإن لم تثبت مشاركتهم، كما ثبتت مشاركة الفئات السابقة من البلدان أعلاه.
 والبلدان المحتمل اشتراك أبناءها في قتال الإمام الحسين عليه السلام ضمن هذه التقسيم هي:

1.    الحجاز
2.    مصر
3.    اليمن


وسنورد تفصيلاً لكل مقاتلي هذه البلدان فيما يلي من الفقرات، وحسب ما متوفر لدينا من أدلة تأريخية مدعومة بشروحات المحققين المتوفرة.

قرار النفير العسكري العام من حكومة عبيد الله بن زياد بأمر يزيد بن معاوية
علينا أن لا نغفل حقيقة تأريخية مهمة أجمع عليها المؤرخون، وهي أن والي الكوفة عبيد الله بن زياد وبناءً على أوامر يزيد بن معاوية، قد أصدر أمراً بالنفير العام لكل الناس في الكوفة وغيرها لقتال الإمام الحسين عليه السلام، بل وذكّر الناس بأن سيرة يزيد على سيرة أبيه معاوية، وأي نداء للقتال لأهل الكوفة إنَّما موجَّه الى كل ساكنيها من القوميات الأخرى بقدر ما هو موجَّه إلى عشائرها العربية من سكنتها من أهل الشام أو الكوفيين الأصليين، باعتبار الجميع منتمين جغرافياً للكوفة وإن كانوا ليسوا منها بالأصل، وهذا كله يبينه المؤرخ البلاذري بقوله: (ولما سرّح ابن زياد عمر بن سعد من حمام أعين، أمر الناس فعسكروا بالنخيلة، وأمر أن لا يتخلف أحد منهم، وصعد المنبر فقرظ معاوية وذكر إحسانه وإدراره الأعطيات، وعنايته بأمور الثغور، وذكر اجتماع الألفة به وعلى يده، وقال: إن يزيد ابنه المتقيل له، السالك لمناهجه المحتذي لمثاله، وقد زادكم مئة مئة في أعطيتكم، فلا يتبقين رجل من العرفاء والمناكب والتجار والسكان إلا خرج فعسكر معي، فأيما رجل وجدناه بعد يومنا هذا متخلفاً عن العسكر برئت منه الذمة)(46).
ويؤكد عدم تخلف أي شخص بالغ عن القتال ضد الإمام الحسين عليه السلام هو ما ذكره البلاذري بقوله: (فلم يبق بالكوفة محتلم إلا خرج إلى العسكر بالنخيلة)(47).
 اذن لا يوجد شخص قادر على حمل السلاح لم يخرج طوعاً أو كرهاً لقتال الإمام الحسين عليه السلام، سواء كان شامياً أو فارسياً أو كوفياً او بقية سكان الكوفة - ممن سنذكرهم - طبقاً لهذا الخبر.
لذا فعلينا الآن التحقق تأريخياً ووفق التحليل العلمي، عن حقيقة وجود غير العراقيين في الكوفة، وعن نسبهم فيها، فإن ثبت الأمر، ثبت اشتراكهم في القتال وحسب نسبهم ضمن السكان، وبما لا يدع مجالاً للشك وذلك طبقاً لحقيقة النفير العام.

عدد جيش الباطل الذي خرج لحرب الإمام الحسين عليه السلام
تعدد الروايات التأريخية التي تتكلم عن عدد من خرج لحرب الإمام الحسين عليه السلام، فبين الرقم الشائع عنهم والذي ذكره أرباب المقاتل وهو (30) ألفاً، وبين مُكثِرٍ وصل به إلى أضعاف هذا الرقم.
ونحن سنسير في كتابنا هذا بالاعتماد الرقم المشهور الذي ورد على لسان الإمام الحسن عليه السلام.
فعن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده، أن الحسين بن علي عليهما السلام، دخل يوما إلى الحسن عليه السلام، فلما نظر إليه بكى، فقال له: ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ قال: أبكي لما يصنع بك، فقال له الحسن عليه السلام: إن الذي يؤتى إلي سم يدس إلي فاقتل به، ولكن لايوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل، يدّعون أنهم من امة جدنا محمد صلى الله عليه وآله، وينتحلون دين الاسلام، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك، وانتهاك حرمتك، وسبي ذراريك ونسائك، وانتهاب ثقلك، فعندها تحل ببني امية اللعنة، تمطر السماء رماداً ودماً، ويبكي عليك كل شئ حتى الوحوش في الفلوات، والحيتان في البحار(48).


كيف نُوفق بين الروايات التأريخية والأحاديث التي تنعت جيش الباطل بأنه من أهل الكوفة؟! وبين كون أكثرهم ليسوا من أهلها فعلاً؟!

لنجيب على هذا التساؤل، علينا أولاً اللجوء الى معرفة المعيار الذي سارت عليه الروايات التأريخية والأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، في نعت الجيش الذي قاتل الإمام الحسين عليه السلام، بكونه من أهل مدينة ما، وهي في ملحمة الطف، الكوفة.
إن المعيار المتبع في مثل هذه المواقف هو العُرف، فلو أراد شخص أو جهة أن يوجها خطابهما للمدينة (س) فإنهما يقصدان ساكنيها، باختلاف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية، ولا يمكن أن يقصد فئة دون أخرى، إلا لو وُجدت قرينة تدل على هذا القصد، سواء كانت قرينة لفظية أو معنوية، أو قد يرد استثناء في خطاب أو حديث آخر، يخصص ما عممه المُخاطب في الحديث أو الخطاب الأول.
لذا فإننا - وطبقاً لهذا الفهم - عندما نقول أن جيش الباطل هو جيش الكوفة – وهو الخارج لقتال جيش الحق في ملحمة كربلاء- فإننا بالتأكيد نقصد أنه الجيش القادم من الكوفة، الساكن فيها، أو على الأقل الساكن أغلبه فيها، دونما تمييز بين أعراقه وطوائفه وتوجهاتهم، طالما أنهم قادمون من، أو ينتمون إلى، مدينةٍ واحدة اسمها الكوفة، وكذا الأمر عندما نقول أن من قاتل الإمام الحسين عليه السلام هم أهل الكوفة، فإننا نقصد كل من ينتمي لها عرفاً بسبب سكنه فيها، سواء أكان من أهلها فعلاً (كوفي) أو من غيرهم (شامي، فارسي).
خاصة لو عرفنا إن هذه المدينة قد أسست لتكون معسكراً للمقاتلين، وأنها جمعت خليطاً من القبائل العربية من الحجاز واليمن والعراق والفرس، وجميع هؤلاء تثقفوا على طاعة الحاكم وقائد الجيش وغيرها من الرتب العسكرية، فلا ينظر هؤلاء إلى الجانب العقائدي أو الاجتماعي أو العلمي للمعسكر الآخر، معسكر الحق، فهذه الأمور لم تحظ باهتمام المقاتلة، لكونهم يخضعون للأمر العسكري الذي له مفهوم واحد، وهو الطاعة، ومِصداقٌ واحد، وهو التنفيذ، حتى ولو كان الذي يريدون مقاتلته هو ابن بنت نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم (49)، ولا يخرج من هذه القاعدة من أهل الكوفة إلا النزر اليسير من شيعة أهل البيت عليهم السلام، الذين يطيعون أئمتهم فقط.
وعندما نريد أن نكشف أعراق وتبعيات وطوائف جيش  الكوفة المقاتل للإمام الحسين عليه السلام، فإننا لا نريد سوى بيان ما أخفاه البعض من المؤرخين أو الكُتّاب من معلومات جغرافية عن بلدان من اشتركوا بالجريمة، ربما لتبرئةً فئة ما، أو لكي يعصبوها برأس الكوفيين العراقيين دون غيرهم من سكان الكوفة من أهل الشام وأهل فارس، وغيرهم.
وعلى هذا الأساس فنحن لا نختلف عن المؤرخين في كون الجيش المقاتل للإمام الحسين عليه السلام، هم في أغلبهم من أهل الكوفة كونهم سكانها، لكننا نختلف عن أولئك المؤرخين قطعاً في تبعية هؤلاء الحقيقية للكوفة.
نعم لقد قادتنا الأدلة إلى كون سكان الكوفة الخارجين لقتال ابن بنت النبي صلى الله عليه وآله، ليسوا كلهم من الكوفة، بل ليست أكثريتهم الساحقة منها !!! وهو خلاف ما يقوله الكثيرون.  

الجزء الأول: أهل الكوفة الشاميين
سنتناول ابتداءً الجزء الأكبر من جيش عبيد الله بن زياد ضد الإمام الحسين عليه السلام، وهم أهل الشام من سكنة الكوفة، وقد كانوا أكبر فئة في ذلك الجيش.

أهل الشام هم العدد الأكبر في جيش الباطل ضد الإمام الحسين عليه السلام
مثّل أهل الشام نسبة كبيرة من التركيبة السكانية للكوفة عام 61هـ (عام ملحمة الطف)، وسنستعرض جملة من الأمور حول هذه التركيبة، وكيف حصلت، ومدى مساهمتها في الجيش المقاتل ضد الإمام الحسين عليه السلام.

ما الذي جاء بأهل الشام إلى الكوفة؟
وقد اُسكنوا فيها منذ عام 51هـ، وذلك عندما قام معاوية بن أبي سفيان بعد استيلائه بغير وجه حق على الخلافة، بعملية تغيير ديموغرافي واسعة في العراق آنذاك، مستغلاً استشهاد الإمام الحسن عليه السلام، ونقضه للصلح معه، وذلك لتهيئة الأرضية السياسية لحكم ابنه يزيد من بعده، إذ لم يكن بمستوى دهائه، ويعرف أنه لم يكن ليقدر على مواجهة الشيعة الذين كانوا باعدادٍ كبيرة في الكوفة، لذا فقد أمر واليه فيها، زياد بن أبيه بتهجير (50) ألف عائلة عراقية شيعية من الكوفة والبصرة إلى بلاد خراسان (التي تقع حالياً ضمن ايران)، وأسكن بدلهم عوائل استقدمهم من الشام، لكنهم أمويي العقيدة، أي من النواصب، ولكي لا يحصل معارضة للأمر من قبل رؤوس عشائر تلك العوائل المهجّرة، اختار العوائل الشامية المستبدلة بأن تكون من نفس عشائر العوائل العراقية المهجرة قسراً من العراق، في عملية تعد إحدى أكبر عمليات التطهير العرقي والديني آنذاك.
 وهؤلاء الشاميون المهجرون الذين اُسكنوا الكوفة، هم نواة وأغلب أفراد الجيش المقاتل للإمام الحسين عليه السلام في ملحمة الطف الخالدة، لأن عددهم كان لايقل عن (25) ألفاً بعوائلهم هم بديلٌ للكوفيين المهجرين، ولو أغفلنا ذكر من كبر من أولادهم، وأصبح قادراً على حمل السلام بعد عشر سنوات، وهي المدة بين الإسكان في الكوفة وبين ملحمة الطف، لكان لدينا رقم يشكل أغلبية الجيش المقاتل ضد الإمام الحسين عليه السلام.
أما كيف نعرف عدد المُهجرين من الكوفة فلنقرأ هذه الرواية التأريخية:
وكتب زياد إلى خليد بن عبد الله الحنفي بولاية خراسان ثم بعث الربيع بن زياد الحارثى إلى خراسان في خمسين ألفا، من البصرة خمسة وعشرين ألفا، ومن الكوفة خمسة وعشرين ألفا، على أهل البصرة الربيع، وعلى أهل الكوفة عبد الله بن أبى عقيل، وعلى الجماعة الربيع بن زياد(50).
ويؤكد هذه الأغلبية، بحث هام (51) للعلامة المحقق السيد سامي البدري يقول فيه:
 (( فان الكوفة منذ سنة 51 هـ قد تشكل جيشها من صنفين من الناس)) ويبين أن الصنف الأول - وهو محل الشاهد -  هم ((جند الشام الموالين لمعاوية من القبائل الشامية المناظرة لأخواتها في الكوفة (كندة، بنو اسد، مَذحِج، تميم، الازد، خثعم همدان، هوازن...) وكان هؤلاء لا يقل عددهم عن خمس وعشرين الف مقاتل في الكوفة سنة احدى وخمسين، وقد تضاعف عددهم بعد عشر سنين من خلال اطفالهم الذين اصطحبوهم معهم من الشام والجزيرة، وهذا لوحده يعبر عن احتلال غير مباشر للكوفة من قبل الشام)).
ولو افترضنا أن هؤلاء المقاتلين الشاميين الـ (25)ألفاً هم فقط من خرجوا لقتال الإمام الحسين عليه السلام من الشاميين، مع استثناء من كَبِر من أطفالهم وأصبحوا قادرين على حمل السلام وهم قد يكونون أعدادا لا يستهان بها، لكن لو تنزلنا عنهم، واكتفينا فقط بالرجال أرباب الأسر الشامية المستوطنة للكوفة قبل واقعة الطف بتسع سنين وبضعة أشهر بالعدد المذكور، لكان حرياً بنا القول، أن أغلب الجيش المعادي للإمام الحسين عليه السلام كانوا من أهل الشام الذين أُسكنوا الكوفة.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جسام محمد السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/12



كتابة تعليق لموضوع : من قتل الإمام الحسين عليه السلام؟! ومن قاتل معه؟ حقائق مُغيّبَة تكشف الهوية العقائدية والجغرافية للفريقين ( 5 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net