صفحة الكاتب : قيس النجم

العراق: واللجوء الى الحصن المنيع..
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 فسيفساء سياسية, جمعت بألوانها الزاهية, مستبشرة فرحةً, رُسمت بريشة فنان عراقي أصيل؛ محب صادق مع الخالق, وساعِ لجمع الناس, أستطاع أن يكون الفيصل, بهذا الوقت العصيب, ولو أردنا إنصاف وصفه, لقلنا دون تردد؛ أنه المعجزة, في زمنٍ فقدنا فيه المعجزات, إنه الإمام السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف).
عالم رباني, صامت ناطق, بحر لُجيٌّ مقدس, بيده عصا المرجعية؛ تفوح ورداً زنبقاً, وعلماً خافقاً بالدرر والجواهر, يسحر الألباب, أبٌ دائم الحضرة والحضور.
حين يتعهد المربي تُختصر المسافات الزمنية, بعنفوان القيم الأخلاقية, ليصبح مركزاً للبصر والبصيرة, فها هي البصائر ترنو لترى هذا الرجل الرباني, بصورته العملاقة, وهو ينسى روحه ذائبةَ في خدمة عامة الناس, والمذهب, والعقيدة, لكونه من شجرة طيبة, أصلها في أرض النجف, وغصنها في السماء.
صمته كان مرعباً حين مرت عليه الأزمان الغابرة, لاسيما أن صداه أُرهب الأعداء, وأدهشَ الأصدقاء, فاهتزت عروش الظالمين, وأُخاف المستكبرون والحاقدون, وعندما نطق, أُستقيم الاعوجاج؛ وأُزهق الباطل, فكان كلامه دواءً شافياً للعلل, مبعداً للسأم, قال كلمته متحدياً الطغاة, لنصرة الحق, رغم أنهم أشد طغياناً من فرعون.
صدح صوته بالحق, مطالباً بالتغيير السياسي؛ والعدالة, والمساواة, ونبذ العنف الطائفي, والخطاب المتطرف, ورفع الأعلام والشعارات الحزبية في ساحات الوغى, واستبدالها بعلم العراق الغالي, ليكون الجيش عراقياً كلَّه دون تمييز, هكذا هو السيستاني؛ نظرته ثاقبة, وعِلمه يُدّرس في زمنٍ ضاعت فيه الحقوق والواجبات بأفواه الوحوش, لكون توجيهاته ورسائله كونية شاملة, ساعية الى لملمة الجراح, ووحدة الصف.
فلسفة الحياة لديه بدون حدود, وعطائه بحر لُجيُّ لا ينضب, إنه الصقر السيستاني, إنه الملجأ الذي يتحصن فيه الشعب المظلوم.
بسريرته الهادئة, ونيته الخالصة, دعا الى وحدة الكلمة, وكلمة الوحدة, لدرء مخاطر الفكر التكفيري الإرهابي؛ الذي يسعى للسيطرة على عقول الضعفاء, من أبناء الشعب, داعياً الجميع الى أخذ الحيطة والحذر, من التشتت والانقسام, بسبب مخططاتهم وأهدافهم الخبيثة, وتجنب سمومهم, لزرعها في جسدنا وإضعافنا حتى نصبح صيداً سهلاً لديهم, ولهذا أصبح صماماً للأمان, حظي بالمكانة السامية, لدى جميع أطياف الشعب العراقي, كنز وطني, ومفتاح للصبر في عهد الطواغيت, وأفكارهم المتطرفة.
 
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/18



كتابة تعليق لموضوع : العراق: واللجوء الى الحصن المنيع..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net