صفحة الكاتب : علي فاهم

طيور الدوري العراقية
علي فاهم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بين عامي 1958 و 1962 أمر الزعيم الصيني ماو تسي تونغ شعبه بقتل أربعة كائنات وهي (البعوض والذباب وطير الدوري والجرذان) ولم ينجحوا إلا بالقضاء على طيور الدوري التي كانت تأكل حبوب المحاصيل. لاحقاً أنتشر الجراد الذي كانت تأكله طيور الدوري بشكل مأساوي في البلاد قاضياً على المحاصيل لتكون أحد الأسباب الرئيسية لمجاعة الصين الكبرى بين عامي 1958 و 1961 والتي تسببت بوفاة 15 مليون إنسان جوعاً. تنبأنا هذه المقدمة أن هناك توازن في الطبيعة أوجده الله سبحانه ضمن حلقات اذا فقدت حلقة ما يختل هذا التوازن و تنهار السلسلة برمتها كالسيفنة اذا خرق فيها لوح من الخشب تتعرض السفينة برمتها الى الغرق.
 
واليوم تتعرض سفينة العراق الى أشرس و أقسى حملة أبادة للإنسانية ضد مكوناته فغزت قوى الظلام مدنه و قراه و أستباحة أرضه و عرضه و مما يؤلم أشد الالم أن يساند الاخ العدو على قتل أخيه و يضع تحت قدمه سنوات العشرة و سلام الصباح و الزاد و الملح روى لي أحد النازحين من تلعفر و عيونه تنزف الالم أن جاره ( ابو عمر ) الذي تربى و لعب و عمل معه و كان لا يفرقه عن أخيه في الصباح كان يدعوه (أبو أحمد ) حبيبي و في المساء (أذهب يا رافضي) .... كيف نسف كل هذا التاريخ بين ليلة و ضحاها ؟
 
إن ألوان الفسيفساء العراقية لا يمكن أن يمحى بعضها و تبقى الألوان الأخرى على حالها بل ستتحول الى اللون الأسود الذي يلتهم الألوان الضعيفة فأفهموا يا عراقيين إن العراق شاء له خالقه ان يكون وعاءاً يحتوي بتوازن و أعتدال طوائفه المعروفة و من يريد أن يخل بهذا التوازن فسيكون الثمن باهضاً, إن ما نعيشه اليوم هو بعض من مخلفات حكم الدكتاتورية التي حاولت الإخلال بتوازن العراق و أبعدت متعمدةً طيور الدوري العراقية فكانت النتيجة حروب و قتال و أحقاد و ضغائن ندفع ثمنها اليوم من شبابنا و دمائنا و أطفالنا و نسائنا و تربتنا و ثرواتنا ، فالكلام لجميع العراقيين بلا أستثناء لا تقصوا أحداً و لا تمحوا لوناً و عيشوا كما أوجدكم الله منذ أن نزل آدم على سطح هذه الارض فسيكون السلام رفيقكم والا فلا راحة في العراق أبداً , و دمتم سالمين .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فاهم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/23



كتابة تعليق لموضوع : طيور الدوري العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net