شهادات كثيرة كتبها التاريخ العراقي لابطال نذروا انفسهم ودماءهم من اجل بناء جيل جديد يستمد العزيمة والاصرار والتحلي بالصبر ازاء مقاومته للافعال الشنيعة التي سار عليها نظام البعث الصدامي ... فكانت احدى هذه القصص لبطل جاد بنفسه من اجل الوطن ..
(ان هذا البطل من اهالي جميلة في محافظة بغداد كان في كل يوم يسلم على جميع الزنزانات وبعدها يزور الامام الحسين (عليه السلام) ثم يبدا بمحاضرة اسلامية .لقد نادوا باسمه ليؤخذ الى المشنقة مستبشرا ضاحكا وكانه يزف الى عروسته ،وفعلا هي عروسه في الجنة .لقد كان صديقا لي قبل اعتقاله بسنتين وكان مخلصا لدينه صادقا في تعامله فجزاه الله عن الاسلام خيرا ورضي الله عنه وارضاه )
من هذه الكلمات التي ذكرها احد الكتاب في كتابه (اوراق مهربة ) ابدا كتابتي عن اروع ملاحم الصمود والشهادة حيث جسدت هذه الكلمات شموخ الاف الشهداء رغم الظلم والجور الذي لحق بهم فكان (رسول الماس) احد هؤلاء الرجال الابطال الذين قارعوا النظام المستبد ووقفوا في وجه الظلم والجور حيث كان مثالا لرجال الذين امتلكوا الفكر ليكون العراق رقما صعبا في هذا العالم .
عند قراءة هذه الاسطر نجد ان الكاتب يصف هذا الشهيد الوضع الذي عاشه في دهاليز السجن وظهور الابتسامة على وجهه رغم الصعوبات والتعذيب الذي عاشه وفي نفس اللحظة كانت هناك هموم مدفونة في قلبه وقلوب جميع الشهداء حيث كان محو جيل كامل من قبل النظام السابق احد الاسباب التي جعلت العراق يعود الى الخلف اشواطا كبيرة فقد رسموا جيلا مرسخة علومهم وافكارهم ورجالا قادرين على بناء دولة تنتهج الافكار الديمقراطية الحقيقية
هؤلاء الشهداء قد رسخوا فينا مبادىء وقيما وجعلوا من انفسهم مثالا للصبر والصمود وزرعوا البذرة الاولى لعراق ينبذ العنف والطائفية وسقوها بدمائهم الطاهرة ومن واجبنا كعراقيين وبجميع اصنافنا وطوائفنا ان نحافظ عليها ونضحي من اجلها حتى تصبح زرعا رغم صعوبة الطريق الا انهم قد رسموا لنا مخططا لبناء دولة قوية تخرج اصواتهم التي كان مصيرها الكبت حيث كانت ابتساماتهم في زنازين الظلم والجور دستورا للامل والصمود ,ووحدتهم رسالة لشعبهم ان الوحدة هي من يبني العراق وليس التفرقة ,ستكون اسماؤكم في قلوبنا واصواتكم وكلماتكم في عقولنا وامالكم طريقا لنبني عراقا موحدا طالما كنتم تحلمون به
في الخاتمة ساذكر موضوع هذا النص
هذا النص من كتاب( اوراق مهربة من السجون العراقية ) يتطرق هذا الكتاب الى حياة السجون في زمن النظام المباد ويروي قصص المعتقلين في هذه السجون وكان (رسول الماس براخاس)احد هؤلاء حيث اعدم في عام 1981 ضمن الحملة الصدامية الهمجية التي قادها ضد شباب العراق المجاهد ضد الظلم والطغيان وسياسات التفرد بالسلطة ومحاربة صوت الحق الذي استلهمه الشباب العراقي انذاك من المرجعية الدينية والرموز الوطنية المجاهدة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat