صفحة الكاتب : عباس العزاوي

انها تشبه الديكتاتور
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سألتني احدى الموظفات في وزارة الصحة والمسؤولة عن العناية بالاجئين العراقيين وامورهم الصحية في اقصى الشمال الاوربي .. وهي ممتعضة ومستاءة جداً ...هل انا اشبه صدام ؟ فاستغربت من سؤالها وهي التي تمتلك وجهاً ملائكياً وابتسامة آسرة بخدودها المكتنزة ـ الحقيقة كان كل شئ فيها مكتنز ـ وروحها المرحة, فسألتها... من قال هذا..؟ العراقيون يقولون اني اشبه صدام في التعامل مع زبائني المرضى من العراقيين... فهل انا ديكتاتورية حقاً ؟! ... قالتها وهي تزمُّ شفتيها بغنج  مثير.... فضحكت لقولها....انه اليأس والمبالغة في الحديث ياسيدتي ... فنحن اكثر الشعوب مبالغة في العالم ولكي نعبّر عن سخطنا وغضبنا  نستعير اقسى واشد الاتهامات تطرفاً ...لاعليك ...هذه احدى الصور المجازية الساذجة ....العراقيون يحبونكِ , لكن حياتهم لم تكن بالسعيدة ولايحتملون المزيد من المشاكل فموعد يلغى وعلاج يتاخر يشعرهم بالالم فهم غير معتادين ترك بلادهم لكنه هذا اللعين الذي وصفوك به اجبرهم على ذلك.
نشكو ونعيب على موظفين يحاولون تقليص النفقات لصالح بلادهم وشعوبهم بطرق قانونية قدر الامكان دون الاضرار بالمرضى طبعاً فبدل العلاج الطبيعي وجلسات التدليك باهضة الثمن يرشدون الزبائن لاسيما الشباب بارتياد النوادي الرياضية ومحاولة علاج انفسهم وفق ارشادات تعطى لهم من قبل ذوي الاختصاص او ينصحون  بشراء نوع من الدواء دون وصفة الطبيب او زيارته , واحيانا تفضل الموظفة استعمال طرق علاج افضل واقل ثمن للامراض البسيطة ....فهل هذه دكتاتورية ؟...مع كل مايُبذل ويقدم من خدمات لايجدها الانسان في بلده الاصلي نجد من هو ناقم ويتذمر من كل شئ ولايتورع عن وصف الاخرين باقذر الاوصاف!!!. وهذا مشابه الى حد كبير لمايطلق من أتهامات على الخصوم  السياسين في الصحف العراقية, تتجاوز في حدودها المعقول!.
قرأنا  في الصحف والمواقع  العراقية  قبل عام  تحديداً قصة المواطن العراقي حسين وزوجته الحامل التي كاد الاهمال والانفلات في احد المستشفيات العراقية ان يقضي عليها بعد وفاة جنينها في بطنها ورغم خطورة مايسببه موت الجنين من تسمم لجسم الام ...لم يكترث احد بها وأمتناع اكثر من طبيبة معالجتها لاسباب روتينية سخيفة وربما مفتعلة..... وبسبب ذهاب الطبيبة التي ادخلتها المستشفى في اجازة , طلبت الطبية الخفر بطاقة مراجعة جديدة ( باص مراجعة) من الزوج رغم اكتمال اجراءات دخولها المستشفى من قبل, فلا التوسل نجح معهم ولا التهديد بالشكوى للمسؤولين حثهم لعمل الاجراءات اللازمة ,والزوجة تتعذب امامهم لمدة ثلاثة ايام حاملة جنينها الميت في بطنها ...فهل في قلوب هؤلاء الاطباء رحمة ؟ هل اقسموا على اداء الواجب بامانة؟ هل هم ملائكة الرحمة ام شياطين النقمة ؟
قصة اخرى لام عراقية بلغت من الكبر عتيا لاتجد سرير واحد * في مستشفيات بغداد ليضمها بقية ايام حياتها المعذبة وهي من قدمت ثلاث ابناء في سبيل الوطن اثنان اعدمتهم السلطة البعثية   لمعارضتهم الحكومة وواحد لااحد يعرف اين اختفى !!! طبيب لايمتلك ادنى مقومات الانسانية  ولا حتى ابسط مبادئ شرف المهنة... يأمر ابنها ان يصطحبها معه الى البيت لتموت هناك لعدم وجود مكان لها!!! ....هكذا يمنح اطباء العراق وموظفيه اوسمة ذلاً ومهانة لعوائل الشهداء!!!.
 نحن مجتمع اسلامي متدين وفي قلوبنا رحمة لايمتلكها الغربيون ..!!!
في احدى المدارس الاعدادية للبنات في محافظات العراق تطلب الاستاذة من طالبة مازالت تجيب على اسئلة الامتحان ضمن الوقت القانوني لاداء الاختبار,تطلب منها الاسراع بتسليم دفتر الامتحان لان الخاتون (الاستاذة) مستعجلة ولديها مشاوير يجب قضائها قبل الذهاب الى البيت.. اعترضت زميلتها بقولها  "حرام عليج ".... مازال لديها نصف ساعة للاجابة ... فما كان من السيدة التربوية الفاضلة !...الا ان اطلقت ضحكة ماجنة  داخل قاعة الامتحان ,مرددة .. حرام .... ايه حرام  ... يا حرام يابطيخ ..... وتسحب دفتر الامتحان من الطالبة المسكينة وتخرج مسرعة ألى غرفة المدرسين  مخلفة ورائها بكاء ونحيب الطالبة المسكينه التي اخذت تندب حظها العاثر.
 اعدادية اخرى في بغداد , استاذ فاضل لايفهم مادته وغير قادر على ايصالها للطلبة ويخطأ  ايضا في حل مسألة معينة ليصحح له طالب من العوائل الميسورة... لا استاذ المسالة تحل هكذا ... ليرد عليه باستغراب عند من تدرس انت؟.... عند استاذ فلان ب 500 دولار شهرياً .. مفهوم ... مفهوم .. هذا استاذنا كلنا !!! ترى هل فعلا لايعر ف هذا الاستاذ كيف تحل المسألة ؟ ام انه يحاول ارغام الطلبة على طلب دروس تقوية بعد الدوام الرسمي مقابل اجور باهضة ... وماذا تفعل العوائل الفقيرة ياأستاذ ؟ من اين تاتي بهذا المبلغ؟  ... وهي لاتكاد تجد قوت يومها ..... وكم مادة يحتاج الطالب فيها لدروس تقوية؟
" قف للمعلم وفّه التبجيلا .. كاد المعلم ان يكون رسولا "
الطلبة الفقراء والمعدمين ... عندما يحاول احدهم فيما بعد الحصول على عمل يسد به رمق عوائلته الفقيرة ,ويجنبهم ونفسه ذل السؤال .... سيسأله الدكتور الفلاني ابن الاستاذ العلاني ابن العائلة الميسورة والمسرورة  في آن واحد.
ـ مامستوى تحصيلك الدراسي وليدي؟....... لم اكمل الدراسة استاذ !
ـ  بس ابني احنه نحتاج  في عملنا اصحاب الشهادات الجامعية  تعرف شنو معناهه ...؟
ـ لا والله اني عندي بس اعدادية بمعدل ضعيف من الفقر والجوع.. لان " المعدل " مالتي لم يحصل على دروس تقوية في حياته !!! وعندي شهادة ولادة في العراق الحبيب.... سقطتُ من بطن امي على احد آبار النفط فشج رأسي ...  فاختلط دمي بنفطه وماعادت الناس تميز بين الاثنين...
ـ روح اشتغل "جايجي" افضل ... .. شكرا استاذ على النصيحة !!!
فمن ياترى من هؤلاء يشبه في اخلاقه وقسوته صفات الدكتاتور... ؟...... مسؤولة الصحة الاوربية  !!! ام هؤلاء ابناء العراق المسلمين المتدينين القساة فيما بينهم الاشداء على الفقراء والمساكين.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/19



كتابة تعليق لموضوع : انها تشبه الديكتاتور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net