صفحة الكاتب : صالح المحنه

الحقيقة الإسلامية بين جهل المنحرفين ووعي المنصفين
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لايُلام أي باحث أوقاريءٍ من غير المسلمين إذا ماأصيب بالذهول والإستغراب عندما يطّلع على الدين الإسلامي منذ نشأته الأولى ومنذ أول كلمة قرآنية نطق بها رسول الإسلام الى مرحلة إنقطاع الوحي وإكمال فصول الرسالة السماوية ... وتعرّف على سيرة النبي وآله الكرام وسيرة بعض اصحابه المخلصين ... والقيّم التي يدعو لها القرآن الكريم وقارن بين كل ذلك الرصيد الفذ من المُثل والإصالة وبين مايراه اليوم من الأهوال والإنحرافات وحالة التناقض الغريبة التي تعيشها إمة إدعت أنها تمثّل ذلك الإسلام...وهي ترتكب أسوأ الجرائم بحق الإنسانية ومنذ رحيل نبينا الأكرم  ص والى يومنا هذا وبشكل تصاعدي دمويٍ مريب ! يصاب الباحث بحَيْرَةٍ كبيرة إذا ماتعرّف على فصول تلك المنظومة الإخلاقية الإنسانية العظيمة التي أسس ركائزها وثّبت أركانها ذلك العظيم الذي مدحه ربُّ السماوات والأرض في كتابه الكريم  ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وخليفته إمام المتقين علي بن ابي طالب ع صاحب نظرية الإنسان أخو الإنسان..ثم لايجد لهذه المنظومة القرآنية المحمدية  نموذجاً إسلامياً حقيقيا كما أراد له الله أن يكون في الإمة التي خصّها بهذا التشريف الكبير...وإن وجد فهو في دائرة الإتهام بالتكفير والضلال ! عندما يرجع الباحثون الى الأصل في هذا الدين يجدون دينا يدعو الى التعايش السلمي والتسامح وعدم التصادم مع الحضارات والأديان الأخرى ولافرق بين انسان وانسان إلا بالتقوى  ! (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وأن (لاإكراه في الدين)وغيرها الآلاف من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة كلّها تدعو الى التسامح والتعايش والمحبة والمغفرة والعفو عن الذنب والإصلاح بين الناس ودرء السيئة بالحسنة والإحسان الى الأسرى وحماية الضعفاء وكل مايمت لبناء الإنسانية وتوطيد العلاقات الحسنة بين ابناء البشر مهما تفاوتوا واختلفوا في الأديان والمعتقدات والقوميات ...؟ وعندما يطالعون سيرة رسول الله وسيرة أهل بيته الطاهرين يجدون روضة عطرة غنية بالشواهد تنضح حبا للآخرين ورحمةً وكرما وزهداً ورأفة بالضعفاء والمساكين ...يصطدمون بمواقف غزيرة العطاء عظيمة النبل وكبيرة في التضحية... من الذي ينتزع القرص من بين يدي أطفاله الجياع ليسد به رمق وجوع اليتامى والسائلين الغرباء...وشهد لهم بذلك ربهم في كتابة (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)  كل هذا التراث الزاخر بالقيّم الدافق بروح الإنسانية الذي يمثّل حقيقة الإسلام المحمدي ركلته الأمة بجهلها وكفرت بأنعم الله وإختطت لها طريقاً مناقضا ومخالفا له.! ولو تمكنوا من تحريف الآيات القرآنية وحذفها لفعلوا ولكن الله خيرحافظ لكتابه ...فلجأوا الى تحريف المعنى للآيات وتشويه السيرة النبوية والعبث بقيمها وثوابتها ...ليستمر مشروعهم التخريبي الذي بدأوا به بعد رحيل نبي الإسلام وإنقطاع الوحي ...ولكن.. ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) لم ينجحوا في طمس حقيقة الإسلام السامية ..فلقد أدركها الباحثون والمثقفون الواعون من غير المسلمين وأدركها كلُ منصف في هذا العالم وسخّر لها قلمه ..بعد أن إطلعوا على نصوصها وقادتها الحقيقيين . ومن هذا المنطلق ولهذا السبب صرّح بالأمس القريب رئيس وزراء إيطاليا خلال زيارته للعراق وقال... إن الغرب قد تعرّف على حقيقة الإسلام من خلال فتاوى السيد السيستاني ..وهي كلمة مهمّة تصب في محيط الإسلام الكبير ...سببها خُلُق وتقوى رجل سار على نهج محمد وآل بيته القويم ص..  وماكان الرئيس الإيطالي ليفصح عن هذا الربط بين حقيقة الإسلام وأفكار السيد السيستاني لو لم يطلع على ذلك الموروث الإسلامي الأصيل ... الذي تنكرت له الأمة الإسلامية وتركته خلف ظهرها حبيسا على رفوف حقدها ! ولاأثرَ له على أرض واقعها المهووس بالدماء والتدمير وأجواءها المشحونة بالبغضاء والعدوانية التي أنهكت العالم بإنحرافها..! وليتها وقفت عند هذا الحد بل حكمت على كل من تمسّك بنهج رسول الله واهل بيته بالتكفير والضلال وأباحت دماءهم ...  ولكنّ الحقيقة الأكيدة التي حتما أدركها المنصفون من الباحثين والذين إطلعوا على تفاصيل ومضامين الإسلام الذي جاء به محمد ص هي أن هذه الإمة تعاني من لوثةٍ فكرية مزمنة وأنها لاشك تحمل جرثومة السلف المنحرف المعدية التي ستبقى تنتقل بين أجيالها إلى أن يأتي أمر الله تعالى وإن شاء الله قريبٌ ذلك اليوم .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/17



كتابة تعليق لموضوع : الحقيقة الإسلامية بين جهل المنحرفين ووعي المنصفين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net