صفحة الكاتب : علي علي

أوصيت حريصا يامجلس الأمن..!
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في كثير من أمثلتنا الشعبية دروس وعبر وعظات، لمن أراد التعلم والاعتبار والاتعاظ، والأمثلة -عادة- تضرب ولاتقاس، إلا أنها أحيانا تضرب وتقاس (وجه وگفه). نأخذ منها مثلا لطالما رددناه في صغرنا ولم نكن ندرك مغزاه، أما اليوم فقد اتضح معناه ومغزاه لنا جليا، بعد أن أضحينا نحن أنفسنا مثلا يضرب به ويقاس، ذاك المثل هو؛ (الحايط لو مال يوگع على أهله).
  ماقصدت بالـ (حايط) فهو العراق بلدنا الذي عاش فيه آباؤنا ماضيا.. ونعيشه نحن حاضرا.. وسيعيش فيه أولادنا مستقبلا. وهذا الحائط هو سندنا وسترنا وستارنا، ولاأظن أحدا منا يستطيع القفز عليه او فوقه، إلا من سولت له نفسه بالتخلي عن قيم كثيرة، اولها الشرف وليس آخرها الغيرة. او ممن قال عنهم شاعر:
          نحن انتمينا الى تاريخنا بدم
                            وآخرون على تاريخهم بصقوا
ومن سوء حظ العراقيين الشرفاء ان ترتفع نسبة الأخيرين في البيت المذكور، لاسيما وهم يرون الحائط بدأ يميل -كثيرا وليس قليلا-.
 قبل يومين كان لاجتماع مجلس الأمن الدولي حضور وسط الرأي العام العالمي، إذ أبدى كثير من الدول تعاطفهم مع الـ (حائط) وتألموا على الميلان الذي أصابه، والذي قد يتداعى أكثر فأكثر ويفضي بالنتيجة الى سقوطه -لاسمح الله- وحينئذٍ (يوگع على أهله). وفي حقيقة الأمر أن جلّ الحاضرين في الاجتماع، ولاسيما ممثلو الدول البعيدة عن العراق، قد لايهمهم سقوط الحائط على أهله، بل منهم قد يعد حدثا كهذا (عيد وجابه العباس) والأمثلة على هؤلاء كثيرة ومن أقرب الجيران الى العراق. لكن..! بشكل عام فإن النتائج التي خرج بها الاجتماع أفرحت العراقيين -الشرفاء حصرا- كثيرا، بما يدفع لديهم الأمل بانقشاء الغيمة السوداء التي رافقت الرايات السود المحمولة مع القطعان القادمة من فجوج الأرض، متكالبة على أرض العراق وشعب العراق وتاريخ العراق، ومن المؤكد ان هذه القطعان لاتسير من وحي ذاتها.. بل هناك من يسيرها بدوافع عدة، أولها الطائفية وآخرها الطائفية وبين الأولى والأخيرة أسباب طائفية لاغير، وهذا ما أثبتته الوقائع التي حصلت منذ العاشر من حزيران حتى اللحظة.
  واللافت للانتباه ان عبارات كثيرة وردت في الاجتماع كانت تنم عن مؤازرة دول الغرب والشرق والشمال والجنوب من المعمورة مع العراق، منها مثلا دعوة أعضاء المجلس في البيان الصادر إلى "مساندة جهود الحكومة العراقية الجديدة والرامية إلى استقرار وازدهار جميع العراقيين”. كذلك إعراب المجلس عن "الغضب الشديد إزاء أعمال السرقة والخطف والاغتصاب والتعذيب التي يمارسها التنظيم ضد العراقيين".
ولكن..! هناك توصية جاءت في الاجتماع تدعو الى "ضرورة مشاركة جميع شرائح العراق في العملية السياسية وانخراطها في الحوار السياسي، وفقا لخطة العمل الوطنية للحكومة الجديدة في العراق". هنا أود توجيه سؤال من خلال منبري هذا الى ساسة العراق ومسؤوليه، في رئاسات المجلس التشريعي والتنفيذي والرئاسي.. والكتل والأحزاب السياسية.. رؤساء ونوابا وأعضاء؛
هل حقا أنتم بحاجة الى توصية من مجلس الأمن تحثكم على المشاركة بالعملية السياسية في بلدكم بشكل جدي وناجع؟! وهل نرد على مجلس الأمن فنقول: (لاتوصّي حريص)؟! أم نقول له: "لقد أسمعت لو ناديت حيا...".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/21



كتابة تعليق لموضوع : أوصيت حريصا يامجلس الأمن..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net