رجـال الدين .. الوعـاظ
عبد الرضا قمبر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الرضا قمبر

منهم من يتكلم في وعظه في أخلاق النفس وصفات القلب ، من الخوف ، والرجاء ، والتوكل ، والرضا ، والصبر ، والشكر ، ويظن أنه إذا تكلم بهذه الصفات ودعا الخلق إليها صار موصوفاً بها ، وهو منفك عنها في الواقع ، ويزعم أن غرضه إصلاح الخلق دون أمر آخر .
ومنهم من اشتغل بالشطح والطامات ، وتلفيق كلمات خارجة عن قانون الشرع والعقل ، وربما كلف نفسه بالفصاحة والبلاغة ، وتصنع التشبيهات والمقدمات ، وشغف النكت وتسجيع الألفاظ وتلفيقها ، طلباً للأعوان والأنصار وشوقاً إلى تكثر البكاء والرقة والتواجد والرغبات في مجلسه ، والتذاذاً بتحريك الرؤوس على كلامه ، وفرحاً بكثرة الأصحاب والمستفيدين والمعتقدين به ، وربما لم يبال بالكذب في نقل الأخبار والآثار ، ظناً منه أنه أوقع على النفوس وأشد تأثيراً في رقة العوام وتواجدهم ولا ريب في أن هؤلاء شـر الناس ، بل شياطين الأنس ، ضلوا وأضلوا عن سواء السبيل .
يسر بوصول المال إليه ، ويتزين بالثياب الفاخرة والمواكب الفارهة ، فمثله ممن يضل ويكون إفساده أكثر من إصلاحه ، ومع ذلك يظن أنه مروج الشرع والدين ومرشد الضالين ، فهو أشد المغرورين والغافلين .
ومما يدل صريحاً على ما ذكرناه قول الصادق – عليه السلام –
العباد ثلاثة : قوم عبدوا الله عز وجل – خوفاً ، فتلك عبادة العبيد ..
وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى – لطلب الثواب ، فتلك عبادة الأجراء ..
وقوم عبدوا الله عز وجل – حباً له ، فتلك عبادة الأحرار ، هي أفضل العبادة .
اعلم .. أن النعمة عبارة عن كل خير ولذة وسعادة ، وهي مخصوصة بسعادة الآخرة التي لا انقضاء لها ، لذة النظر الى وجه الله ، وسعادة لقائه ، فإنها لا تطلب بها غاية أخرى مقصودة من وراءها ، بل تطلب لذاتها ، وهذه هي النعمة الحقيقية واللذة الواقعية ، ولذلك قال رسول الله (ص) لا عيش الا عيش الآخرة .
يا رجال الدين .. هل قرأتم هذا الحديث ، فهـل اتعضتم ؟
والله المستعان
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat